أحرق نفسه، كأن جسده صار رسالة احتجاج تصعد مع الدخان، مغتربًا بين أروقة خيانة صنعتها الميليشيا الحوثية العنصرية، مغررًا به بين وعود الخلاص وسياط الطغيان.
استيقظ ذات صباح على مشهد نهب متعمد، عبدالمجيد الحوثي يقتحم عالمه، ينهب ماله وبيته، يجرده من كل ما يملك، وكأن الطوفان اختار أن يبتلع أحلامه في يوم واحد.
في بقعة اليمن تلك، حيث كانت القبيلة شرفًا وميزانًا للعدالة، فقدت الأخيرة كل شيء. القبيلة التي كانت عصبة الأمان، صار شيخها رهينة الطمع أو الهوان. منهم من انحنى لطمع الميليشيا الإيرانية، ومنهم من حاول الصمود لكنه خسر قبيلته، وكأن روح القبيلة تساقطت مثل أوراق شجرة ضربتها العواصف من كل اتجاه.
عبدالمجيد عبد الرحمن الحوثي، المولود عام 1973م، ليس مجرد اسم، بل عنوان حقبة من الظلام. هو أحد أخطر القيادات التي وضعت اللبنات الأولى لسيطرة المشروع الإيراني في اليمن. بعينين ملتهبتين، كان يجمع أطفال ومراهقي محافظة حجة، يقودهم نحو مراكز طائفية في صعدة، حيث تُصبغ العقول بظلال الطائفية، وتُغسل برائحة البارود. عبدالمجيد لم يكن مجرد أداة، بل كان معماريًا لهذا الانحدار، مستقطبًا علماء ودعاة المذهب الزيدي "الإرهابي"، زارعًا بذور الفتنة مبكرًا.
وبعد أن أحكم الحوثيون قبضتهم على صنعاء، تدرج عبدالمجيد في المناصب، حتى نصبوه رئيسًا للهيئة العامة للأوقاف. تحت هذا الغطاء، صار للأوقاف وجه جديد، وجه يكرّس السيطرة الهاشمية، ويمكّن أسرة #الخوثي من نهب موارد الوقف لصالح حربهم المستمرة.
في صنعاء، وفي حجة وصعدة، الموت يتعدد. ليس فقط بحد السيف أو بمدفعية القتال، بل بموت القيم، بموت القبيلة، بموت الهوية. اليمن تُغزى بالهاشمية، لكنها تغرق بالموت. وبينما تقف القبائل عاجزة عن الدفاع عن نفسها، يقف عبدالملك الحوثي، الطاغية الصغير، في صمت مذنب. لا يستطيع مواجهة ظالم من أسرته، لأنه في النهاية الطاغية الأول، والملعون الأكبر، الذي أهدى البلاد ليلًا بلا نهاية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news