يمن ديلي نيوز:
أثار الهجوم الإسرائيلي فجر السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول، على “أهداف عسكرية” في إيران، والذي وصف بأنه عادي جدا ردا على هجمات إيران على إسرائيل استغراب المراقبين والمتابعين للصراع الإسرائيلي الإيراني.
الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يستهدف أي من الأهداف الحيوية لإيران، فضلا عن أنه لم يكن بمستوى الهجوم الذي شنته إيران مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري الذي استهدف إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ دون حدوث خسائر إسرائيلية.
وفي السياق قال موقع “إكسيوس” إن إسرائيل أرسلت رسالة لإيران نقلت -خلف الكواليس- من خلال عدة أطراف ثالثة، أوضحت للإيرانيين مسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه.
الرد الإسرائيلي على هجوم إيران عزز لدى متابعي الصراع الإيراني الإسرائيلي الشكوك بأن الصراع القائم شكلي وليس حقيقي، وأن الدول العربية هي التي تدفع فاتورة الصراع الإيراني الإسرائيلي الذي يجري بطريقة غير مباشرة.
وفيما إذا كان الصراع الإسرائيلي الإيراني صراع حقيقي أم غير ذلك، يطرح المحلل السياسي الأردني والبحث في العلاقات الدولية “حازم عياد” في تحليل لـ”يمن ديلي نيوز” جملة عوامل إقليمية ودولية ومتشابكة جعلت الرد الإسرائيلي غير المستوى الذي كانت متوقعا.
من تلك العوامل استخدام إيران للدبلوماسية في تحييد القواعد الأمريكية، فضلا عن المخاوف الأمريكية باتساع الصراع في المنطقة، إضافة إلى قيام إيران بتعزيز منظومات إيران الدفاعية، وعامل آخر يتمثل التسريبات الاستخباراتية التي حصلت عليها إيران قبيل الضربة الإسرائيلية.
دبلوماسية طهران
يقول “عياد”: ضعف الرد الإسرائيلي يعكس نجاحا لدبلوماسية طهران الاستباقية للهجوم الإسرائيلي من خلال تحييد عدد كبير من الساحات العربية التي تتواجد فيها القواعد الأمريكية الفاعلة في المنطقة إلى جانب الجهود الدبلوماسية الإيرانية.
وتحدث “عياد” عن استعدادات عسكرية إيرانية قال إنها بدأت منذ اغتيال إسماعيل هنية تمثلت في تعزيز دفاعاتها بمنظومات دفاع روسية على رأسها المتمثلة بـ “اس إثنين وعشرين واس ثري هاندريد وخرداد وباور”.
كما زودت روسيا إيران وفق المحلل السياسي “عياد” بمنظومة جديدة للحرب الإلكترونية والتشويش على منظومات الطائرات الإسرائيلية ومنظومات إنذار مبكر عززت ثقة إيران بقدرته على مواجهة التهديدات الإسرائيلية وولدت لدى إسرائيل مزيدا من القلق حول قدرته على تنفيذ هجوم فعال.
المسألة الثالثة – يقول عياد – هي التسريبات الاستخبارية التي حصلت عليها طهران بعد الكشف عن الاستعدادات الإسرائيلية والتدريبات التي قامت بها في قاعدة رماد الفلسطينيين وقاعدة رامون جنوب فلسطين.
وقال: هذه التدريبات ونوعية الأسلحة والتسريبات المرتبطة بها ولدت قلقاً لإسرائيل بأن هناك انكشاف لخطتها العسكرية واحتمال أن إيران لديها القدرة على إحداث خرق أمني ممتد داخل البنتاجون يسمح لها بالكشف عن موعد الهجوم وحجمه.
وتابع: بالتالي يعطيها فعالية في التصدي لهذا الهجوم وتحويله إلى كارثة لذلك اتجهت إسرائيل إلى هجوم بنطاق أضيق بقدرات أقل وبعيداً عن الأراضي الإيرانية حيث منظومة الدفاع الصاروخي تكون فاعلة فبقيت طائرات اف خمسة وثلاثين وغيرها من المنظومات بعيدة.
المسألة الرابعة هو عدم وجود رغبة لدى الإدارة الأمريكية بالتورط في حرب واسعة وأن يكون الرد الإسرائيلي منضبطاً وهو أمر ممارسة أمريكا في سبيله ضغوطاً على الجانب الإسرائيلي.
