1
طالبت الأحزاب السياسية في محافظة تعز، اليمن، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية باتخاذ خطوات سريعة لإنقاذ الاقتصاد المتدهور، محذرة من أن التدهور الاقتصادي المستمر قد يؤدي إلى اندلاع "ثورة جياع" تهدد استقرار البلاد.
جاء ذلك في بيان عقب اجتماعها الدوري، الأربعاء الماضي، حيث عبرت الأحزاب عن قلقها البالغ بشأن تدهور قيمة الريال اليمني وارتفاع الأسعار الجنوني، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية جعلت من حياة المواطنين اليومية معاناةً متواصلة وصعّبت عليهم الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الخبز.
وحذرت الأحزاب من أن تدهور العملة المحلية وغلاء الأسعار قد يقودان إلى كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار التباطؤ الحكومي في اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على حياة وكرامة المواطنين.
وفي هذا السياق، دعت الأحزاب مجلس القيادة الرئاسي إلى تحمل "مسؤوليته التاريخية والوطنية" وإطلاق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية العاجلة التي من شأنها ضبط الموارد المالية ومنع تسربها إلى خارج قنوات البنك المركزي، وذلك في إطار تجنب الانهيار الاقتصادي الكامل.
وللتعامل مع الأزمة الراهنة، اقترحت الأحزاب تشكيل حكومة طوارئ مصغرة مكونة من 11 وزيراً من أصحاب الكفاءات المتخصصة فقط، دون نواب وزراء، بهدف خفض الإنفاق الحكومي وتوجيه كافة الجهود نحو مواجهة التحديات الاقتصادية الملحة.
وترى الأحزاب أن تشكيل حكومة مصغرة وفعالة من شأنه أن يساهم بشكل مباشر في ضبط النفقات وتوجيه الموارد بفعالية أكبر لمواجهة الأزمة، مشيرةً إلى أن استمرار الحكومة بالهيكل الإداري الموسع يفاقم من الهدر المالي ويعوق تطلعات الشعب.
وفي خطوة أخرى، طالبت الأحزاب مجلس النواب اليمني بالعودة إلى داخل البلاد وعقد جلسات منتظمة لمراقبة أداء الحكومة وإقرار ميزانيات الدولة، بما يسهم في تفعيل الرقابة على الموارد المالية وضمان توجيهها نحو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وأكدت الأحزاب على أن دور مجلس النواب يجب أن يتصدر الجهود الرامية لحل الأزمة الاقتصادية والحد من الآثار السلبية الناجمة عن التضخم المتزايد.
ودعت الأحزاب كافة الأطراف السياسية إلى تجاوز الحسابات الضيقة والعمل المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الملحة، محذرة من "اللعب بالنار" في قضايا معيشة المواطنين، وداعية إلى تحييد هذه القضايا عن أي استغلال سياسي.
وأكدت أن استمرار التدهور الاقتصادي قد يترك أمام الشعب اليمني خيار "ثورة الجياع"، ما لم يتم التحرك بشكل جاد لتفعيل الإصلاحات.
كما أعربت الأحزاب عن استيائها من تراجع برامج المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات دولية، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي، في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار وزيادة أعداد المحتاجين.
وأشارت إلى إسقاط العديد من الأسر من قوائم الدعم دون توضيح أسباب ذلك، داعية الحكومة ووزارة التخطيط إلى التواصل مع المنظمات لضمان استمرار الدعم للأسر الأكثر احتياجاً ومعالجة أي مشكلات في آلية توزيع المساعدات.
وفي جانب آخر، أعربت الأحزاب السياسية في تعز عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، منددة بالاعتداءات المتواصلة عليه.
ووصفت ما يحدث في غزة بـ"الإبادة التاريخية"، داعية أبناء تعز إلى المشاركة في فعالية تضامنية يوم الجمعة المقبل في شارع التحرير، تأكيداً على وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومشددة على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب والمسلمين الأولى، وأن الواجب الإنساني يحتّم مساندة الفلسطينيين في هذه المرحلة العصيبة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news