كشف تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، في تقرير حديث، عن علاقة وثيقة تربط جماعة الحوثيين بتنظيمي القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية.
وقال التقرير، إن ما وصفه بـ"التحالف الانتهازي" بين الحوثيين والقاعدة، يتميز "بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وبقيام الجماعتين بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض وبتعزيز معاقلهما وبتنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة".
ونقل التقرير عن مصادر وصفها بالسرية قلقها من احتمال عودة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى الظهور بدعم من الحوثيين، مشيراً إلى أنه وبعد وفاة خالد سعيد باطرفي في 9 مارس 2024، عين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قائدا جديدا يُدعى سعد بن عاطف العولقي. وهو من مواليد محافظة شبوة، ويُعتقد أنه قائد عسكري قوي.
وقال التقرير إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد أعاد تنشيط قنواته الإعلامية بدعوى دعم أنشطة التجنيد والتحريض على شن الهجمات.
وأضاف: " "أبلغت مصادر الفريق بأن كلتا الجماعتين قد اتفقتا على وقف الأعمال العدائية وتبادل الأسرى. وتلقى الفريق معلومات من حكومة اليمن تفيد بأن القائد السابق في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سامي ديان، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة في عام 2014، قد أطلق الحوثيون سراحه في صنعاء. ويحمل هذا، إلى جانب حل جبهة التنظيم ضد الحوثيين في محافظة البيضاء، دلالة على التعاون القائم بين التنظيم والحوثيين"، بحسب التقرير.
وتابع: منذ بداية عام 2024 والجماعتان تنسقان عملياتهما مع بعضهما البعض بشكل مباشر. واتفقتا على أن يقوم الحوثيون بنقل أربع طائرات مسيرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة متفجرة وبتوفير التدريب لمقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وعلاوة على ذلك، ناقشت الجماعتان وفق التقرير، إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم في الهجمات التي تشن على أهداف بحرية. ووفقا لمصادر الحكومة، تشمل مخزونات التنظيم الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وما يتصل بها من ذخائر، والقنابل، والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، والألغام الأرضية، وكذلك الصواريخ الفراغية ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة.
وأشار التقرير إلى أن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية استخدم مؤخرا الطائرات المسيرة والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع في هجماته ضد القوات التابعة للحكومة في أبين وشبوة. وتزايد استخدام التنظيم للطائرات المسيرة وخاصة الطائرات ذات المدى الأطول، هو أمر مثير للقلق".
وقال إن التنظيم "يستخدم في قتاله ضد القوات التابعة للحكومة أساليب حرب العصابات ويستغل الأطفال في القيام بأنشطة استطلاع للحصول على معلومات عن المواقع التابعة للحكومة. ووفقا لما أفادت به حكومة اليمن، فقد أسفر استخدام الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع في 49 مرة خلال الفترة بين عام 2023 ومنتصف يوليو 2024 عن مقتل 84 جنديا في عام 2023 و 18 في عام 2024، وعن إصابة 133 جنديا في عام 2023 و 44 في عام 2024".
وحول التعاون مع حركة الشباب الصومالية نقل التقرير عن مصادر "سرية" أن الحوثيين يقومون "بتقييم الخيارات المتاحة لتنفيذ هجمات في البحر من الساحل الصومالي من أجل توسيع نطاق منطقة عملياتهم. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل الحوثيون على تعزيز علاقاتهم مع الجماعة الإرهابية حركة الشباب المجاهدين".
ونقل عن الحكومة اليمنية أن "هناك أنشطة تهريب متزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب، يتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة. وامتلاك الجماعتين أسلحة من نفس الطرازات وبأرقام تسلسلية من نفس الدفعات يشير إما إلى توريد الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة بينهما، أو إلى وجود مورد مشترك، أو إلى كليهما. ويواصل الفريق التحقيق في الأمر بالتعاون مع فريق الخبراء العامل بموجب القرار 2713 (2023)".
وقال التقرير إن "الجهود التعاونية المتزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب في تهريب الأسلحة ونقلها بصورة غير مشروعة، تهدد السلام والأمن في اليمن والمنطقة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news