القى رئيس مجلس الشورى رئيس المجلس الأعلى للتكتل الوطني السياسي للأحزاب والمكونات السياسية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، كلمة تاريخية في حفل إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية بالعاصمة المؤقتة عدن.
نصها:-
بسم الرحمن الرحيم
والصلاة على سيد المرسلين
الأخ العزيز دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك.
الأخ العزيز عبدالرزاق الهجري الرئيس السابق للتحالف السياسي
الإخوة رؤساء وأمناء عموم الأحزاب والمكونات السياسبة والاجتماعية
الأخوة سفراء البلدان العربية والبلدان الصديقة
الإخوة والأخوات الحاضرون جميعًا
أحييكم بداية أيها الزملاء الأعزاء وقد منحتموني ثقتكم الغالية رئيسًا للدورة الأولى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في ظروف تتسم بالتعقيد، وحالة من انعدام الوزن في بلادنا، مصحوبة بقدر غير قليل من العنف والتناحر، سمته الأساسية تمرد على الدولة، واضطراب شامل في مناحي الحياة، لا يكفي في علاج اعراضه وحدة المكونات السياسية، وإنما وحدة كل قوى المجتمع والدولة للخروج من ألأزمة. وعلى قاعدة من التسامح والقبول بالآخر في إطار كنا قد توافقنا عليه في مخرجات الحوار الوطني، أو معظمنا ولا أرى لغير ذلك مخرجًا. سنطوره في استراتيجيتنا المستقبلية آخذين في الاعتبار طموحات شعبنا، وحقه في حياة حرة كريمة.
أحييكم وأنقل إليكم تحيات فخامة الأخ الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي. شرعيتنا القائمة، التي نستظل بها في كفاحنا لا ستعادة الدولة. فهي وريث كل الشرعيات الجمهورية وهي آخرها إن عجزت جهودنا عن تمكينها والحفاظ عليها. متمنيًا لكم النجاح والتوفيق في مهامكم الوطنية.
ندشن اليوم تجربة تحالفية جامعة، أردناها شاملة، وستكون إن شاء الله كذلك، ليست في السياق العام منقطعة الصلة عما قبلها، أو منبتة عما حولها من تحولات، نحن اليوم نطور تحربتنا التحالفية التي نشأت في خضم المعركة مع الحوثيين، وقد آلينا على أنفسنا الخوض في الصعب من واقعنا وننتقل ببرامجنا من مكون إلى آخر بأفق أوسع ورغبة حقيقية في التعاون والعمل المشترك، بعيدًا عن روح التعصب أو القفز على واقع تهددنا فيه المخاطر والمنزلقات. تحالفنا اليوم أوسع قاعدة واكثر انفتاحًا وقد انضمت إليه سبع مكونات سياسية كلها تتمتع بحضور سياسي واجتماعي كبير. مثلت الفارق في مسار التحالفات المناهضة للانقلاب.
كل التقدير لجهود زملائي قادة التحالف السياسي، ممن تركونا إلى قيادة الدولة أو ممن يواصلون معنا المهمة حتى اليوم وأخص منهم بالدكر زميلي عبدالرزاق الهجري، أخر رؤساء التحالف السياسي السابق الذي نشأ أيضًا في عدن، واحتضنته هذه المدينة الرائعة.
إن نجاحنا في تاسيس تكتلنا الوطني السياسي اليوم بدعم من جماهيرنا التواقة للخلاص الوطني والخروج من حالة التيه والعنف، إلى حالة من الاستقرار وإعادة البناء، وبدعم من أشقائنا في التحالف العربي بقياة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأصدقاءنا في المجتمع الدولي، يدشن مرحلة جديدة من العمل السياسي المشترك بين قوى المقاومة الرافضة للانقلاب الحوثي، وللإمامة العنصرية السلالية المتخلفة، ووفاء وانتماء لقيم ومبادئ وأهداف 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، ومايو العظيم.
إن قيام هذا التحالف السياسي الوطني العريض يعد خطوة هامة في مسيرتنا النضالية، تهيئ لمناقشات سياسية وتهدف إلى تعزيز الاستراتيجيات القائمة على الاجماع الوطني والوصول إلى حوار يمني يمني يفضي إلى حل شامل وعادل، ينهي الانقلاب ويستعيد الدولة، ويؤسس لعهد جديد.
