السر الذي يميّز عسل محافظة شبوة عن غيره هو عدم وجود أشجار مزهرة تصاحب وقت نضوج زهرة شجرة السدر التي تجذب رائحتها النحل ليتغذى عليها وينتج منها عسل السدر ذا الجودة العالية.
بهذه الكلمات عبّر الباحث المتخصص في مجال العسل سعيد الحداد عن موسم جني العسل، ووفرة الإنتاج لهذا العام في محافظة شبوة خلال حديثه لـ"المهرية نت" عن العسل الشبواني.
ويضيف الحداد أن موسم جني عسل السدر هذا العام الذي بدأ مطلع شهر نوفمبر الجاري ويستمر حتى شهر ديسمبر كان وفيراً وذا جودة عالية بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت على معظم مناطق ومديريات المحافظة.
وتتربع محافظة شبوة على عرش قطاع النحل ولفترة طويلة تسبقها أحياناً محافظة حضرموت فهاتان المحافظتان تنتج ما نسبته 90% من إنتاج اليمن من عسل السدر. ويصل سعر الجالون سعة 7 كيلو غرام من عسل السدر ذا الجودة العالية إلى 1500 ريال سعودي.
أنواع العسل الشبواني ومميزاته
يقول الخبير في مجال النحل الدكتورعبدالعزيز زعبل، في سياق حديثه لـ"المهرية نت" إن محافظة شبوة تنتج أحد أشهر العسل في الجمهورية اليمنية والإقليم بل وفي العالم كله وهو عسل السدر أو مايسمى محليًا بعسل (البغية)؛ والذي يعتمد عليه النحالون في تغطية مصروفاتهم طوال العام.
ويتميز لون عسل السدرمابين الذهبي والأحمر، وتكون كثافته مرتفعة نوعًا ما كونه يأتي في موسم الشتاء الذي تهب فيه الرياح الباردة والجافة ولهذا السبب تقل رطوبة العسل.
ويأتي بعده النوع الثاني وهو عسل السمر الذي يشتهر محليًا بعسل (المروة) وينتج في فصل الربيع، وهو موسم نضوج زهرة أشجار السمر التي يتغذى عليها النحل، وتنتشر بكثرة في المحافظة.
ومن مميزاته أنه لا يتأثر مع مرور الوقت بل كلما قدم زانت جودته، ومن مميزاته أن له لونًا أحمر غامقًا، وقوام خفيف وإذا تغيّر قوامه دخل في دائرة الشك، وهذه الصفة تمكّن خبراء العسل من تمييزه.
وهناك النوع الثالث وهو عسل (المراعي)، وهذا النوع ينتج من خليط من النباتات المزهرة ويسمى بعسل المراعي، وتختلف ألوانه حسب الموسم الذي جمع فيه. فإذا كان جنيه في موسم السمرة يكون لونه غامق أما إذا كان جنيه في موسم السدر فإن لونه غالبًا يكون فاتحًا مائلًا إلى البرتقالي طوال أيام السنة.
المناطق الأكثر إنتاجًا للعسل في شبوة
عرفت محافظة شبوة بتميزها في إنتاج أنواع مختلفة من العسل ومن بينها عسل السدر الذي يعد أجود أنواع العسل على الإطلاق نظرًا للعوامل الطبيعية والجغرافية التي تساعد على زيادة الإنتاج، وتسهم في تحسين الجودة.
ويوضح الباحث علي بانافع المناطق الأكثر إنتاجًا للعسل نظرًا لاتساع وطول أوديتها, وهي وادي يشبم وجردان ومرخة وحطيب وبيحان ووادي عماقين وحبان ولكن أشهرها هي وادي جردان وبيحان. إذا تهيأت الظروف فيها ويتفوق عسلها على كل أودية المحافظة بشكل عام وذلك لأنها أودية صحراوية فيها جفاف.
ويقول بانافع إن الجفاف يجعل نسبة الرطوبة في العسل أقل من الأودية الأخرى التي تتأثر برطوبة البحر مثل وادي يشبم وحبان وعماقين وغيرها من المناطق مشيرًا إلى أن توفر الغطاء النباتي ووفرة المياه جعلت من جردان وبيحان المناطق الأكثر إنتاجًا للعسل بل إن وادي بيحان يعد أكبر الأودية الزراعية في شبوة ويعتبر السلة الغذائية للمحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news