سمانيوز - عدن / النقابي
نقلا عن النقابي لتقرير نشره يوم امس أن الازمة لاتزال في قصر معاشيق تراوح مكانها ، حيث تدور رحاها في رئاسة الوزراء بين الامين العام مطيع دماج المدعوم من رشاد العليمي و اللقاء المشترك و بين رئيس الحكومة أحمد بن مبارك الذي وجد نفسه في مرمى نيران رفاق ساحة التغيير منذ اليوم الاول دون أسباب منطقية .
• بداية تمرد دماج على رئيس الحكومة :
تم تعيين أحمد بن مبارك رئيس للحكومة و لكن منذ الوهلة الاولى وجد نفسه محاط ببقايا منظومة معين عبدالملك التي عارضت بشدة إي أصلاحات حكومية ولوفي الدائرة الضيقة المحيطة به ، فيما لم يساعد الرئاسي بن مبارك في حسم الامر و أختيار طاقمه الخاص و تغيير الحكومة حيث وقف رشاد العليمي في مقدمة المعارضين لذلك لاسباب غير واضحة حتى اللحظة .
• تصاعد الازمة في رئاسة الوزراء :
منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي و الامانة العامة لمجلس الوزراء تعيش حالة من الجمود بسبب أستعانة الرئاسي بالامين العام لمجلس الوزراء مطيع دماج للعمل كمستشار أعلامي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وهو قرار غير معلن كما أصبح مكتب رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك يدير كافة جوانب مكتب رشاد العليمي الذي كان لايزال قيد التأسيس.
ظل الحال كما هو حتى تعيين رئيس الحكومة الجديد أحمد بن مبارك الذي وجد نفسه محاط بمنظومة معين عبدالملك الغير قابلة للتعديل بفعل رفض قيادات في الرئاسي ، لذا كانت الرسالة واضحة لابن مبارك لن تنجح الا متى ما نريد بل لن نسمح لك بأيجاد أي منفذ للهرب للوصول الى طريق النجاح الا متى ما نريد ،
وهنا بدا بن مبارك يفكر بشكل جاد في تغيير الامين العام لمجلس الوزراء مطيع دماج لاعادة الروح الى الامانة العامة لمجلس الوزراء التي تعتبر مركز صناعة القرار و رسم السياسات الا ان أطراف مقربة من العليمي عارضت ذلك بشدة ، حينها ظل دماج لعدة أشهر خارج البلاد في صورة تعكس حالة التمرد على بن مبارك.
• المواجهة المباشرة في أكتوبر :
في ٢٠/١٠/٢٠٢٤. بعث الامين العام مطيع دماج مذكرة رسمية الى رئيس الحكومة يعبر فيها عن غضبه على القرار الصادر من وزير المالية الى محافظ البنك المركزي صادر بتاريخ
٧/اكتوبر /٢٠٢٤ يوجه فيها بمنع التعامل مع كافة ما يصدر عن رئاسة الوزراء بختم و توقيع الامين العام مطيع دماج في إشارة الى سحب الصلاحيات و الاقالة الغير معلنة و أستبداله بختم الدائرة المالية و الادارية ، رفع دماج خطاب رسمي ثاني الى رئيس الحكومة بتاريخ٢٤ أكتوبر٢٠٢٤ يوضح خلالها ألغاء شيكات مالية من قبل مدير مكتب رئيس الحكومة أنيس باحارثه ،
وهنا جاء خطاب دماج أقل مرونة و أكثر تجاهل لقرار وزير المالية الاخير ، الحقيقة أن باحارثة لم يلغي الشيكات لأنها أصبحت غير قانونية وفق المتغيرات الاخيرة لكن دماج أستمر بالهرولة الى الامام ،
في تاريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ أحتجز دماج طاقم الدائرة المالية مستخدما الامن في رئاسة الوزراء ومنعهم من مغادرة المبنى و أجبارهم على الخضوع للتحقيق بسب أختفاء شيكات مالية كما علق دماج في خطابه بأسلوب يتناقض دماج مع نفسه لآنه يعلم كل الحيثيات وكان يجب عليه مخاطبة رئيس الحكومة على تصعيد الاوضاع من خلال تصوير باحارثه مقتحم للمؤسسة التي تتبع رئاسة الوزراء وباحارثة مدير مكتب رئيس الوزراء ، فهل أراد دماج أستهداف بن مبارك ، و اذا كانت الدائرة المالية فاسدة لماذا تعامل دماج معاها ٤ سنوات دون تغييرها ؟
وهل تتبع الدائرة وزارة المالية كما هو متعارف عليها في القانون الذي تذرع به دماج في مذكراته الاخيرة ، جميعها استفهامات بحاجة الى أجابة من دماج ذاته !!
• دماج يستعين بالقواعد الحزبية و الاعلامية
بعد أزمة ٢٧أكتوبر دخل على خط الصراع منظمات الحزب الاشتراكي اليمني في المحافظات الجنوبية داعمة لمطيع دماج الذي كان حريص على عدم الظهور بصفة ممثل للحزب الاشتراكي اليمني طيلة توليه منصب الامين العام لمجلس الوزراء و كان غائب في كل مناسبات الحزب في عدن ولكن كما علق بعض المراقبين دماج يحاول أبعاد الصراع من شكله المناطقي مع بن مبارك بالاضافة الى ممارسة ضغط سياسي كبير بهدف أقالة بن مبارك الذي يمر بفترة صعبة منذ توليه رئاسة الحكومة ،
كما أستعان دماج بفريق الاعلاميين المقيمين بالخارج التابعين للقاء المشترك لاستهداف بن مبارك و مدير مكتبه باحارثه و تعزيزهم بالوثائق و المراسلات الخاصة بين دماج و بن مبارك و رئاسة الوزراء و الجهات الاخرى وتصوير أن الصراع يدور حول معركة ضد الفساد و لكن الحقيقة أنها معركة التشبث بالكرسي ،
والا كان على دماج تقديم أستقالته ورفض مواصلة عمله أذا الوضع سيئ كما يدعي .
• المعبقي وأحلام الوصول الى رئاسة الحكومة
يشكل المعبقي و دماج تحالف أستراتيجي يعود الى مرحلة رئيس الحكومة السابق معين عبدالملك المدعوم من رجال و الاعمال وهم أيضا جزء من الصراع الحاصل في رئاسة الوزراء حيث لا يجدوا في بن مبارك عامل مساعد لهم كما كان معين عبدالملك خاصة بعد الاجراءات الاخيرة في ملف الكهرباء على سبيل المثال ،
حيث رجح مراقبين سياسيين أن أفتعال دماج للازمة في رئاسة الوزراء و تسليط الاعلام عليها بشدة تعد رسالة الى دول التحالف العربي تعبر عن فشل رئيس الحكومة بن مبارك وبذلك يفسح المجال أمام المعبقي لتحقيق هدفه و الحفاظ على بقايا منظومة معين عبدالملك .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news