نشرت الصحيفة الأميركية تقريرًا مدعومًا بالصور والرسومات البيانية يكشف عن منشآت عسكرية جديدة أقامتها الصين في جزيرة هاينان في بحر جنوب الصين. تقع هذه المنشآت على جزيرة هاينان السياحية، المعروفة بجمال شواطئها ونخيلها، وتُوصف بأنها "هاواي الصينية".
غير أن جزءًا من هذه الجزيرة، وعلى بُعد 500 قدم من منتجع "هوليداي إن" بخليج يالونغ، أصبح موقعًا للقاعدة البحرية يالون الشرقية، موطنًا للمدمرات والغواصات النووية الصينية.
وأفاد التقرير أن الصين استثمرت عشرات المليارات من الدولارات لتحويل أراضٍ زراعية وموانئ تجارية إلى مواقع عسكرية استراتيجية، بهدف تعزيز قوتها العسكرية عبر مساحات واسعة من بحر جنوب الصين، الذي تدّعي ملكيته.
وذكر الخبراء أن بكين تسعى، من خلال هذه المنشآت، إلى ترسيخ وجودها كقوة عالمية، وحماية المسارات البحرية الضرورية لاقتصادها، واستغلال الموارد الطبيعية، والاستعداد لاحتمالية مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وحلفائها، خاصةً في سياق الصراع المحتمل على تايوان.
تتجاوز تكاليف البنية التحتية العسكرية في هاينان وبحر جنوب الصين 50 مليار دولار حتى عام 2022، وهي تكاليف تفوق قيمة المنشآت العسكرية الأميركية في هاواي.
وقد بلغت تكلفة البنية التحتية في قاعدة يولين البحرية الكبرى وحدها أكثر من 18 مليار دولار، وهو مبلغ يضاهي تكاليف قاعدة بيرل هاربر-هيكام المشتركة التابعة للولايات المتحدة في المحيط الهادئ.
واعتبر الأدميرال صامويل بابارو، قائد القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، أن هذه المنشآت الصينية تمثل "تحديًا كبيرًا لحلفائنا وشركائنا" في المنطقة، موضحًا أن توسع الصين في هذه المنطقة يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يرى كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يتخذ خطوات فعلية تشير إلى الاستعداد لشن هجوم فوري على القوات الأميركية، لكنهم لا يستبعدون إمكانية تصاعد التوترات في المستقبل القريب.
وتُعد قاعدة يولين البحرية الكبرى المركز الرئيس للوجود البحري الصيني في بحر جنوب الصين، وتضم خليجين للمياه العميقة، حيث توجد بنية تحتية عالية التكلفة تشمل حوضًا جافًا ورصيفًا لحاملة الطائرات بتكلفة تقدر بـ 2.5 مليار دولار.
كما تحتوي القاعدة على منشآت ضخمة لغواصات صينية بعيدة عن أعين الأقمار الصناعية، ومجمعات بحرية متعددة توفر غطاءً مغناطيسيًا يحميها من أنظمة الكشف البحرية.
كما تضم الجزيرة أيضًا قاعدة وينشانغ الفضائية التابعة للجيش الصيني، والتي تعد "بوابة الصين إلى الفضاء في القرن الـ21"، وقاعدة لقوات الصواريخ مزودة بصواريخ باليستية مضادة للسفن من طراز "دي إف-21 دي" (DF-21D)، ضمن أكثر من 40 موقعًا مشابهًا في جميع أنحاء الصين.
وأشار التقرير إلى أن الصين شيدت، خلال العقد الماضي، قواعد عسكرية متقدمة على جزر بحر جنوب الصين لتوسيع نفوذها البحري وضمان هيمنتها على طرق التجارة البحرية التي تمر عبرها بضائع تقدر قيمتها بحوالي 7.4 تريليونات دولار سنويًا.
وقد أثار هذا التوسع العسكري قلق حلفاء الولايات المتحدة، مثل الفلبين وتايوان واليابان، إذ يعترضون على "عسكرة" الصين للمياه التي تعتبرها مناطق نفوذ لها.
وأضاف التقرير أن هذه المنشآت العسكرية تهدف إلى تقييد قدرة أميركا وحلفائها على الوصول إلى هذه المنطقة الاستراتيجية.
وخلص التقرير إلى أن الصراع في بحر جنوب الصين قد يؤثر على ما يصل إلى 30% من تجارة النفط العالمية، بحسب تقديرات الباحث لينكولن براتسون من جامعة ديوك، مشيرًا إلى أن السيطرة على هذه المنطقة ستظل محل تنافس حاد بين الصين والولايات المتحدة وحلفائهما في المستقبل المنظور.
المصدر: الجزيرة نت
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news