الجنوب اليمني: خاص
تشهد اليمن تزايدًا مستمرًا في انتهاكات حقوق الأطفال، سواء من حيث الكم أو نوعية الأساليب المستخدمة. وتتخذ هذه الانتهاكات أشكالًا جديدةً منظّمة، الأمر الذي سيترتب عليه آثار طويلة الأمد، ما سيجعل علاج هذه الظاهرة يتطلب تكاليف ضخمة. في المقابل، فإن تجاهل هذه الانتهاكات ستكون له تكاليف إنسانية واجتماعية أكبر.
تعد مشكلة تجنيد الأطفال واحدة من أخطر الانتهاكات؛ حيث يُستغل الأطفال لدعم العمليات العسكرية في الخطوط الأمامية أو للمساعدة في نقل الإمدادات اللوجستية. العديد من قصص الناجين من التجنيد تتحدث عن إجبار الأطفال على المشاركة في النزاع بوسائل متعددة، مثل الاختطاف أو تحفيز الأسر الفقيرة ماديًا أو الضغط عليهم، مما يجعل الأطفال ضحايا دون أن يكون لديهم الخيار للانسحاب أو عيش حياة طبيعية.
تصاعد الانتهاكات
يوضح فهمي الزبيري، مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، أن “تقرير فريق الخبراء الأممي قد تناول العديد من قضايا انتهاكات حقوق الإنسان، وبخاصة تجنيد الأطفال الذي تمارسه جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها”. ويضيف الزبيري أن “حالات تجنيد الأطفال تزداد رغم توقيع جماعة الحوثي على اتفاقية مع الأمم المتحدة لوقف تجنيدهم، حيث تم تقديم 88 مليون دولار لهذا الغرض، إلا أن الجماعة ضاعفت من وتيرة تجنيد الأطفال، واستمر استخدام المدارس لحشدهم نحو جبهات القتال”.
يشير الزبيري إلى أن “هذه الانتهاكات تعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، حيث تعتمد الجماعة على الأطفال بنسبة تصل إلى 65% في أعمال قتالية خطرة، مثل زرع الألغام والمشاركة في الهجمات المسلحة”. ولفت إلى أن “هذه الأعمال تؤثر بشكل خطير على حالة الأطفال النفسية وتدفع بعضهم للقيام بأفعال عنيفة، مثل قتل أفراد أسرهم، ما يشكل تهديدًا للمجتمع في المستقبل”.
أجندة مشبوهة
من جانبه، يرى المحامي المدافع عن حقوق الأطفال علي الصراري أن “هذه الانتهاكات تأتي في إطار أجندة مشبوهة تديرها جهات خارجية لتدمير المجتمع اليمني وطمس الهوية الوطنية”. ويضيف أن “الجماعة تستغل المؤسسات التعليمية وتستبدل المناهج الدراسية بمواد طائفية تمجد زعيمها وكتب مرجعيات خارجية”.
ويؤكد الصراري أن “الجماعة تعتمد على عواطف الشعب اليمني تجاه قضايا مثل فلسطين وغزة لتبرير ممارساتها القمعية، بينما تمارس نفس الأساليب الصهيونية في قمع المجتمع”. وأشار إلى ضغوط الجماعة على مديري المدارس والمعلمين لحشد الطلاب، حيث تفاخر بعض قادة الجماعة بأنهم استقطبوا أكثر من مليون ونصف طالب إلى المراكز الصيفية.
ويختتم بالتحذير من أن “كل من يخضع لتلك المراكز يعود وقد تأثر بالأفكار الطائفية العنيفة، حيث تنامت حالات ارتكاب جرائم عنف أسري من قبل هؤلاء الأطفال العائدين، بما في ذلك قتل أفراد الأسرة أو المعارضين”.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news