“يمن ديلي نيوز” يناقش مع “باحثين” عوامل نجاح وفشل تكتل الأحزاب والمكونات السياسية

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 35 مشاهده       تفاصيل الخبر
“يمن ديلي نيوز” يناقش مع “باحثين” عوامل نجاح وفشل تكتل الأحزاب والمكونات السياسية

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

أشهر يوم الثلاثاء الماضي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في مدينة عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يضم 22 حزبا ومكونا سياسيا والذي اعتذر عن المشاركة فيه المجلس الانتقالي الجنوبي.

ووفق أجندة التكتل فإنه يأتي في إطار تعزيز العمل المشترك بما يسهم في استعادة الدولة ومؤسساتها ودعم الحكومة المعترف بها دوليا بما يمكنها من أداء مهامها والقيام بواجباتها في ظل التحديات القائمة.

انطلاق التكتل الجديد يأتي بعد سلسلة تجارب من التكتلات السياسية اليمنية كان أبرزها تكتل اللقاء المشترك من العام 2004 وحتى العام 2011، الذي أحدث حراكا سياسيا غير مسبوق في تاريخ الائتلافات السياسية اليمنية.

ومع أن التكتل الجديد يأتي بعد تكتل سابق أعلن في الرياض عام 2018 باسم التحالف الوطني للأحزاب والمكونات اليمنية برئاسة “رشاد العليمي” يأتي السؤال الآن حول الجديد الذي ممكن أن يضيفه هذا التكتل، وماهي عوامل نجاحه وكيف يمكن منع تكرار الفشل والاخفاق الذي وقعت فيه التحالفات السابقة؟.

“يمن ديلي نيوز” ناقش هذه التساؤلات مع عدد من المراقبين السياسيين والبداية مع الباحث “عادل دشيلة” الذي قال: في حقيقة الأمر لدينا في اليمن تجارب كثيرة حول التكتلات السياسية، خصوصا منذ نشأة هذه الأحزاب السياسية.

واستدرك: لكن هذه التكتلات فشلت لسبب مهم وهو أنها لم تبن على أسس وطنية”.

الباحث دشيلة في حديث لـ “يمن ديلي نيوز” أشار إلى تجارب تحالفات سابقة قال إنها أخفقت في تحقيق أهدافها منها “تحالف اللقاء المشترك، وأحزاب التحالف الوطني مع المؤتمر الشعبي العام والذي تولى قيادته علي عبدالله صالح”.

وتابع: تلك تحالف اللقاء المشترك كان مكون من أحزاب متناقضة ومتصارعة أيدولوجيًا وسياسيا وفكريا، بينما أحزاب التحالف الوطني كانت عبارة عن ردة فعل لمواجهة اللقاء المشترك، ولأنها كذلك لم تحقق أهدافها.

وأردف: منذ انطلاق عاصفة الحزم جرت محاولات للملمة الصف الجمهوري، وإقامة تحالفات سياسية، لكنها كانت تصطدم بالتوجهات الإقليمية، ولم يرد لها النجاح، إذا لم تكن وفقًا لرغبات الدول المنخرطة في الصراع اليمني ولذلك لم تنجح.

وتحدث “دشيلة” عن أن التكتل أشهر برغبة أمريكية، وهناك مساعدة من قبل السفير الأمريكي ومن قبل البعثة الامريكية في اليمن لإقامته، ولكن الهدف من هذا التحالف هو تشكيل ضغط سياسي على جماعة الحوثي في ظاهره، لكنه لا يبدو كذلك.

قوى صغيرة

“دشيلة” حذر من عوامل قد تؤدي إلى إفشال التحالف كسابقيه منها شمول التحالف على قوى صغيرة لا وزن لها في الواقع السياسي وعندما تكثر هذه التكتلات بهذا الشكل، فإن كل طرف سيكون لديه أجندته الخاصة، ومساعي سياسية خاصة.

وتابع: “وبالتالي سندخل في معترك الحسابات والمصالح وما شابه ذلك، لأن التكتل في حد ذاته مكون من قوى ليست متجانسة في حقيقة الأمر، حتى وإن كان هدف الأحزاب السياسية الكبرى استعادة الدولة، لكنها ستضيع وسط هذه الكيانات الصغيرة.

وقال: “الاحزاب السياسية الكبرى سترضخ مستقبلا للقبول بالكيانات الصغيرة على أنها جزء من العملية السياسية، وبالتالي إشراكها في أي تسوية قادمة، قد ربما تكون أكثر من حجم هذه الكيانات”.

وأشار إلى موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي رفض الانخراط في التكتل الوطني.

وقال: “المجلس الانتقالي هو كيان عسكري مسلح مدعوم إماراتيا، ولذلك فإن الكيانات التي لديها أذرع مسلحة لم تشارك في التكتل، وبالتالي سيظل الخلاف قائما بين قيادة التكتل وبين القوى التي رفضت الانخراط”.