وأردف: لدينا هنا أربعه أسباب واضحة تفسر الضربة الإسرائيلية الضعيفة فضلاً عن أن إسرائيل تولد لديها مزيد من مشاعر القلق والخوف نتيجة إغراقها في مستنقع لبناني وتمكن حزب الله من استعادة زمام المبادرة وانتقاله إلى وضعية هجومية مكنته من قصف حيفا وعكاف وتل ابيب بفاعلية.
حسابات خاطئة
وحول سبب شدة الرد الإسرائيلي على حزب الله والحوثيين وضعف الرد على إيران قال المحلل السياسي “حازم عياد” لـ”يمن ديلي نيوز”: إسرائيل منخرطة في اشتباك مباشر مع اللبنانيين وهي تورطت من خلال الهجوم على حزب الله وعلى قيادتهم.
وأردف: إسرائيل وجدت تقديرات خاطئة قادتها للدخول في معركة مباشرة مع حزب الله، وهي الآن تخشى أن تقودها حسابات خاطئة مجدداً إلى مواجهة شاملة مع إيران وهو ما لا تريده أيضاً الولايات المتحدة الامريكية، إضافة إلى أن بعض الدول العربية وضعت عوائق أمام عمليه إسرائيلية واسعة.
وقال: بالنسبة للحوثيين لديهم حسابات خاصة بهم ولا يبالون كثيراً بالقيود التي يمكن أن تضعها أمريكا أو الجانب الإسرائيلي، والحوثيين تمكنوا من توسيع مروحة تحالفاتهم لتشمل روسيا التي قدمت لهم دعماً استخبارياً وتقنياً سمح لهم بتتبع السفن وشحنات السفن المتجهة نحو الكيان الإسرائيلي.
كما وفرت لهم روسيا بحسب التسريبات الأمريكية أسلحة متطورة منها صواريخ الفرط الصوتية، لذلك الحوثيين متحررين أكثر من مسألة الاعتماد بالمطلق على طهران وبالتالي إسرائيل تجد نفسها في مواجهة أشمل مع الحوثيين وإن كانت عاجزة عن ردعهم أو وقفهم عن توجيه ضربات لها رغم الدعم الأمريكي.
أمر طبيعي
وردا على سؤال حول اختيار إسرائيل وإيران أن تتحاربان خارج أراضيهما قال “عياد”: هذا امر طبيعي فهناك رغبة اسرائيلية ايرانية بتجنب المواجهة المباشرة، لأن ذلك أمر لا تقبله أمريكا التي ستجد نفسها متورطة في حرب إقليمية تستنزف قدراتها في حين أنها تريد أن تتفرغ أكثر للحرب الاوكرانية أو للصين في البحر الصيني الجنوبي.
أما روسيا أيضا فهي غير معنية بتوسع القتال هي والصين في المنطقة وتحاول أن تضبط سلوك إيران رغم ما تقدمه لها من دعم لتكون مؤثرة في المنطقة، لكنها أيضا لا تريد أن تفقد إيران قدرتها على لعب أدوار سياسية في الاقليم وأن تكون نقطة ارتكاز التأثير الروسي والصيني في المنطقة.
وتابع: هناك أمر آخر وهو وجود قيود دولية على إمكانية أن تتسع نطاق هذه المواجهة وتصبح حربا إقليمية، في حين تكتفي الدولتين وتكتفي ايران بدعم قواها في المنطقة، بينما إسرائيل ليس لها أذرع سوى القوات الامريكية وبعض التحالفات مع بعض القوى المطبعة في المنطقة العربية وهي غير فعالة.
وقال: إسرائيل ليس لها وكلاء فاعلين في المنطقة سوى أمريكا وبريطانيا الدولتان اللتان تعوضان إسرائيل عن الفشل في أن تنشء لنفسها وكلاء فاعلين كما لإيران وكلاء فاعلين.
وتابع: إسرائيل لا زالت عاجزة حتى اللحظة عن أن تدير معركتها مع إيران داخل الاراضي الايرانية إلا عبر بعض الوكلاء مثل ما حدث في بلوشستان أو في محاولاتها الاختراق عربستان او خوزستان وهذه المحاولات يبدو أنها لم تنجح إلى حد كبير وتم توظيف أيضا حفيد الشاه الايراني في مؤتمرات عقدت في باريس وغيرها.
مرتبط
الوسوم
الكيان الصهيوني
الأردن
الصراع الايراني الاسرائيلي
جماعة الحوثي
حازم عياد
حزب الله
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news