إنني أرجو أن يلحق الجميع بهذا الإطار الوطني الواسع المنفتح على كل مكون سياسي يرى في مواجهة الانقلاب الحوثي ورفض الإمامة في صيغتها الحديثة المخاتلة والمخادعة واجبًا وطنيًا. الإمامة بأي صيغة كانت هي عبودية تأباها النفس الانسانية، ويرفضها العقل الحر، وقد رفضها أحرار وثوار اليمن قبلنا، فكانوا ولازالوا قدوتنا. يحدونا الأمل أن يُحدث تكتلنا السياسي الجديد فارقًا في واقعنا السياسي، وتغييرًا في أداء مؤسساتنا الوطنية، سعيًا نحو حياة أفضل لأهلنا جميعًا في ربوع اليمن.
أنني أدعو من ترددوا في الانضمام لهذا التكتل الوطني أن يتبوؤا مقاعدهم فيه، فهي مقاعد ومواقع شاغرة لا يملؤها غيرهم، وعلينا جميعًا قادة ومكونات مواصلة الحوار معهم. فهناك قواسم مشتركة نراها صالحة للحوار بيننا وبينهم، فنحن جميعًا نتمسك بالنظام الجمهوري بما يحمله من أفق وطني واسع عميق القيمة والمعنى.
نبدأ اليوم مرحلة جديدة في علاقاتنا الأخوية عنوانها التسامح والتصالح، وديدنها الحفاظ على النظام الجمهوري، في إطار دولة اتحادية، تحقق العدالة، وتلبي تطلعات المحافظات في سياق رؤية تنموية شاملة. واستخدام أمثل للموارد والإمكانيات، إننا متفقون بأن سيادة الجمهورية اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها قواسم مشتركة في سياق نضالنا لاستعادة الدولة، .
أيها الإخوة
أيتها الأخوات
إن المبادئ والقيم التي جمعتنا منذ سنوات في ميدان المعركة ووحدت صفوفنا، وبنينا على أساسها خطابنا السياسي والاعلامي لازالت مُشرعة، إن مواجهة التمرد الحوثي هي المهمة الميدانية الأولى في معركة التحرير والحرية، حيث يشكل بقاءهم حكامًا متحكمين برقاب شعبنا في مناطق احتلالهم خطرًا داهمًا وكبيرًا على حاضرنا ومستقبلنا. إن مقاومتنا للانقلاب الحوثي واجبًا لا يسبقه واجب، ومهمة لا ترقى إليها مهمة. وشرفًا لا يعلو عليه شرف في راهننا.
يتوقف نجاح واستمرار هذا التكتل السياسي على قدرتنا على استعادة روح الأخوة التي عبثت بها الأيام، إن استعادة الدولة والنظام الجمهوري لا يتحقق دون القيام بجهد مضاعف لمعالجة القضية الجنوبية، كقضية رئيسية ومفتاح آخر لمعالجة القضايا الوطنية الأخرى. سيتطلب ذلك وفقًا لبرنامج التكتل الذي يضم مكونات جنوبية عريقة ورموز وطنية معروفة وضع إطار خاص لها في سياق البحث عن حل نهائي.
في منظورنا تمثل الدولة الاتحادية تصحيحًا لتاريخ ممتد من الصراع على السلطة والثروة، كانت الكفة تميل فيه للاقوى، وإن جانبه الصواب، وهو أمر تمنعه النظم الاتحادية، لقد عجزت الدولة المركزية رغم الشعارات البراقة عن استيعاب واحتواء التناقضات الاجتماعية الحادة في المجتمع، والناتجة عن المظالم المتراكمة.
سيدعم هذا التكتل الشرعية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه، لتصبح جهودنا المشتركة رافدًا قويًا لكل جهد سياسي واقتصادي منقذ. فحاجتنا ملحة في هذا الشأن لوحدة القيادة، ووحدة القرار الوطني، وعودة اللحمة لمؤسساتنا المدنية والعسكرية التي يشكل تعددها عاملًا سلبيًا وسببًا في تأخير الحسم في معركة التحرير.
كما إن تكتلنا السياسي الجديد سيمضي في تعزيز تحالفاتنا العربية، وصداقتنا الدولية وذلك لمواجهة خطاب القوة والغطرسة والرغبة في التوسع والهيمنة، ضدًا عن مصالح الأمة وأمنها واستقرارها. واليمن تمثل بوابتها الجنوبية.
