عدن توداي
نايل عارف العمادي
لم تسلم اليمن من التدخلات الخارجية في شؤونها منذ الاستقلال بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على باب المندب ومحيط الجزيرة العربية ولعل أخطر التدخلات الخارجية التي شهدتها اليمن في القرن الحالي هو تدخل آخر محاولة إيرانية عبر ذراعها في اليمن مليشيا الحوثي، للسيطرة على باب المندب، والسيطرة على شبه الجزيرة العربية عبر مضيق هرمز وباب المندب. ووضع دول الخليج في كماشة القرار الإيراني وهذا أمر كان الأخوة في المملكة العربية على علم به مسبقاً، وفي 26 مارس 2015، أعلنوا فجأة عن تحالف عربي يتكون من سبعة عشر دولة عربية للقضاء على التدخل الإيراني في اليمن، وخلال خمس عشرة دقيقة تمكن الأخوة من القضاء على تهديد مليشيا الحوثي وقطع الطريق أمام المد الإيراني الساعي للوصول إلى باب المندب، كما صرح المتحدث الرسمي لعاصفة الحزم، لكن يبدو أن الحسابات السياسية التي تعتمدها بعض الدول تجاه اليمن هي التي ساهمت في ذلك. إطالة عمر الصراع اليمني الذي أخذ منحنا مناطقية وطائفية ودخل ضمن حسابات سياسية معقدة لم تكن لتظهر على الساحة اليمنية لولا انحراف بوصلة دول التحالف العربي مما ساهم في إلى حد ما إلى تعميق الانقسام الحاصل بالفعل في الجغرافيا اليمنية وكنا كشعب يمني ندرك عواقب هذا التدخل الخارجي على مستقبل اليمن وأمنه واستقراره، لكننا في الوقت نفسه رأينا ضرورة حتمية لتجنب اليمن السيطرة الإيرانية أسوة بالعراق ولبنان وسوريا وفي الوقت نفسه لم نتوقع أن يستمر تدخل الإخوان عقداً من الزمن في القتال خلال السنوات العشر الماضية انقسم الجانب اليمني بين مؤيد ومعارض لأداء التحالف العربي بقيادة السعودية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يرى غالبية الشعب اليمني أن الوضع في هذه المحافظات لا يختلف عن الوضع في صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني وبعض الدول المنطقة، وهنا لا فرق بين التدخل الإيراني والتدخل العربي في اليمن، فكلاهما يسعى إلى تنفيذ أجندته الخاصة في اليمن والعمل على إضعاف الدولة وتمزيق مؤسساتها عبر التحالفات الحزبية سياسياً وعسكرياً، مما قوض عمل الحكومة الشرعية وجعلها عاجزة أمام مطالب الشعب اليمني.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news