بقلم / بشير سنان
عضو في الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية
صنعاء، 18 نوفمبر 2024 –
تواجه كرة القدم اليمنية منعطفًا حاسمًا وسط تصاعد الاحتجاجات ضد رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي، الذي انتهت ولايته منذ عام 2014. وقد تعرض الاتحاد، تحت قيادته، لانتقادات حادة من الأندية التي تتهمه بانتهاكات جسيمة للوائح الاتحاد قبل انعقاد اجتماع الجمعية العمومية المقرر في الدوحة يوم 30 نوفمبر.
وازدادت حدة الجدل هذا الأسبوع بعد استقالة نبيل الفقيه، رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات، بعد يوم واحد فقط من إشعار محكمة التحكيم الرياضية (CAS) للاتحاد اليمني لكرة القدم بوجود دعوى قضائية قدمتها الأندية. وتتهم الأندية الاتحاد بانتهاكات إجرائية واسعة النطاق، بما في ذلك التشكيل غير القانوني للجنة الانتخابات.
استقالة تثير الشكوك
عزا الفقيه استقالته إلى “تفسيرات غير صحيحة” للوائح الاتحاد اليمني لكرة القدم وقرارات تفتقر إلى الأساس القانوني الواضح. وأشار إلى أن استمراره في منصبه في ظل هذه الظروف من شأنه أن يقوض الثقة في الانتخابات ويتعارض مع مبادئه المهنية.
مقالات ذات صلة
الاستاذ مهدي الحامد نائب محافظ ابين يلتقي المستثمر احمد الوالي
توجيهات رئاسية تتعلق بسحب كافة القوات العسكرية من المدن.. تفاصيل
وقد زادت هذه الاستقالة من التدقيق في ممارسات الاتحاد، حيث تتهم الأندية الأعضاء بتلاعب في العملية الانتخابية لصالح العيسي وحلفائه.
مخاوف الأندية
أعربت الأندية الأعضاء في الاتحاد اليمني لكرة القدم عن قلقها بشأن عدة انتهاكات مزعومة، من بينها:
التلاعب بالتمثيل:
طُلب من الأندية تقديم أسماء المرشحين للرئاسة ونواب الرئيس، ولكن ليس لممثليهم في التصويت. وتم فرض مندوبين من انتخابات سابقة أُجريت قبل أكثر من عقد دون موافقة الأندية.
إدراج غير قانوني لرؤساء الفروع:
يُقال إن الاتحاد يخطط لإدراج 22 رئيس فرع في عملية التصويت رغم انتهاء ولاياتهم. وقد أعلنت اللجنة الأولمبية اليمنية أن هذا الإجراء غير قانوني، مؤكدة على ضرورة إعادة انتخاب ممثلي الفروع أو استبعادهم من التصويت.
تشكيل لجان غير قانونية
في خطوة تعرضت لانتقادات شديدة باعتبارها تضاربًا في المصالح، قام الرئيس المنتهية ولايته بتعيين لجان الانتخابات والاستئناف من بين المقربين منه، في انتهاك واضح للمادة 27 من لوائح الاتحاد التي تنص على أن يتم انتخاب هذه اللجان من قبل الجمعية العمومية.
وعلى الرغم من الاعتراضات الواسعة، عقد اجتماع استثنائي للموافقة على هذه اللجان دون إشعار كافٍ أو تفويض من ممثلي الأندية، مما يُعد انتهاكًا للمادة 28 من لوائح الاتحاد. وقد ألقى غياب الشفافية بظلال كثيفة من الشك على نزاهة الانتخابات المقبلة.
الاستغلال الاقتصادي
تم استغلال المعاناة المالية للأندية اليمنية من قبل الإدارة الحالية. على مدار العقدين الماضيين، استخدم العيسي هذه التحديات الاقتصادية للحفاظ على سيطرته، مما أجبر الأندية على الامتثال لشروطه مقابل الدعم المالي الذي تحتاجه بشدة.
وقد أثار هذا الاستغلال دعوات للإصلاح، حيث تسعى الأندية لاستعادة استقلاليتها وضمان تمثيل عادل في قيادة الاتحاد.
الإجراءات القانونية والمناشدات الدولية
رداً على هذه الانتهاكات المزعومة، لجأت الأندية اليمنية إلى محكمة التحكيم الرياضية (CAS) واللجنة الأولمبية اليمنية، سعياً لإلغاء القرارات غير القانونية وضمان نزاهة العملية الانتخابية.
وتشير تقارير إعلامية محلية إلى أن محكمة التحكيم الرياضية قبلت الاستئناف وتراجع القضية. وفي الوقت نفسه، تحث الأندية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) على التدخل، مشيرة إلى مشكلات إضافية مثل سوء الإدارة المالية، تضارب المصالح، وغياب تقارير مالية مدققة بشكل مستقل.
دعوة للعمل
تطالب الأندية اليمنية الفيفا ومحكمة التحكيم الرياضية والمجتمع الرياضي العالمي باتخاذ إجراءات سريعة لضمان انتخابات نزيهة. كما تدعو وسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على هذه القضايا، مؤكدة أن الشفافية والمساءلة ضروريان لحماية مستقبل كرة القدم في اليمن.
وتتضمن مطالب الأندية:
• تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات.
• وقف انتهاكات لوائح الاتحاد.
• حماية حقوق الأندية في اختيار ممثليها بحرية.
لحظة حاسمة لكرة القدم اليمنية
تمثل الانتخابات المقبلة فرصة نادرة لإعادة ضبط مسار كرة القدم اليمنية. ومع ذلك، تهدد الانتهاكات المزعومة بإفشال هذه الفرصة، مما يقوض الثقة والمصداقية في العملية.
السؤال الآن هو ما إذا كانت الفيفا والهيئات الحاكمة الأخرى ستستجيب لدعوات الأندية وتتدخل لضمان العدالة، أو إذا ما ستستمر الديناميكيات الراسخة في خنق تقدم كرة القدم اليمنية.
من أجل مستقبل الرياضة، من الضروري أن يعمل جميع أصحاب المصلحة معاً لدعم مبادئ النزاهة والشفافية. عيون العالم الكروي الآن موجهة إلى اليمن.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news