تحالف عسكري واستخباراتي بدأ يظهر للعلن خلال الفترة الماضية بين مليشيات الحوثي وتنظيم "القاعدة" في اليمن، لزعزعة استقرار البلاد والمنطقة وتهديد الملاحة الدولية.
هذا ما كشفه تقرير أممي جديد، أكد وجود تنسيق وتخادما بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة، وحركة الشباب في الصومال، من أجل استهداف القوات التابعة للحكومة اليمنية.
اتفاق وتعاون بين الحوثي والقاعدة
وقال تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، المقدم إلى مجلس الأمن في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن هناك تعاونا متزايدا بين الحوثيين والجماعات الإرهابية مثل تنظيم "القاعدة"، معربا عن قلقه لهذا التعاون.
وأضاف التقرير، الذي طالعت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن الحوثيين والجماعات الإرهابية اتفقوا على وقف النزاع الداخلي وعلى نقل الأسلحة والتنسيق بشأن الهجمات ضد حكومة اليمن.
التقرير الأممي أكد أيضا قيام الحوثيين بعمليات تهريب للأسلحة والطائرات المسيّرة لتنظيم القاعدة، مشيراً إلى زيادة في أنشطة التهريب "في إطار التنسيق الإيراني الحوثي مع حركة الشباب بالصومال، بما في ذلك تهريب الأسلحة الخفيفة، بين الحوثيين وحركة الشباب، مع وجود مؤشرات على إمدادات عسكرية مشتركة أو مورد مشترك".
وبحسب التقرير "سيكون للجزاءات المفروضة على الحوثيين تأثير محدود ما لم تُتخذ الإجراءات المناسبة ضد جميع منتهكي نظام الجزاءات".
تحالف انتهازي
وعلاوة على ذلك، وصف فريق الخبراء عمليات نقل العتاد والتكنولوجيا العسكرية المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي المقدم لهم وتدريب مقاتليهم، بأنها "غير مسبوقة من حيث حجمها وطبيعتها ونطاقها".
وأكد التقرير أن "التحالف الانتهازي بين الحوثيين والقاعدة يتميز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وقيامهما بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضا، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية".
وأعرب فريق الخبراء في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن عن قلقه من عودة تنظيم القاعدة إلى الظهور بدعم من مليشيات الحوثي، بعد تعيين التنظيم الإرهابي قائدا جديدا يُدعى سعد بن عاطف العولقي.
التقرير تحدث أيضا عن تنسيق الطرفين عملياتهما بشكل مباشر منذ بداية عام 2024، وقيام الحوثيين بنقل طائرات مسيرة إضافة لصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة وتوفير التدريب لمقاتلي تنظيم "القاعدة".
واستخدم التنظيم الطائرات المسيرة بما فيها ذات المدى الطويل، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع، في هجماته ضد القوات الحكومية في أبين وشبوة، حيث نفذ التنظيم 49 هجوما على القوات الحكومية في أبين وشبوة خلال عام 2023، وحتى يوليو/تموز 2024.
وفي إطار التحالفات بين الحوثيين والقاعدة كشف التقرير الأممي عن اتفاق بين الطرفين على وقف الأعمال العدائية وتبادل الأسرى، إذ تم حل "جبهة تنظيم القاعدة ضد مليشيات الحوثي في محافظة البيضاء".
وأطلق الحوثيون القيادي السابق في التنظيم الإرهابي سامي ديان، الذي كان يقضي من عام 2014 عقوبة السجن لمدة 15 عاما في صنعاء، ووفقا للتقرير فإن هذا الأمر دلالة على التعاون القائم بين الحوثي والقاعدة.
وناقشت مليشيات الحوثي مع "القاعدة"، بحسب التقرير الأممي، إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم في الهجمات على خطوط الملاحة الدولية.
وكانت تقارير حكومية كشفت عن إطلاق مليشيات الحوثي 252 من عناصر تنظيم "القاعدة" كانوا محتجزين في سجون جهازي الأمن السياسي والقومي، بمن في ذلك إطلاق سراح 20 عنصراً إرهابياً في نوفمبر/تشرين الثني 2018، منهم 16 من "القاعدة" وأربعة من "داعش".
علاقة الحوثي وحركة الشباب
ولم تقتصر التحالفات على الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن فقط، بل امتدت إلى "حركة الشباب" الإرهابية في الصومال، لتحقيق أهداف في تهديد الأمن البحري وعمليات تهريب الأسلحة.
وقامت المليشيات الحوثية بتعزيز علاقاتها مع حركة الشباب لتحقيق أجندتها في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، حسب تقرير فريق الخبراء.
وقال التقرير "يقوم الحوثيون بتقييم الخيارات المتاحة لتنفيذ الهجمات في البحر من الساحل الصومالي، من أجل توسيع نطاق منطقة عملياتهم"، مؤكدا وجود أنشطة تهريب متزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب تتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والخفيفة، إذ يمتلك التنظيمان أسلحة من الطرازات نفسها، بأرقام تسلسلية من الدفعات نفسها.
ويشير ذلك إلى توريد الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة بينهما، ووجود مورد مشترك لكليهما، بحسب فريق الخبراء.
وأكد التقرير أن "الجهود التعاونية المتزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب في تهريب الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة تهدد السلام والأمن في اليمن والمنطقة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news