حلبة الموت (الممتع) أو السياسة في قاع المعنى!

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 35 مشاهده       تفاصيل الخبر
حلبة الموت (الممتع) أو السياسة في قاع المعنى!

(الفلسفة تنتج معنى الصورة والسينما تجسد صورة المعنى) ق. م.

(بمخزن قمح ناضج في مشهد يوحي بالخير الطبيعي الوفير، رجل عشريني مفتول العضلات يداعب القمع ويقبض على حباته وهو جالس مثل الصقر على اصابع قدميه في حوش منزله الريفي حيث تحيط به الدجاج البلدي التي تلتقط قوتها بفرح وسعادة غامرة. وعلى مقربة منه بأمتار كانت زوجته ترقبه وهي تنشر غسيلها على حبل مهلهل.

البارحة تسمرت في مقعدي وأنا اشاهد المصارع الروماني في عرض سينمائي مباشر لأخطر مشكلة دارت حولها فكرة الحضارة الإنسانية عبر تاريخها الطويل.

البارحة وأنا أشاهد الفلم تيقنت من حقيقة السياسة بوصفها الزمن الذي لا يمرّ!  بمعنى أن الوجود السياسي للناس في المجتمع هو وجود شبه ثابت في بنية المجتمع الأساسية، مثله مثل بنية القرابة، وكل لحظة من لحظات التاريخ السياسي للمجتمعات تمثل الدرجة الصفر؛ وكل جيل يمسك بالخيط من أوله، ويردد في الوقت ذاته أنه يبتدع هيستيريات تحقيق الذات، والهلوسات الجماعية، والفصامات الطائفية، والهذيانات الدفاعية، والأخرى التفسيرية… وكما أن المراهق يتعلم المضاجعة دون أن يعلِّمه إياها أحد، ولكن دون أن يمارسها افضل مما مارسها جدوده، فإن كل حقبة اجتماعية تعاود اختراع السياسة، وكأنها لم تكن قط، هي هي سياسة كل زمن، الإشكالية بصورة جوهرية. ويرى دوبريه أن هذه القرابة المزدوجة بين السلطان السياسي والميثولوجيا والشبق الجنسي نابعة بالتحديد من أن زمن الخرافة، وزمن غريزة الحب شريكان في البنية ذاتها، بنية التكرار.

وعلى كل حال يمكن استخلاص المعنى الفلسفي للفلم في فهم معنى السلطة والحاكم بوصفه راعي الرعية أو والي أمرها في كل زمان ومكان ومعنى الراعي والرعية تدل دلالة لا لبس فيها عن حقيقة العلاقة بين الحاكم والمحكومين في كل زمان ومكان ولا شيء تحت الستار! تلك هي السياسية وهناك مواقف» شديدة الاختلاف تجاه المحكومين» باعتبارهم موضوعًا طبيعيًا، وهناك طرائق متباينة لتناولهم على نحو موضوعى» أو إذا كان ذلك أفضل هناك «إيديولوجيات مختلفة حول العلاقة بالمحكومين. ولنقل هناك ممارسات مختلفة تتخذ إحداها موضوعا منهم باعتبارهم أهل بلد» وتتخذهم الأخرى باعتبارهم دوابا بشرية والثالثة باعتبارهم عشيرة.. الخ. وفي الظاهر لا يكون الاختلاف إلا طريقة في الكلام، وتعديلا في مواضعات المعجم ولكن في الواقع تكون أمام ثورة علمية تنشب وراء هذا التغير اللفظى، فالمظاهر تنقلب ظهرا لبطن كما نقلب كم الثوب وأخيرًا تموت المشاكل الزائفة مختنقة. وأما المشكلة الصحيحة فتتحقق». ولنطبق هذا المنهج على المبارزات ولنتساءل فى (أى ممارسة سياسية يكون الناس قد تحولوا إلى موضوعات) موضعوا أنفسهم على نحو يتيح لهم إذا رغبوا في تلك المبارزات أن تقدم لهم بكل إخلاص وفى أى ممارسة يكون لا سبيل إلى ذلك؟ والإجابة سهلة.