سنحتاج لتعظيم قدراتنا المادية والمعنوية في معركة الصمود لمواجهة التحديات وتتشكل حولها المخاطر طالما رفض الحوثيون السلام وتحييد السلاح، سنعزز مبدأ الاعتماد على الذات، استنادًا إلى شعبنا وإرادتنا الوطنية الجمعية أولًا، وعلى دعم ومناصرة الأشقاء، ومساندة المجتمع الدولي لقضيتنا العاداة ثانيًا. وحتمًا سنحتاج إلى رؤية مشتركة مع جيراننا، فلسنا فيما نحن فيه جزيرة معزولة عما حولها.
وفي نفس الوقت سيوفر هذا المكون السياسي اليمني أرضية ومنصة وطنية لخوض غمار المفاوضات والحوارات للوصول إلى سلام دائم وعادل، يستند إلى مرجعياته الوطنية والإقليمية والدولية، فالسلام كان ولا يزال وسيبقى بالنسبة لنا في مؤسسات الدولة الشرعية ومكوناتها السياسية هدفًا وغاية، وغالبًا فإن السلام الحقيقي لا يصنعه سوى الشجعان المحبون لبلدهم وشعبهم.
إننا ندرك بالتجربة والمراس وتاريخ من الصراع مع الأئمة أن الاستعداد للسلام يعني في ذات الوقت استعدادًًا لغيره إذا ما حكمت معطيات الواقع بخلاف ذلك، أو واصل العدو الحوثي طغيانه، حاملًا سلوكيات مغايرة لمصالح الوطن والشعب، انصياعًا لرغبات أسياده في طهران. بكل أسف يعرض الحوثيون قدرات بلادنا للتدمير. ويغامرون باستقلاله وسيادته وثرواته ووحدته الاجتماعية التي مزقوا بعض أواصرها.
أيها الإخوة
أيتها الأخوات
سيدعم التكتل السياسي جهود الحكومة لاتخاذ خطوات فعالة لوقف تدهور العملة الوطنية، وتآكل قيمتها السوقية، المصحوبة بارتفاع مريع للأسعار، ومعاناة إنسانية لا بنبغي الاستسلام لها، لقد تركت الأزمة أثرها على حياة الناس المعيشية، طبقاتهم الفقيرة والمتوسطة، حتى ام يعد في العموم سوى الفقراء، عقد كامل من البؤس لم يعد مقبولًا لدى المجتمع.
إن كل الاجراءات المتخذة لن توتي أكلها إن لم يرافقها سيطرة كاملة على موارد الدولة ومصادر دخلها، إن استعادة هذه الموارد الضائعة هو قطب الرحى في كل إصلاح اقتصادي ومالي وإداري، نحن نحتاج لكل ريال في مواجهة العدو. وفي استعادة منظومة الخدمات المتكاملة، بدءًا بالكهرباء. سندعم في ذلك جهود القيادة السياسية والحكومة معًا، نحن نتطلع لحياة أفضل لشعبنا وهذا هو سبب وجودنا اليوم هنا في عاصمة اليمن الموقتة وحاضرتها. فإن لم يصنع تحالفنا الجديد تغييرًا افضل في واقعنا وفي حياة المواطن سنكون بذاك قد تخلينا عن مهمتنا التي توحدنا من أجلها.
سنحافظ على مواقفنا المؤيدة والثابتة للشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقرير المصير والعودة وبناء دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف. تلك قضيتنا المركزية كانت وستبقى حتى يعم السلام، ويتوقف العدوان، فلسطين مكانة خاصة في قلوب اليمنيين، كما هي كذلك لدى جميع العرب، إننا نرى في حل الدولتين، علاجًا ناجعًا لأزمات المنطقة المستعصية.
وبالتطابق مع ذلك نحن نرفض في نفس الوقت الاعتداءات الحوثية المتكررة على الملاحة الدولية، فتلك ممارسات لا صلة لها بمصالح شعبنا بل عبثًا بأمننا وأمن المنطقة، والأمن العالمي. ومصلحة لطهران، وأجندتها المعادية لكل ماهو عربي في المنطقة.
كما سنواصل دعمنا المعهود لقواتنا المسلحة وتشكيلاتنا الوطنية الشعبية المقاومة الرافضة للانقلاب الحوثي والصامدة على خطوط المواجهة. سنواصل اهتمامنا بأسر الشهداء، وجرحى الحرب. وسنحث على الارتقاء بخدمات الدولة تجاه من ضحوا بأرواحهم من أجل اليمن.
