العربي نيوز- الرياض:
بدأت المملكة العربية السعودية، الضغط من جديد بورقة المغتربين اليمنيين على اراضيها، ولاهداف غير معلومة حتى الان، عبر تصريحها بأنها تسعى إلى "اعادة اليمنيين الى بلادهم"، في تلميح بتوجه ترحيل قرابة مليوني يمني في المملكة.
جاء هذا في تصريح نشره، عبدالله ال هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، المنبر الصحفي الثاني للنظام السعودي بعد صحيفة "الرياض" في تسريب توجهات المملكة قبل بدء تنفيذها، وممارسة الضغط على الدول والشخصيات.
وقال هتيلة، في تدوينة على حسابه الرسمي إكس (توتير سابقا) في سياق تعليقه على فعاليات الثقافية اليمنية على هامش موسم الرياض، مخاطبا اليمنيين المغتربين في المملكة: "ولن نقبل إلا أن نراكم في اليمن وقد عاد لها الأمن والأمان والاستقرار".
شاهد .. السعودية تصرح بسعيها لاعادة المغتربين لليمن
مراقبون رأوا في التصريح أن "ظاهره الاحتفاء بالمغتربين اليمنيين في المملكة"، لكنهم في الوقت نفسه علقوا بأن "التصريح يبعث برسالة مبطنة لا تخلو من التلويح بورقة ترحيل اليمنيين من المملكة لتمرير أمر ما". مشيرين إلى "توجهات سعودية لاعادة ترتيب المشهد في اليمن".
يترافق التصريح بسعي المملكة إلى اعادة المغتربين اليمنيين الى اليمن، مع احجام السعودية عن التدخل بأي دعم لتفريج ازمة اقتصادية حادة تمر بها اليمن، وتواجهها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، جراء توقف صادرات النفط والغاز، وتواصل انهيار الريال اليمني.
كما يتزام التلويح بورقة المغتربين اليمنيين مع توجهات امريكية تسعى إلى توحيد القوى السياسية في اليمن في مواجهة جماعة الحوثي الانقلابية، وتصعيد هجماتها على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له بزعم "دعم فلسطين واسناد المقاومة في غزة ولبنان".
وسبق أن هددت السعودية الشرعية اليمنية، بورقة المغتربين اليمنيين، ضمن ضغطها لتنحية الرئيس هادي ونقل صلاحيته لمجلس قيادة رئاسي، مستخدمة الطريقة نفسها، عبر تصريح للسفير السعودي -دون مناسبة- عن عدد اليمنيين في المملكة واعاشة حولاتهم 15 مليون يمني.
تفاصيل:
تهديد سعودي صريح بطرد المغتربين اليمنيين (وثيقة)
يأتي استدعاء المملكة العربية السعودية، مجددا ورقة المغتربين اليمنيين، عقب شهرين على احراج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قيادة المملكة ودفعها لاصدار قرارات تتضمن اعفاءات من الرسوم للمقيمين اليمنيين والسوريين، مجاراة لاعفاءات تركيا للنازحين العراقيين.
تفاصيل:
اردوغان يتوسط لليمنيين في السعودية (قرار)
وتضم السعودية نحو مليوني مغترب يمني يعملون في مختلف مجالات العمل ويدفعون رسوما مالية باهضة تتوزع بين رسوم التأشيرة وعقد العمل ورسوم نقل الكفالة او تغيير العمل، ورسوم اقامة المرافقين من افراد اسرهم، ورسوم تجديد الاقامة، وغيرها من الرسوم التي تثقل كواهلهم منذ سنوات طويلة.
كما تشدد السلطات الامنية السعودية حملاتها لملاحقة المغتربين اليمنيين، وسبق أن أطلق ضابط سعودي اتهاما خطيرا لجميع اليمنيين المغتربين في المملكة العربية السعودية، واعتبرهم جميعهم دون استثناء، خطرا على المملكة، بوصفهم يشتركون في التهمة نفسها، وهي أنهم "جواسيس محتملين".
تفاصيل:
اتهام سعودي خطير لكل المغتربين اليمنيين (فيديو)
وتعلن سلطات الامن العام في السعودية بين الحين والاخر، عن اعدام يمنيين مدانين بجرائم، مثيرة استنكار قانونيين وسياسيين يمنيين عدم التزام السعودية بالاتفاقية الامنية الموقعة مع اليمن بشأن تبادل المتهمين من البلدين لمحاكمتهم في بلدهم. رغم التزام اليمن بتسليم اي سعودي مدان لبلاده.
موضحين أن العشرات من المواطنين اليمنيين قتلوا في نزاعات او اعتداءات من مواطنين سعوديين وبعضهم تحت التعذيب لدى اجهزة الامن السعودية وعلى الحدود المشتركة، ولم يجر حتى اليوم تقديم قاتليهم إلى محاكمات أو صدور احكام قضائية سعودية بالقصاص للمواطنين اليمنيين المجني عليهم.
وكانت الامم المتحدة، كشفت في اغسطس الماضي، عن اقدام السلطات السعودية على ترحيل عشرات الآلاف من اليمنيين المغتربين للعمل على اراضيها، مشيرة إلى أن معظم من جرى ترحيلهم حائزون على اوراق قانونية للاقامة، وطالتهم "ممارسات تعسفية" في اجراءات الترحيل.
تفاصيل:
السلطات السعودية ترحل رقماً صادماً من اليمنيين
يشار إلى أن المغتربين اليمنيين في المملكة والذين يُقدر عددهم بنحو 1.8 مليون يمني ويمنية، مازال ملفهم بنظر مراقبين "ورقة ضغط سياسي بيد المملكة تشهرها بوجه الحكومات اليمنية المتعاقبة كلما ارادت تمرير امر يحقق مصالحها حتى ولو كانت على حساب مصالح اليمن".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news