حدث نيوز : عرفات الشهاري
في زوايا مدينة البيضاء، تتردد حكايات الألم والصبر، حكايات عن أناس خاضوا معارك طويلة مع الأمراض، لكنهم لم يفقدوا الأمل. واحدة من هذه الحكايات المؤثرة هي
قصة إبراهيم
، الذي عاش سجينًا داخل جسده، مقيدًا بمرض
الفشل الكلوي
، ومثقلًا بقيود المرض التي لم تترك له حرية الحركة أو الفرح.
إعلان
يكتب الأستاذ الإنساني
سمير إسماعيل
عن إبراهيم، ويكشف لنا وجعًا خفيًا لا يراه الكثيرون. لم يكن إبراهيم سجين جدران أو حواجز مادية، بل كان أسيرًا لجهاز الغسيل الكلوي، جهازٍ يتحكم في حياته ويقيد حريته. لم يكن بمقدوره أن يخطط لرحلة، أو أن يزور أقرباءه، أو حتى أن يتنفس بارتياح دون أن يفكر في تلك الآلة التي تحدد مصيره.
كل يومٍ كان يبدأ وينتهي بسلسلة من المعارك. كان الألم يغزو جسده، واحتياجاته البسيطة تتحول إلى أحلام بعيدة. إذا فكر في زيارة القرية، أول ما يضرب قلبه هو التفكير في الغسيل الكلوي: “كيف سأغسل هناك؟ هل سأجد مركزًا قريبًا؟” كانت كل لحظة تمر تشعره بالعجز، وكأن الحياة تبتعد عنه أكثر فأكثر، بينما يمضي الناس من حوله يعيشون حياتهم وهو عالق في دوامة لا مهرب منها.
لم يكن المرض مجرد ألم جسدي؛ كان قيودًا تحرم إبراهيم من نعمة الحرية والعافية. كان ينظر إلى أبسط الأمور في حياة الناس العادية، كالأكل أو التنزه، وكأنها أحلام بعيدة المنال. لم يكن باستطاعته أن يأكل ما يشاء، أو يخرج للتنفس في الهواء الطلق بحرية، كان يشعر وكأنه يعيش في عالم منفصل، عالم يفتقد للحرية.
لكن رغم ظلام الأيام، كان هناك بصيص أمل. بعد سنوات من المعاناة، شاء الله أن يتغير حال إبراهيم. تمت عملية زراعة الكلى بنجاح، ومن هنا بدأت رحلته نحو عالم جديد، عالم مليء بالعافية والحرية. بعد العملية، وخلال فترة العزل والنقاهة، بدأ إبراهيم يستعيد أنفاسه، كأن روحه خرجت من سجن مظلم إلى فضاء رحب، وكأن حياته بدأت للتو.
يتحدث إبراهيم اليوم بنعمة كبيرة، يشكر الله على الصحة، التي لم يكن يعرف قيمتها كما يعرفها الآن، ويقول: “أنا الآن أعيش بنعمة الحرية والصحة، لم أكن أعرف كيف هي الحياة خارج سجن المرض.” هذه الكلمات ليست مجرد حكاية شفاء، بل درس عميق لنا جميعًا لنشكر نعم الله التي نعيشها دون أن نشعر بها. الحرية ليست مجرد حق سياسي أو اجتماعي، بل هي نعمة صحية؛ أن تتحرك بلا قيود، أن تأكل ما تشاء، أن تسافر وتزور أحبائك دون خوف.
اليوم، إبراهيم يتحدث من عالم الصحة والعافية، عالم لم يكن يتخيل أنه سيعود إليه يومًا. يروي لنا كيف كانت حياته السابقة وكأنها في عالم آخر، مليء بالقيود والهموم، ومع كل لحظة يتنفس فيها بحرية، يرفع أكفه بالدعاء والشكر، حامدًا الله على هذه النعمة التي كافح كثيرًا ليصل إليها.
الأستاذ سمير إسماعيل، بمشاركته هذه القصة، أضاء لنا على معاناة أولئك الذين يعيشون بيننا، محاصرين بأمراض قاسية، ليذكرنا بواجبنا تجاههم، ولينبهنا إلى أهمية تقدير الصحة والحرية. قصة إبراهيم ليست مجرد قصة شفاء، بل هي قصة كفاح وصبر، وأمل لمن يعانون بأن يأتي يوم تتحقق فيه الأمنيات، وتنكسر قيود المرض، وتعود الحياة كما كانوا يتمنون.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news