شكرنا الجزيل لأشقائنا وأصدقائنا الذين ساعدونا في الوصول إلى النتائج الذي توافقنا عليها في مداولاتنا. وكانوا سندنا في معركة استعادة الدولة وقد اجتمعنا في عدن عاصمتنا المؤقتة، ومدينة النور والتنوير والمدنية، فتلك عودة حميدة،
شكرنا الجزيل لكل من ساهم في جمع الكلمة، وتوحيد الصف الوطني، وتأمين الفعالية. وشكرًا لحسن إنصاتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. أحمد عبيد بن دغر
رئيس مجلس الشورى
رئيس للمجلس الأعلى للتكتل الوطني السياسي للمكونات والأحزاب السياسة.
5 نوفمبر 2024
هذا وقد أقيم، اليوم الثلاثاء في العاصمة المؤقتة عدن، حفل إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، وإقرار اللائحة التنظيمية للتكتل، واختيار الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ورؤساء الأحزاب والمكونات السياسية وعدد من سفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية لدى بلادنا.
وفي بداية الحفل تم قراءة بيان اشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، والذي أشار الى ان الأحزاب والمكونات السياسية عقدت سلسلة لقاءات تشاورية؛ لتقييم دورها السياسي وما يتوجب عليها كقوى داعمة للشرعية وحاملة للمشروع الوطني وباعتبارها جزءا أصيلا من النظام السياسي والشرعية الدستورية والتوافقية.
وأوضح بيان الإعلان الذي تلاه رئيس تحالف الأحزاب السابق القائم بأعمال امين عام حزب الإصلاح، عبدالرزاق الهجري، ان المشاورات تكللت بالاتفاق على تشكيل تكتل سياسي وطني باسم التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، وإقرار اللائحة التنظيمية للتكتل، والتي تعتبر مع هذا الاعلان وثيقتي تأسيس التكتل.
وأعلن انه تم التوافق أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى للمؤتمر الشعبي العام، وقد سمى المؤتمر الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.
وبحسب الإعلان، فان التكتل يلتزم بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة الى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.
كما يضع التكتل برنامجا سياسيا لتحقيق عدد من الأهداف بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية كقضية رئيسية ومفتاح لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.
وأكد الإعلان ان هذا التكتل، أن باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب مليشيات الحوثي واستعادة الدولة، وأنه ليس موجها ضد أحد من شركاء العمل السياسي.
بدوره القى رئيس مجلس الشورى رئيس المجلس الأعلى للتكتل الوطني السياسي للمكونات والأحزاب السياسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، كلمته أمام الحفل ناقلاً إليهم تحيات فخامة الأخ الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي. شرعيتنا القائمة، التي نستظل بها في كفاحنا لا ستعادة الدولة. فهي وريث كل الشرعيات الجمهورية وهي آخرها إن عجزت جهودنا عن تمكينها والحفاظ عليها. متمنيًا لكم النجاح والتوفيق في مهامكم الوطنية.
كما أكد الدكتور بن دغر انه يتم اليوم تدشين تجربة تحالفية جامعة، أردناها شاملة، وستكون إن شاء الله كذلك، ليست في السياق العام منقطعة الصلة عما قبلها.. وقال " نحن اليوم نطور تجربتنا التحالفية التي نشأت في خضم المعركة مع الحوثيين، وقد آلينا على أنفسنا الخوض في الصعب من واقعنا وننتقل ببرامجنا من مكون إلى آخر بأفق أوسع ورغبة حقيقية في التعاون والعمل المشترك، بعيدًا عن روح التعصب أو القفز على واقع تهددنا فيه المخاطر والمنزلقات".
وأضاف "تحالفنا اليوم أوسع قاعدة وأكثر انفتاحًا وقد انضمت إليه سبع مكونات سياسية كلها تتمتع بحضور سياسي واجتماعي كبير. مثلت الفارق في مسار التحالفات المناهضة للانقلاب".
وأشار الدكتور بن دغر، الى إن قيام هذا التحالف السياسي الوطني العريض يعد خطوة هامة تهيئ لمناقشات سياسية وتهدف إلى تعزيز الاستراتيجيات القائمة على الاجماع الوطني والوصول إلى حوار يمني ـ يمني يفضي إلى حل شامل وعادل، ينهي الانقلاب ويستعيد الدولة، ويؤسس لعهد جديد.. معربا عن تطلعه الى ان يلحق الجميع بهذا الإطار الوطني الواسع المنفتح على كل مكون سياسي يرى في مواجهة الانقلاب الحوثي ورفض الإمامة في صيغتها الحديثة المخاتلة والمخادعة واجبًا وطنيًا.
