تواصل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تصعيد هجماتها على جبهات الساحل الغربي في اليمن، لكن الخسائر البشرية الفادحة التي تتكبدها تبدو مقلقة للغاية، حيث أفادت مصادر عسكرية أن أكثر من 212 من قياداتها قتلوا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، في وقت تتكتم فيه المليشيا على تفاصيل هذه الخسائر.
منذ مطلع أكتوبر الماضي، أعلنت المليشيا الحوثية عن تشييع 31 قيادياً حوثياً فقط، من بينهم ضباط برتب عسكرية مختلفة، دون أن تحدد مكان وزمان مقتلهم، وهو ما يعكس حجم الخسائر الفادحة التي يواجهها الحوثيون في جبهات القتال. بينما تشير تقارير أخرى إلى أن العدد الحقيقي للقتلى من قيادات المليشيا يصل إلى أكثر من 212 ضابطاً منذ مايو حتى أكتوبر، في ضوء القتال المستمر في مختلف الجبهات.
في المقابل، تواصل القوات المشتركة في الساحل الغربي التصدي للهجمات الحوثية، حيث أفشلت، فجر اليوم الأربعاء، هجوماً شنته المليشيا في قطاع "الحيمة الساحلية" بمحافظة الحديدة. وقالت مصادر عسكرية إن وحدة المدفعية التابعة للواء الأول زرانيق استهدفت تجمعات الحوثيين الذين حاولوا التقدم باتجاه مواقع القوات المشتركة في المنطقة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المليشيا.
كما أضافت المصادر أن الاشتباكات في جبهة الحيمة استمرت لساعات، وسط تعزيزات من الحوثيين في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة. هذا التصعيد الحوثي يأتي في وقت حساس، حيث شهدت الجبهات القتالية في الحديدة تصاعداً ملحوظاً في المعارك منذ بداية أكتوبر، تزامناً مع تحركات مشابهة على جبهات الضالع.
تسعى المليشيا الحوثية في هذا التصعيد إلى تحقيق مكاسب معنوية أو اختراقات ميدانية، رغم أن المعارك المتواصلة تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. ورغم محاولاتها إخفاء هذه الخسائر، فإنها تُقر في إعلامها الرسمي بمقتل العديد من قياداتها عبر تشييع جثامينهم، وهو ما يؤكد على حجم الهزائم المتتالية التي تواجهها في الميدان.
في الوقت ذاته، يرى مراقبون أن الحوثيين يواصلون هذا التصعيد العسكري في محاولة لرفع معنويات مقاتليهم وتوجيه رسائل سياسية في ظل المواقف الدولية التي تدعو إلى السلام، لكن استمرار هذه الخسائر قد يؤدي في النهاية إلى انهيار جبهتهم العسكرية وفتح المجال أمام الحكومة اليمنية لاستعادة الأراضي التي يسيطرون عليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news