سجين المرض: رحلة إبراهيم من الألم إلى الحرية

     
حدث نيوز             عدد المشاهدات : 172 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سجين المرض: رحلة إبراهيم من الألم إلى الحرية

حدث نيوز : عرفات الشهاري

في زوايا مدينة البيضاء، تتردد حكايات الألم والصبر، حكايات عن أناس خاضوا معارك طويلة مع الأمراض، لكنهم لم يفقدوا الأمل. واحدة من هذه الحكايات المؤثرة هي

قصة إبراهيم

، الذي عاش سجينًا داخل جسده، مقيدًا بمرض

الفشل الكلوي

، ومثقلًا بقيود المرض التي لم تترك له حرية الحركة أو الفرح.

إعلان

يكتب الأستاذ الإنساني

سمير إسماعيل

عن إبراهيم، ويكشف لنا وجعًا خفيًا لا يراه الكثيرون. لم يكن إبراهيم سجين جدران أو حواجز مادية، بل كان أسيرًا لجهاز الغسيل الكلوي، جهازٍ يتحكم في حياته ويقيد حريته. لم يكن بمقدوره أن يخطط لرحلة، أو أن يزور أقرباءه، أو حتى أن يتنفس بارتياح دون أن يفكر في تلك الآلة التي تحدد مصيره.

كل يومٍ كان يبدأ وينتهي بسلسلة من المعارك. كان الألم يغزو جسده، واحتياجاته البسيطة تتحول إلى أحلام بعيدة. إذا فكر في زيارة القرية، أول ما يضرب قلبه هو التفكير في الغسيل الكلوي: “كيف سأغسل هناك؟ هل سأجد مركزًا قريبًا؟” كانت كل لحظة تمر تشعره بالعجز، وكأن الحياة تبتعد عنه أكثر فأكثر، بينما يمضي الناس من حوله يعيشون حياتهم وهو عالق في دوامة لا مهرب منها.

لم يكن المرض مجرد ألم جسدي؛ كان قيودًا تحرم إبراهيم من نعمة الحرية والعافية. كان ينظر إلى أبسط الأمور في حياة الناس العادية، كالأكل أو التنزه، وكأنها أحلام بعيدة المنال. لم يكن باستطاعته أن يأكل ما يشاء، أو يخرج للتنفس في الهواء الطلق بحرية، كان يشعر وكأنه يعيش في عالم منفصل، عالم يفتقد للحرية.

لكن رغم ظلام الأيام، كان هناك بصيص أمل. بعد سنوات من المعاناة، شاء الله أن يتغير حال إبراهيم. تمت عملية زراعة الكلى بنجاح، ومن هنا بدأت رحلته نحو عالم جديد، عالم مليء بالعافية والحرية. بعد العملية، وخلال فترة العزل والنقاهة، بدأ إبراهيم يستعيد أنفاسه، كأن روحه خرجت من سجن مظلم إلى فضاء رحب، وكأن حياته بدأت للتو.

يتحدث إبراهيم اليوم بنعمة كبيرة، يشكر الله على الصحة، التي لم يكن يعرف قيمتها كما يعرفها الآن، ويقول: “أنا الآن أعيش بنعمة الحرية والصحة، لم أكن أعرف كيف هي الحياة خارج سجن المرض.” هذه الكلمات ليست مجرد حكاية شفاء، بل درس عميق لنا جميعًا لنشكر نعم الله التي نعيشها دون أن نشعر بها. الحرية ليست مجرد حق سياسي أو اجتماعي، بل هي نعمة صحية؛ أن تتحرك بلا قيود، أن تأكل ما تشاء، أن تسافر وتزور أحبائك دون خوف.

اليوم، إبراهيم يتحدث من عالم الصحة والعافية، عالم لم يكن يتخيل أنه سيعود إليه يومًا. يروي لنا كيف كانت حياته السابقة وكأنها في عالم آخر، مليء بالقيود والهموم، ومع كل لحظة يتنفس فيها بحرية، يرفع أكفه بالدعاء والشكر، حامدًا الله على هذه النعمة التي كافح كثيرًا ليصل إليها.

الأستاذ سمير إسماعيل، بمشاركته هذه القصة، أضاء لنا على معاناة أولئك الذين يعيشون بيننا، محاصرين بأمراض قاسية، ليذكرنا بواجبنا تجاههم، ولينبهنا إلى أهمية تقدير الصحة والحرية. قصة إبراهيم ليست مجرد قصة شفاء، بل هي قصة كفاح وصبر، وأمل لمن يعانون بأن يأتي يوم تتحقق فيه الأمنيات، وتنكسر قيود المرض، وتعود الحياة كما كانوا يتمنون.

 

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القيادي في الانتقالي فادي باعوم: هذه الدولة تدعمنا نحو انفصال اليمن وليس ترفًا سياسيًا

المشهد اليمني | 840 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 827 قراءة 

لمن الغلبة ؟ القحطاني يتعهد بخروج الانتقالي من حضرموت.. وتهديدات أبو علي الحضرمي تضع وعود الرياض على المحك

يني يمن | 612 قراءة 

عاجل:حلف قبائل حضرموت يصدر بيان هام

كريتر سكاي | 536 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 488 قراءة 

تطور مفاجئ في قضية إعدام الشاب ‘‘باحاج’’ على أيدي مسلحين قبليين في شبوة

المشهد اليمني | 462 قراءة 

رسالة سعودية: لا "لاحتكار الجنوب" ولا لفرض الأمر الواقع في "حضرموت والمهرة"

مندب برس | 450 قراءة 

السعودية توقف تصاريح دخول البواخر إلى ميناء عدن على خلفية رفض انسحاب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 446 قراءة 

تحرك روسي إيراني بشأن التطورات في حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 441 قراءة 

لقاء مرتقب بين الرئيس العليمي ووزير الدفاع السعودي بعد رفض مليشيات الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 389 قراءة