قال مهدی عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في تصريح صحفي حول تداعيات فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على النظام الإيراني: تفاجأ خامنئي وقيادات النظام بالنتيجة التي جاءت على عكس توقعاتهم بانتصار الديمقراطيين. وأوضح أن أجواء القلق والخوف تسود أوساط المسؤولين وقيادات الحرس الثوري الذين لجؤوا خلال الأسبوع الماضي إلى خطب تحفيزية متكررة، سعياً لطمأنة القوات التابعة للنظام برسائل مثل: "لا تخافوا ولا ترتجفوا".
وأضاف عقبائي أن الانقسام يتعمق داخل النظام بشكل غير مسبوق، حيث يدعو جناح متشدد إلى تصعيد الموقف عبر الإسراع في إنتاج القنبلة النووية وزيادة الحروب الإقليمية ودعم الميليشيات، بينما يرى تيار آخر أن هذه السياسات قد تُفاقم الأزمات الداخلية وتؤدي إلى انتفاضة شعبية تهدد وجود النظام. وأشار إلى أن هذا التيار يدعو إلى التراجع والتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وإيقاف الحروب الإقليمية، محذراً من أن النظام بات في وضع لا يمكن فيه تحمل ضغوط خارجية إضافية.
وأكد أن خامنئي يواجه مفترق طرق حاسمًا، حيث أن كل خيار يحمل عواقب وخيمة للنظام. إذا قرر التخلي عن إشعال الحروب، فإنه يخسر أحد دعائم بقائه، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية ويفتح الباب أمام انتفاضة الشعب. أما إذا استمر في سياسة التصعيد، فإنه سيواجه عقوبات وضغوطاً دولية قد تتجاوز قدرة النظام على التحمل، مما يُسهم في إضعافه بشكل أكبر ويُعجّل بزواله.
وأشار عقبائي إلى أن الوضع الداخلي في إيران يقترب من الانفجار، حيث يعاني الشعب من تفاقم الفقر وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. ولفت إلى أن حتى المواد الأساسية مثل الخبز أصبحت صعبة المنال، مع استمرار ارتفاع أسعارها في معظم المدن الإيرانية. وأضاف أن النظام يواجه أزمة كبيرة في توفير الكهرباء، حيث أعلنت الحكومة عن انقطاعات يومية لمدة ساعتين في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص الوقود اللازم لمحطات الطاقة، رغم امتلاك إيران ثاني أكبر احتياطيات غاز في العالم. وأكد أن النظام يفضل بيع الغاز لدول أخرى للحصول على العملة الصعبة لتمويل حروبه الإقليمية وميليشياته بدلاً من تلبية احتياجات الشعب.
وأردف أن الميزانية المقترحة للنظام تُظهر أولوية الإنفاق على القمع والحروب، حيث تم زيادة المخصصات العسكرية ثلاثة أضعاف، بينما تستمر أسعار السلع الأساسية في الارتفاع. ولفت إلى أن الشعب الإيراني لم يبق صامتاً، حيث شهد الأسبوع الماضي احتجاجات واسعة شملت الممرضين والمعلمين والعمال والمتقاعدين، الذين يعانون من رواتب لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية. وردد المحتجون شعارات تعبر عن معاناتهم، مثل: "كفى إشعال الحروب، موائدنا فارغة".
وأكمل عقبائي بأن النظام استنفر قواته القمعية في ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019، خوفاً من تجدد الاحتجاجات. ففي 23 نوفمبر وحده، نشر 13 ألف عنصر من الشرطة و19 ألف عنصر من الحرس الثوري والباسيج في شوارع طهران. ورغم ذلك، شهدت محافظة سيستان وبلوشستان مواجهات مسلحة بين الشباب البلوش وقوات الحرس الثوري، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات من العناصر القمعية. وأشار إلى أن وحدات المقاومة الموالية لمنظمة مجاهدي خلق نفذت أكثر من 150 عملية استهدفت مراكز قمع النظام، حيث تم إحراق لافتات وصور قادة النظام في مختلف المدن.
واختتم تصريحه قائلاً إن النظام الإيراني بات في مأزق وجودي، حيث تزداد الضغوط الداخلية والخارجية، مما يضعه أمام خيارات كلها تؤدي إلى الانهيار. الشعب الإيراني، رغم كل القمع والمعاناة، أثبت أنه لن يتوقف حتى تحقيق الحرية والإطاحة بهذا النظام الذي أصبح بقاؤه أكثر تهديداً من زواله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news