وعن عوامل نجاح التكتل الوطني للأحزاب والمكونات اليمنية قال إنها عوامل ضئيلة بناء على المعطيات، وإذا هناك رغبة حقيقية لإنجاح هذا التحالف، فيجب عودة مؤسسات الدولة، وانعقاد البرلمان الذي لم يسمح له بالانعقاد حتى الان.

وحول منع تكرار الفشل والاخفاق الذي وقعت فيه التحالفات السابقة قال “دشيلة”: لا نستطيع أن نمنع تكرار الفشل في هكذا تحالفات، لأن هذه التحالفات والتكتلات لم تنشأ على أسس وطنية، ولم تكن برغبة محلية، وإنما برعاية خارجية.

وأضاف: العامل الخارجي موجود في هذا التكتل، ولهذا من الصعب القول إنه بالإمكان تكرار الفشل، لكن لا يعول على هذه التكتلات السياسية ما لم يكن هناك رغبة إقليمية ودولية واضحة لمساعدة اليمن للخروج من أزمته.

ولنجاح التكتل، فإنه يتطلب دعم الجيش اليمني، والمؤسسات الوطنية، وعودة البرلمان اليمني، ومساعدة الدولة لبسط نفوذها السياسي والعسكري والأمني على كافة الأراضي المحررة. بتأكيده.

واستدرك “دشيلة”: غير هذا فإننا سنظل في فوضى اللادولة واللا أمن واللا سلام وهذا هو الحاصل.

خطوة مهمة

بدوره رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام “حسين الصوفي”، تحدث عن عدد من عوامل نجاح التكتل قائلاً: إن إقامة التكتل خطوة مهمة ومحطة من محطات المسار السياسي في محاولة لاستعادة ملفات المشهد وعرضها على طاولة السياسة، بعد سنوات من الضعف والشتات.

الصوفي في حديثه مع “يمن ديلي نيوز” قال إنه يعتقد أن “الخطوة مهمة بنوعيتها، ومكان انعقاد النقاش، والميلاد في مدينة عدن، ورمزية قيادة التكتل وإسناد الرئاسة لشخصية بن دغر ومشاركة الانتقالي في جلسات النقاش السابقة تكمن أهميتها هنا، وهي ضمن عوامل النجاح”.

وأضاف: من بين عوامل النجاح “أن كل الاحزاب الفاعلة حاضرة وأن التكتل بدأ باحتواء الازمة بين الرئيس ورئيس الحكومة وهذا يعتبر عامل مهم باعتبار أن مؤسسات الشرعية ترى فيه المرجعية لها وبيت خبرة، وتصويب مسار الاداء”.

وتابع: “أن المواقف الدولية والاقليمية المؤيدة وحضور سفراء دول وازنة وفاعلة في الملف اليمني حفل الاشهار يؤشر أن التكتل نجح في تقديم نفسه كحاجة وضرورة ويحظى بقبول شعبي ورسمي ودولي”.

وأردف: “وبالنسبة لما ظهر من مواقف اعتقد أن الجهود السياسية المرنة والعقل السياسي الذي نجح في إنضاج هذه الفكرة وإعادة الروح لمسار السياسة يتمتع بالحنكة التي تجعلنا نتنبأ بأن استيعاب كل القوى سيتم بصورة او اخرى”.

عامل مؤثر

بدوره رئيس مركز “المخا” للدراسات “ناصر الطويل” قال إن إضافة هذا التكتل أو التحالف في تقديري مرهونة بعامل أساسي هو انضمام المجلس الانتقالي الجنوبي إلى هذا التحالف، هذا التحالف سيكون ذو معنى إذا ما أنضم إليه”.

وتوقع الطويل في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” “أن هناك ثمة موافقة مبدئية من المجلس الانتقالي فيما أظن ان يقوله السياق كذلك وأنه لظروف خاصة بهذا المجلس بمعنى التعبئة العالية لقواعده ربما لم تمكنهم من الانضمام إلى هذا التكتل، فهو في حالة تردد وتذبذب حول هذا الاتجاه.

وأوضح أن المجلس الانتقالي شارك في الاجتماع الذي عقد في 28 سبتمبر،  و 20 لإبريل الماضي وناقش أولويات هذا التكتل، ووقع على المحضر فيما يبدو ثم تراجعت مكونات داخل هذا المجلس وهاجمت مخرجاته.

وتوقع الطويل انضمام المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأشهر القليلة بعد أن تهدأ عواطف ومشاعر أنصاره وقاعدته، وبالتالي سيكون لهذا التحالف قيمة كبرى لأنه سيحزم ويجمع المكونات الأساسية المنضوية تحت المجلس الرئاسي لمناقشة قضايا كثيرة وهذا سينعكس على أشياء كثيرة”. 

وأردف: انضمام المجلس الانتقالي للتكتل الوطني سيعزز من أداء الحكومة ووجودها داخل عدن وأيضاً أداء السلطة الشرعية بشكل عام، بينما الانقسامات والتناقضات فيما بينها ستتراجع بعض الشيء وسيبدأ التوافقات على الأرضية المشتركة بين هذه القوى

وتابع: عدم انضمام المجلس الانتقالي الجنوبي إلى التكتل الوطني فإن جدوى وقيمة هذا التحالف في تقديري ستكون محدودة ومحدودة للغاية.

