حدث نيوز: عرفات الشهاري
في قلب بلادنا الذي تألمت من الحروب والصراعات، بين قصص ناس نزحت وقصص أحلام توقفت، تبرز قصة “طلال الشاوش”، الطيار اليمني الذي كانت السماء بيته ومجاله، وحلمه الكبير الذي لم يمحه الزمن .
إعلان
طلال كان واحد من أولئك الشباب الذين تربوا على شغف الطيران، كل ما شاف طيارة تمر فوق صنعاء، قلبه يحلق معها، كان يحلم بيوم يكون هو الذي يتحكم في الطائرة، يحلق فوق الجبال والسواحل، ويطير بحرية في سماء اليمن، وبالفعل، حقق حلمه، وصار طيار يمني يشيل على جناحيه حب الوطن وأمل الناس.
لكن الحرب غيّرت كل شيء، ما عاد في مجال يحلق في سماء بلاده، وانقلبت حياته رأساً على عقب، قرر يترك السماء، ولو بشكل مؤقت، ويهاجر عشان يضمن لقمة عيش كريمة له ولأهله، انتقل طلال إلى المملكة، وبدل ما كان يتحكم بالطائرة، صار يتحكم بالمعدات في ورش إصلاح المطابخ وتجهيزها.
في صورة نشرها طلال من مكان عمله الجديد، يظهر بابتسامة خفيفة، والورش والمعدات خلفه، لكن عيونه تقول حكاية ثانية، حكاية ألم وحنين لليمن وسمائها، طلال ما كان يعرف شي عن تجهيز المطابخ، لكنه اضطر يتعلم، لأن الغربة تعلم الإنسان حاجات ما كان يتوقعها.
كل يوم وهو يشتغل، كانت روحه تطير، تروح لليمن، لسماء صنعاء وعدن وتعز، يتخيل نفسه لابس البدلة الطيارة، ويحلق فوق الجبال الخضراء والوديان العميقة، كانت غربته صعبة، ليس فقط لأنه بعيد عن الوطن، لكن لأنه بعيد عن الحلم .
لكن طلال لم فقد الأمل، كان يقول لنفسه: “بترجع الأيام، وبترجع اليمن، وبترجع السماء نظيفة، وبحلق من جديد، ” كانت هذه الكلمات عهداً قطعه على نفسه، إنه مهما طال الزمن، حلمه ما بيموت، وبيظل قلبه يحلق لليمن، حتى لو جسده بين المعدات والورش.
هكذا عاش طلال الشاوش، الطيار الذي كتب له أن يحلق بعيد، لكن قلبه وروحه ظلت معلقة بين غيوم وطنه، منتظراً يوم العودة، يوم تعود له سماء اليمن وهو يطير فوقها بحرية، مثلما كان يحلم دائماً.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news