صنعاء (الجمهورية اليمنية) أحمد الأغبري -
أعلنت “أنصار الله” (الحوثيون) استهداف منطقة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيّرة، مؤكدة نجاح المسيرات في الوصول إلى أهدافها، وذلك غداة إعلانهم استهداف ثلاث سفن في البحرين الأحمر والعربي، وباب المندب.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز،أمس الثلاثاء، إن “سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) نفذ عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة”. موضحًا أن “العملية نُفذت بعددٍ من الطائرات المسيّرة”، مؤكدًا نجاحها “في الوصول لأهدافها”.
وأشار إلى أن هذه العملية تأتي “في إطارِ المرحلةِ الخامسةِ من التصعيدِ”، مؤكدًا “أن هذه العمليات لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ ووقفِ العدوانِ على لبنان”.
وكانت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” ذكرت أن صفارات الإنذار دوت من تسلل طائرة مسيّرة في مدينة عسقلان الساحلية الجنوبي حوالي الساعة السابعة صباحاً. وأشارت إلى أن اللقطات التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الطائرة المسيرة وهي تضرب منطقة مفتوحة مجاورة لحي سكني في المدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن عبرت أجواء مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل صباح الثلاثاء قبل أن تسقط في منطقة مفتوحة”.
وذكر، في بيان: “انطلقت صافرات الإنذار بين الساعة 06:39 و06:42 صباحاً في عسقلان بسبب عبور طائرة مسيّرة الأراضي الإسرائيلية، وقد سقطت في منطقة مفتوحة قريبة”، مضيفاً أنه “لم يبلغ عن وقوع إصابات”.
وتأتي عملية الحوثيين، الثلاثاء، باستهداف عسقلان بطائرات مسيّرة، عقب أربع عمليات معلنة استهدف بها الحوثيون المناطق المحتلة خلال أكتوبر/تشرين الأول، الأولى كانت في الثالث من أكتوبر، واستهدف فيها الحوثيون “هدفًا حيويًا في منطقة يافا (تل أبيت) في فلسطين المحتلة، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة نوع يافا”.
فيما جاءت العمليتان الثانية والثالثة بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أعلنوا تنفيذ عمليتين عسكريتين؛ الأولى استهدفت منطقة يافا (تل أبيب) في فلسطين المحتلة بصاروخين أحدهما نوع “فلسطين2 “، والآخر نوع “ذو الفقار”، والأخرى استهدفت منطقتي يافا وأم الرشراش (إيلات) المحتلتين، بطائرات مسيرة نوع “يافا” و”صماد4″.
فيما جاءت العملية الرابعة بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول، حيث نفذوا عملية عسكرية استهدفت شرق منطقة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع “فلسطين 2”.
في موازاة ذلك، وصل إلى مدنية عدن، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز، في زيارة يبحث خلالها من المسؤولين والمختصين ما تشهده المنطقة من تحديات ملاحية.
ورحب وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، شائع الزنداني، الثلاثاء، بالزيارة، منوهًا خلال اللقاء بأهميتها كأول زيارة لرئيس المنظمة البحرية الدولية لليمن تسهم في تعزيز أواصر التعاون بين المنظمة واليمن، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الملاحة الدولية في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية “أن الجانبين استعرضا الوضع الأمني في البحر الأحمر، والتهديدات المستمرة التي تواجه السفن التجارية جراء الهجمات الحوثية، وسبل دعم اليمن في مجابهة المخاطر البيئية التي تهدد البيئة البحرية”.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت متأخر من ليلة الإثنين تبنيهم استهداف ثلاث سفن في البحرين الأحمر والعربي، وباب المندب.
وأوضح متحدثهم العسكري يحيى سريع، أن “القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) نفذت ثلاثَ عملياتٍ عسكريةٍ ضمنَ الاستمرارِ في فرضِ الحصارِ البحريِّ على العدوِّ الإسرائيليِّ، حيث استهدفتِ العمليةُ الأولى سفينةَ “إس سي مونتريال” جنوبيَّ البحرِ العربيِّ بطائرتينِ مسيّرتينِ”.
وأضاف: “استهدفتِ العمليةُ الثانيةُ سفينةَ “ميرسك كولون” في البحرِ العربي بصاروخٍ مجنحٍ”. أما العملية الثالثة “فاستهدفت سفينة “موتارو” في البحر الأحمر وباب المندب بعدد من الصواريخ”، مؤكدًا أن إصابة السفن الثلاث “كانت دقيقة”.
وأشار إلى أن “استهداف السفنِ الثلاثِ جاء لانتهاكِ الشركاتِ المالكةِ لها قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة”.
وأكدَّ استمرارهم “في فرضِ الحصارِ البحريِّ على العدوِّ الإسرائيليِّ، وكذلك تنفيذ عملياتِ الاستهدافِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيّرةِ لكافةِ الأهدافِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ في فلسطينَ المحتلةِ، وأنَّ هذه العملياتِ لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ ووقفِ العدوانِ على لبنان”.
وجاء إعلان الحوثيين عن العمليات الأخيرة لاستهداف السفن عقب فجوة توقف استمرت عشرة أيام، وتحديدًا منذ تاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أعلنوا حينها عن استهداف سفينة “ميغالوبوليس” في البحر العربي “لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة”، بينما كانت آخر عملية أعلنت عنها هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بتاريخ 10 أكتوبر.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية “يو كاي إم تي أو” قد ذكرت أنها تلقت بلاغاً عن تعرض سفينة لحادث على بعد 25 ميلاً بحرياً جنوبي المخا في اليمن. وأوضحت لاحقًا أن ربان السفينة أبلغ عن انفجار بالقرب من سفينته، وتبع ذلك انفجار ثان في الساعة 15:03، تلاه انفجار ثالث في الساعة 16:37.
وأكدت “يو كاي إم تي أو” أن السفينة وطاقمها سالمون، ويواصلون رحلتهم إلى ميناء التوقف التالي.
ووفقاً لموقع “ذا مارتيم إكسكيوتيف” فقد حددت مجموعة المخاطر (إي أو أس) الهدف على أنه سفينة البضائع السائبة “موتارو” اليونانية التي ترفع علم ليبيريا، والتي يبلغ وزنها 80 ألف طن. وأعلن زعيم “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، في السادس من أكتوبر أن قواتهم “استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، ومرتبطة بالأمريكي والبريطاني”.
ويستهدف الحوثيون السفن الإسرائيلية، أو المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إليها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك “تضامنًا مع غزة”، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023. كما يستهدفون بالصواريخ والطائرات المسيّرة أهدافاً لإسرائيل في الأراضي المحتلة. ويؤكدون “أن هذه العمليات لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ ووقفِ العدوانِ على لبنان”.
وفي محاولة لصد عمليات الحوثيين، يشن تحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ 12 يناير/ كانون الثاني، ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن يقول إنها للحوثيين. ونتيجة لذلك، أعلن الحوثيون اعتبار السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news