واستعرض رئيس مركز المخا الطويل في حديثه مع “يمن ديلي نيوز”، عدداً من العوامل التي ستمكن التحالف من النجاح مؤكداً: أن العامل الأول هو حدوث تفاهمات مع المجلس الانتقالي، وهو العامل أكثر تأثيراً في مسار هذا التحالف.

وتابع: “لذلك هناك حوارات بينية بين الإصلاح والمجلس الانتقالي وبين الأحزاب فيما بينها والمكونات تمت في الأردن، ومراكمة هذه الحوارات البينية والتفاهم حول كثير من القضايا والتطمينات المتبادلة ربما هي من العوامل الأساسية الداعمة لمسار هذا التحالف”.

العامل الثاني ـ وفق الطويل – أن المرحلة التي تشكل على أساسها مجلس القيادة الرئاسي تقوم على التوافق والشراكة الواسعة، لأن الرئاسي هو وعاء يضم كل المكونات المناوئة للحوثيين وتشكيلاتها المختلفة، وهذا يقتضي منه الشراكة الفوقية وشراكة تحتية، بمعنى أن تنضم المكونات في تحالف غير رسمي وساند لمجلس القيادة.

وأردف: الأمر الثالث ـ أن حضور رئيس مجلس القيادة بشكل كبير في أدائه وتصريحاته، وهيئة التشاور والمصالحة أيضا هي واحدة من المؤسسات التي قطعت شوطا في التوافق بين المكونات حول رؤيتها للتسوية، وكلما نجحت هيئة التشاور كلما مهدت الطريق لمثل هذا التحالف.

وتابع: الأمر الآخر، وهو الأكبر في تقديري، أن الأطراف الأساسية من الأحزاب السياسية هي داعمة بشكل كبير وخصوصا حزب الاصلاح والذي يمثل وجوده ثقل كبير، فالإصلاح يرمي بثقله خلف هذا التحالف، وهذا حاضر في كل خطابات رئيس هيئته العليا بمناسبة ذكرى تأسيس هذا الحزب.

وتحدث عن رغبة لدى دولتي التحالف، وتحديدا المملكة العربية السعودية، في أن يتشكل مثل هذا الإطار، لأنه كلما تقاربت المكونات الاساسية المنضوية في مجلس القيادة الرئاسي كلما خفف الضغط والأعباء على السعودية”.

وأشار إلى وجود “رغبة دولية، مساندة للتكتل وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية، وأيضا دول الاتحاد الاوروبي، ترغب في أن يحدث تكتل للمكونات المناوئة للحوثيين على نحو كبير”.

واختتم الباحث الطويل حديثه بالقول: “هذه هي العوامل بتقديري، بالإضافة إلى حدوث نضج داخل المجلس الانتقالي وأيضاً التحديات الاقتصادية التي تواجهها السلطة الشرعية، وهي تحديات كبيرة لا تعطي هامش لأي طرف في أن ينحرف بالمسار ضد السلطة الشرعية.

مرتبط

الوسوم

إطلاق التكتل الوطني للأحزاب والمكونات اليمنية

التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تسريبات امريكية بتفجيرات ستعم اليمن !

العربي نيوز | 2512 قراءة 

قصف غير مسبوق على وزارة الدفاع 

العربي نيوز | 2317 قراءة 

السعودية تكشف عن المتهمين بتهريب قاتل ضباطها من حضرموت.. أسماء

نيوز لاين | 1624 قراءة 

بالفيديو.. فضيحة مدوية تعصف بصنعاء عقب الكشف عن شبكة دعارة لقيادات الحوثيين

كريتر سكاي | 1517 قراءة 

اغتيال قيادي حوثي وإصابة أحد مرافقيه شمال العاصمة صنعاء

المشهد اليمني | 1419 قراءة 

بالفيديو.. امرأة تدفع 18 ألف ريال لتغيير ”قير” سيارتها.. وتكتشف لاحقاً أمر صادم

المشهد اليمني | 1318 قراءة 

تصريح جديد بشان توحيد العملة وصرف المرتبات

كريتر سكاي | 1280 قراءة 

مصادر أمنية في صنعاء تكشف حقيقة مقتل قيادات حوثية في ضربة أمريكية سرية

وطن الغد | 1039 قراءة 

عاجل : في تطور خطير... السعودية تستدعي عضو مجلس الرئاسة للتحقيق بقضية اغتيال الضباط في حضرموت "تفاصيل"

اليمن السعيد | 872 قراءة 

الحوثيون يطلقون سراح إرهابين متورطين بجرائم اغتيال الرئيس ”صالح ”ودبلوماسي سعودي وجنود وضباط - التفاصيل

المشهد اليمني | 863 قراءة