يمن ديلي نيوز:
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تحولا غير مسبوق مع إعلان أوكرانيا استخدامها لصواريخ “أتاكمز” الأمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل العمق الروسي، مما أثار ردود فعل حادة من موسكو وتصعيدًا في لغة التهديدات النووية. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن ستة صواريخ أطلقتها أوكرانيا استهدفت منطقة بريانسك، وأن دفاعاتها الجوية أسقطت خمسة منها، بينما سقط السادس على منشأة عسكرية، مما تسبب بأضرار محدودة.
وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذه الضربات بأنها “مرحلة جديدة في النزاع”، متهما الولايات المتحدة بتقديم دعم مباشر لكييف للتصعيد ضد موسكو. وأضاف أن أوكرانيا ما كانت لتستخدم هذا النوع من الصواريخ دون الضوء الأخضر الأمريكي، محذرا من عواقب وخيمة.
كما أشار إلى أن موسكو ستدرس العقيدة الروسية الجديدة لاستخدام الأسلحة النووية كردع لأي هجوم مشابه.
في سياق متصل، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يوسع فيه نطاق استخدام الأسلحة النووية، معتبرا أن أي هجوم جوي مكثف على روسيا حتى لو شُن من قوى غير نووية ولكنه مدعوم من قوى نووية، سيكون مبررا للرد باستخدام السلاح النووي.
من جهتها، اعتبرت أوكرانيا أن استخدام هذه الصواريخ يندرج ضمن حقها المشروع في الدفاع عن أراضيها واستهداف القدرات العسكرية الروسية التي تهدد أمنها.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العام المقبل سيكون حاسما في تحديد هوية المنتصر في هذا النزاع الطويل، مشددا على ضرورة الحفاظ على الدعم الدولي لبلاده.
ماهي صواريخ أتاكمز؟
وتعد صواريخ “أتاكمز”، التي غيرت مسار هذه الحرب، واحدة من أكثر الأنظمة الصاروخية التكتيكية تطورا في الترسانة الأمريكية. وصُنعت هذه الصواريخ بواسطة شركة “لوكهيد مارتن”، وتتميز بقدرتها الفائقة على إصابة أهداف بعيدة بدقة كبيرة.
يصل مدى هذه الصواريخ إلى 306 كيلومترات، ما يسمح لأوكرانيا باستهداف منشآت عسكرية روسية حيوية، مثل تجمعات القوات ومستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد اللوجستية، التي كانت سابقا خارج نطاقها.
تتميز “أتاكمز” بآلية عمل دقيقة، إذ يتم توجيهها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يمنحها دقة استثنائية. وتحمل هذه الصواريخ نوعين من الرؤوس الحربية رأس متفجر فردي بوزن 375 رطلا، أو رأس يحمل ذخائر عنقودية تنفتح في الجو لتطلق مئات القنابل الصغيرة القادرة على تدمير أهداف متعددة في وقت واحد. يتم إطلاقها بواسطة أنظمة مدفعية متقدمة، وتصل إلى أهدافها بسرعة فائقة وبزوايا حادة تجعل اعتراضها تحديا للدفاعات الجوية.
واستخدمت هذه الصواريخ سابقا في حروب مثل حرب الخليج الثانية وغزو العراق، حيث أثبتت فاعليتها في تدمير منصات إطلاق الصواريخ والبنية التحتية. ومع ذلك، أثار استخدام هذه الصواريخ جدلا بسبب طبيعة الذخائر العنقودية التي تحتويها، والتي قد تترك قنابل صغيرة غير منفجرة تمثل خطرا على المدنيين حتى بعد انتهاء النزاع.
مخاوف دولية
ويرى مراقبون أن استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ يمثل تصعيدا كبيرا في طبيعة الصراع الذي أصبح على أعتاب مرحلة أكثر خطورة وتعقيدا، خاصة وأن روسيا اعتبرت هذا الهجوم تجاوزا للخطوط الحمراء، وأكدت مرارا أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى مواجهة أوسع. في الوقت ذاته، تسعى كييف لاستغلال الدعم الأمريكي والغربي لتعزيز قدراتها العسكرية، بينما تواجه تحديات ميدانية وخسائر في المعركة.
وسط هذا التصعيد، تتزايد المخاوف الدولية من اتساع دائرة الحرب إلى مواجهة دولية أوسع. بينما تعبر دول أوروبية، مثل ألمانيا وبولندا، عن تضامنها مع أوكرانيا وتبحث عن تعزيز دعمها المالي والعسكري، تشير تقارير إلى أن روسيا تحاول تعميق تحالفاتها مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
المصدر: مونت كارلو
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news