وقال " أنني أدعو من ترددوا في الانضمام لهذا التكتل الوطني أن يتبوؤا مقاعدهم فيه، فهي مقاعد ومواقع شاغرة لا يملؤها غيرهم، وعلينا جميعًا قادة ومكونات مواصلة الحوار معهم. فهناك قواسم مشتركة نراها صالحة للحوار بيننا وبينهم، فنحن جميعًا نتمسك بالنظام الجمهوري بما يحمله من أفق وطني واسع عميق القيمة والمعنى".
وقدم رئيس المجلس الأعلى للتكتل، في ختام كلمته، الشكر للأشقاء والأصدقاء الذين ساعدوا في الوصول إلى النتائج التي تم التوافق عليها في المداولات، وكانوا السند في معركة استعادة الدولة، والشكر لكل من ساهم في جمع الكلمة، وتوحيد الصف الوطني.
كما القى رئيس الوزراء كلمة نقل في مستهلها للمشاركين في التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس وتمنياتهم لهم بالتوفيق في هذا الجهد الوطني المميز.. مباركا لهم الاعلان عن ولادة هذا التكتل السياسي الوطني في هذه اللحظة التاريخية.
وقال " اننا ننظر لهذا التكتل كصوت جديد، ورؤيةً متجددة، وأداةً للتغيير البناء في وطننا الغالي، وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن مليشيا الحوثي".
وأكد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، تطلع الحكومة وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابيا مع هذا الجهد الوطني وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام الذي سيكون له عظيم الأثر في تخفيف المعاناة التي يكابدها أبناء الشعب اليمني.
وأضاف " نحن نؤمن بأن اليمن يستحق أن يكون في مقدمة الدول، وأن يكون لنا موقع مشرف على الساحة الإقليمية والدولية، ونحن جميعا نتشارك هدفا واحدًا وهو بناء يمن يضمن العدالة والحرية والمساواة لجميع أبنائه. يمن يعلي من قيمة الإنسان ويصون حقوقه وحرياته وكرامته".
وشدد على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي.. وقال "ندرك جميعاً التحديات التي تواجه بلادنا، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق، ونبني مستقبلاً يليق بأجيالنا القادمة".
واستعرض رئيس الوزراء، الحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيا الحوثي وتتجاوز آثارها التدميرية تلك الناتجة عن الصراع العسكري.. لافتا الى ان هذه الحرب الاقتصادية أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناة الشعب اليمني.. مؤكدا إن استهداف الحوثيين للاقتصاد الوطني، واستمرار عبثهم بمؤسسات وموارد حيوية، فاقم الوضع الإنساني ومآسي الشعب اليمني.
وأشار الى ان ذلك يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة نتيجة لهذه الحرب الظالمة التي تشنها مليشيا الحوثي بأوجه وأساليب مختلفة.
وأضاف " الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها مليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها للمنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وساهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد".
وأكد إن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة يعتبر حق من حقوق شعبنا، يجب أن نعمل على انتزاعه وعدم السماح لمليشيا الاجرام باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعتبر العصب الرئيس للاقتصاد الوطني.. موضحا إن الحرب الاقتصادية الحوثية لا تقل تدميراً عن الحرب العسكرية، حيث تزعزع سبل العيش وتزيد من تدهور ظروف المعيشة للشعب اليمني.
وتطرق الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الى جهود الحكومة بكل جدية وتصميم لمكافحة الفساد، إدراكاً بأن هذه الآفة تُعد أحد أكبر العوائق أمام التنمية والاستقرار في اليمن.. مشيرا الى إن محاربة الفساد يأتي في صلب أولويات الحكومة، وتسعى بكل جهد لتعزيز الشفافية والمساءلة في كافة مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وستقوم الحكومة باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.. لافتا الى ما قامت به الحكومة خلال الفترة الماضية بإحالة قضايا فساد في بعض المؤسسات الى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والنيابات المعنية.
وعبر دولة رئيس الوزراء، في ختام كلمته عن الشكر والامتنان لكل من ساهم في تأسيس هذا التكتل ولكل من دعم وللمشاركين في هذا الحفل، وتمنياته للجميع .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news