كتب بول فيين فيي أزمة المعرفة التاريخ؛ فوكو وثورة في المنهج في وصف المبارزة الرومانية المتوحشة ما يلي “لنفترض أن علينا مسئولية قطيع من الغنم في حالة ارتحال، وأننا أخذنا على عاتقنا مسئولية الرعاة تلك، ونحن لسنا أصحاب هذا القطيع، فصاحبه يكتفى بجز الصوف جريا وراء الربح، وفيما عدا ذلك فهو يترك الماشية في عدم اكتراثها الطبيعي، وأما نحن فيجب أن نكفل سير القطيع فهو ليس في المرعى بل في عرض الطريق، وعلينا أن نمنعه من التبعثر لصالحه بطبيعة الحال. «لا بوصفنا المرشدين الذين يعرفون هدفهم ويقررون إلى أين يقودون الماشية ويدفعونها إليه: فالقطيع يرتحل من تلقاء نفسه، أو بالأحرى إن طريقه ينتقل من أجله، لأنه يسير في الطريق الرحب «للتاريخ فعلينا أن نكفل مواصلته البقاء باعتباره قطيعا على الرغم من مخاطر الطريق والغرائز السيئة للماشية وضعفها وقصورها الذاتي، وبضربات العصا إذا لزم الأمر نمارس إدارة الأمور بأيدينا نحن : وتتعرض الماشية الضروب من الكدر ولا تحصل على العدالة بكل جلالها. إن هذا القطيع بمثابة الشعب الروماني ونحن أعضاء مجلس شيوخه ولسنا ملاكا لهذا الشعب لأن روما لم تكن قط ملكية عقارية تحتها دواب بشرية، فقد ولدت بوصفها شعبا موحدا، بوصفها مدينة.

أما نحن باعتبارنا آخرين فقد أخذنا على عاتقنا توجيه هذا القطيع البشرى لأننا نعرف أفضل منه ماذا ينبغى له، ولكي نؤدى رسالتنا عينا مواطنين عموميين يفسحون الطريق أمامنا في الاحتفالات العامة وهم يحملون حزمة من السياط لكي يقرعوا الدواب التي تبث الاختلال في نظام القطيع أو التي تنحرف شاردة عنه فسلطة البوليس وأعماله الهابطة لا تتميز بدرجة أكبر من الوقار». وتنحصر سياستنا في المحافظة على القطيع في مسيرته التاريخية، وفيما عدا ذلك نحن نعرف جيدا أن الدواب دواب. ونحن نحاول ألا نتخلى في طريقنا عن كثير من الماشية التي أنهكها الجوع لأن ذلك يقلل من عدد القطيع: فسنعطيها ما تأكله إذا كان ذلك واجبا. وسنعطيها أيضًا السيرك والمبارزات الدموية التي يحبونها كثيرا . (ولأن الحيوانات ليست أخلاقية ولا غير أخلاقية فهى كما هي فحسب فنحن لا نهتم بأن نحرم الشعب من دم المبارزين بأكثر مما ينتبه راعي قطيع من البقر أو الضأن إلى الإشراف على الجماع بين دوابه ليمنع العلاقات الجنسية بين المحارم).

وفي الختام هاكم ما قاله الذكاء الاصطناعي عن الفليم وحكايته:

دينزل واشنطن يؤدي دور شخصية جديدة تمامًا: رجل كان عبدًا ثم أصبح تاجرًا ثريًا، وهو ناقم على النظام الإمبراطوري. يسعى للحصول على حريته ويخطط للانتقام من الماضي الذي يحمل جراحًا عميقة. من جهة أخرى، يقدم بيدرو باسكال دور قائد عسكري سابق تحول إلى مصارع، في منافسة تنطوي على نزاعات داخلية وخارجية في إطار “الألعاب الرومانية”.

القصة تستعرض الأثر الذي تركه “مكسيموس” على الأجيال اللاحقة، وتعيد إحياء عالم الإمبراطورية الرومانية بأسلوب مليء بالإثارة والدراما. الفيلم مليء بالمشاهد الملحمية والرسائل الإنسانية حول الفداء، الحرية، والانتقام، بميزانية ضخمة تصل إلى 310 مليون دولار

الفيلم من إخراج ريدلي سكوت، ويعرض في 22 نوفمبر 2024.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية ترفض طلب ترامب بشأن اليمن .. لن تصدق ماهو الطلب

اليمن السعيد | 5849 قراءة 

وردنا الان ... اليمن تقصف تل بيب .. لن تصدق كم بلغ عدد الضحايا

اليمن السعيد | 2474 قراءة 

الامارات تعلن عن تحالف عسكري ضدد الحوثي .. روسيا تعلن ساعة الصفر .. شاهد مايحصل الان

اليمن السعيد | 2046 قراءة 

خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت

مأرب برس | 1665 قراءة 

إدخال قيادي حوثي بارز غرفة الإنعاش.. ومصادر تتحدث عن محاولة تصفيته في صنعاء

نيوز لاين | 1206 قراءة 

عقب اعترافه بممارسة الرذيلة في صنعاء.. اتهام سعودي متحوث بالشدود

كريتر سكاي | 1140 قراءة 

بوتين يرسل هدية دسمة للحوثيين. شاهد ماهي وما القصة فيديو

اليمن السعيد | 1065 قراءة 

هل كان انفجار كبير على وشك أن يهز عدن؟ الحزام الأمني يكشف التفاصيل

المشهد اليمني | 972 قراءة 

ادانة الحكومة الشرعية بإعدام الصحفيين !

العربي نيوز | 765 قراءة 

روسيا تدعم الحوثيين وأمريكا تستعد للمواجهة.. وقوى دولية وعربية تتحرك في تحالف عسكري جديد باليمن

المشهد اليمني | 737 قراءة