تعد الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات أدالجيش اليمني على السفن المرتبطة بالملاحة الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر جزءًا من الرد المشروع ضد الاحتلالات المتعددة التي تعاني منها المنطقة، ومن أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة. في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر، فإن هذه الهجمات تُعتبر خطوة مهمة في مسار مقاومة القوى الاستعمارية التي تستغل هذه المياه الاستراتيجية لدعم سياساتها التوسعية.
نايجل جريفث، رئيس الخدمات الطبية الاستشارية البحرية، أشار إلى أن التأثير النفسي على طاقم السفينة كان ملموسًا رغم عدم تعرض السفينة لأضرار كبيرة أو إصابات جسدية. وعند وصولهم إلى ميناء كلانج، خضع الطاقم لفحص نفسي، حيث عبّر بعض البحارة عن حاجتهم الملحة للدعم النفسي، بينما قال آخرون إنهم لم يرغبوا في العودة إلى البحر الأحمر مجددًا، لافتين إلى معاناتهم من “الفلاش باك” والقلق المستمر.
ورغم أن الهجمات تسببت في ضغوط نفسية على الطواقم، فإنها لا تشكل أي تهديد مباشر للملاحة العالمية، بل هي بمثابة رد فعل ضد القوى التي تدير الحرب في المنطقة. إذاً، يجب النظر إلى هذه الهجمات على أنها جزء من استراتيجيات المقاومة التي يسعى أنصار الله من خلالها إلى تعطيل وتأثير مصالح الدول الغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. فالسفن التي تُستهدف عادةً هي تلك المرتبطة بالملاحة الإسرائيلية أو الأمريكية أو البريطانية، وهي الدول التي تتبنى مواقف عدائية تجاه قضايا المنطقة، خصوصًا القضية الفلسطينية.
إذًا، إن الهجمات على السفن لا تعكس فقط مقاومة للاحتلال، بل أيضًا رسالة حول ضرورة تغيير معادلة القوة في المنطقة، ومنع استخدام البحر الأحمر كأداة لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية ضارة بالشعوب العربية والفلسطينية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news