منذ نحو شهرين من صدور قرار ملكي في الـ 29 من أغسطس الماضي بتعيينه قائدا لقيادة القوات المشتركة لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، شهدت الرياض جملة مباحثات عسكرية رفيعة المستويات مع القيادة اليمنية نظمها الفريق الركن فهد بن حمد بن عبدالعزيز السلمان، شملت معظم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذين هم في الأساس قادة لفصائل القوات والتشكيلات المنضوية تحت معسكر السلطة الشرعية المعترف بها دوليا.
لكن اللافت، هو تنظيم مباحثات للمرة الأولى مع قيادة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا الذي يقع تحت قيادته قوات عسكرية وأمنية تفرض نفوذها على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية.
فيوم أمس الاثنين، جرت مباحثات جمعت رئيس المجلس الانتقالي وقائد القوات المنضوية تحت إدارة المجلس اللواء الركن عيدروس الزبيدي مع قيادة القوات المشتركة.
المباحثات وهي لأول مرة، تناولت "أوجه التعاون المشترك واستمرار الدعم المتواصل الذي تقدمه قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن لتحقيق الأمن للشعب اليمني". وفقا لما ذكرت وزارة الدفاع السعودية. وهذه الصيغة هي المعتمدة بروتوكوليا لدى إعلام الوزارة غالبا في تغطية مثل تلك المباحثات.
لكن الزبيدي الذي قدم إلى الرياض من مقر إقامته شبه الدائمة في أبو ظبي، أثنى في تعليقه على اللقاء جهود القيادة المشتركة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات "لمساندة شعبنا وقيادته عوضا عن إسهامها الفاعل والمحوري في حفظ الأمن والسلم الدوليين".
مضيفا في تغريد عبر حسابه عل منصة
X
إن التحالف العربي سيظل "مصدر قوة وفخر لمنطقتنا وشعوبها، وشريك فاعل في ترسيخ الاستقرار إقليميا ودوليا".
فيما ذكرت تغطية الإعلام الرسمي التابع للانتقالي إن اللقاء ناقش "سُبل تعزيز الدعم اللوجستي والعسكري للقوات العسكرية والأمنية في بلادنا، بما يعزز من قدراتها في مواجهة التحديات والتهديدات المستمرة، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقالت إن اللقاء تطرق إلى "الجهود المشتركة في مكافحة التنظيمات الإرهابية وتعقب عناصرها المهددة للأمن والاستقرار، وآليات تعزيز التنسيق العملياتي والتخطيط الاستراتيجي لمواكبة تطورات المرحلة الراهنة"، مضيفة أن الزُبيدي أكد "أهمية استمرار التنسيق المشترك بين القوات المرابطة في الميدان، وقيادة القوات المشتركة للحفاظ على المكتسبات العسكرية والأمنية التي تحققت خلال الفترات الماضية".
اللقاء مع عيدروس سبقه لقاء مماثل –وهو الآخر أول لقاء- مع عضوم المجلس الرئاسي، وهو نائب رئيس المجلس الانتقالي "القائد العام لألوية العمالقة الجنوبية" العميد عبدالرحمن المحرمي المشهور بأبو زرعه يوم 28 أكتوبر، ناقش "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك" وبحث التنسيق والدعم السعودي "لتحقيق السلام في المنطقة". وفقا لما نقل إعلام الانتقالي.
لقاء أبوزرعه المحرمة مع الفريق السلمان بالرياض
هذه المباحثات تأتي ضمن
حراك عسكري سعودي نشط انخرط فيه الفريق السلمان
للعمل على إعادة ترتيب الملف العسكري في اليمن في ضوء المقتضيات الميدانية والتطورات الجارية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
ووفقا لمراقبين فأن تعيين الفريق السلمان يعكس توجها سعوديا نحو منح قيادة القوات المشتركة مزيدا من الصلاحيات في إدارة الملف العسكري اليمني، الذي يشرف عليه بصورة مباشرة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.
والقوات المشتركة هي المسئولة عن تنسيق العمليات العسكرية داخل اليمن وفي جبهات الحد الجنوبي بالمملكة ويقع تحت إطارها عدد من القوات اليمنية التي تم تشكيلها خلال فترة الحرب الحوثية المستمرة منذ عام 2014م، والقيادة المشتركة هي الجهة المعنية بدعم القوات المسلحة اليمنية.
ولا يمكن فصل تلك المباحثات عن التطورات الجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وتصعيد جماعة الحوثي المتمردة المدعومة من إيران عملياتها البحرية واستهداف السفن التجارية والبحرية، والهجمات التي تنفذها قيادة أمريكا وبريطانيا ضد الحوثيين منذ شهر يناير المنصرم، تقول القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات تهدف لمنع هجمات الحوثية على السفن وإلى "تقليص قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين".
على ذات الاتجاه، شهدت الرياض يوم الثلاثاء قبل الماضي مباحثات جمعت قائد القوات المشتركة مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، قال مكتب المبعوث أن المناقشات تركّزت على "ضرورة خفض التصعيد والالتزام الموحد بتعزيز عملية سلام جامعة بقيادة اليمنيين".
محليا، يصعد الانتقالي خطابه ضد القوات النظامية الخاضعة لوزارة الدفاع في سيئون ،وادي وصحراء حضرموت ويسعى لفرض نفوذه وقواته على محافظة حضرموت ومحافظة المهرة لاستكمال سيطرته على المحافظات الجنوبية وفق جغرافيا ما قبل إعادة تحقيق الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 90م، والاقتراب من الحدود مع السعودية وسلطنة عمان.
وتتنامى قوات الانتقالي ويسارع المجلس وداعمته أبو ظبي في إجراء عملية هيكلة شاملة للفصائل العسكرية والأمنية التابعة له التي تم تشكيلها وتدريبها بإشراف من الإمارات التي تمد تلك بالمدفوعات والمرتبات والسلاح والذخائر. وفي مطلع سبتمبر الماضي أصدر الزبيدي قرارا بتكليف نائبه المحرمي بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب والإشراف الكامل على عمل القوات الأمنية، ومكافحة الإرهاب، التابعة للانتقالي وإعادة هيكلتها وتنظيمها.
ويرفض المجلس الانتقالي المتبني لدعوات الانفصال في اليمن دمج قواته ضمن هياكل وزارتي الدفاع والداخلية ويعرقل عملية توحيد القوات المنضوية تحت سلطة المجلس الرئاسي تحت إطار قيادة وطنية موحدة. ويتمسك المجلس بالسعي نحو تعزيز قبضته وقواته على المحافظات الجنوبية كسلطة أمر واقع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news