عبدالله عمر باوزير
▪︎ تحدثنا كثيرا عن حضرموت.. إختلفنا عند الكثير من المنحيات ، لا عليها، ولكن على كيفية الوصول اليها، في أغلب الأوقات، اضعنا فرص كانت مواتية، وأتحنا للمطامع الذاتية فرص التحول إلى ادوات في أيدي الطامعين في حضرموت – تجارا و “متسايسين” ، و للراغبين في ابقائها مقطورة التموين في القطار اليمني- شماله و جنوبه -ايضا ، بخلافاتنا التي شغلتنا عن امكانياتنا البشرية و الجغرافية القادرة على سحب كل المقطورات اليمانية ، فهل كنا سذج إلى الحد الذي انطلت علينا الادلجة اليمانية الى درجة التغييب على مدى نصف قرن؟.. لا أظن ذلك، و لكنه الإيمان بوحدة المصير المشترك، الذي تفرضه الجغرافيا و يدفع به التاريخ و يفرضه الاقتصاد و المصالح المشتركة..او هكذا كنا نظن.
▪︎▪︎ اليوم وعندما وصل المجتمع الحضرمي إلى درجة الوعي باسباب ازمته ، و في مقدمتها تصديقه كل أنواع الشعارات الإيديولوجية-العربية والإسلاموية، فضلا عن الاشتراكية- الماركسية و القومية، و انكشاف حقيقة مناطقية رافعيها ، ثارت حفيظة البعض في الأطراف اليمانية.. وبوضوح ذهبوا بعيدا في استخدام بعض ممن لا يزال يؤمن ببعض الطروحات الإيديولوجية أو لا يجد نفسه إلا في احزابها رغم هشاشتها و جهوية قياداتها.. صحيح ان هذا الوعي باهداف تلك القوى في حضرموت ليس جديدا و بالتالي لم يكن وليد اللحظة ، او نتيجة تردي الخدمات وارتفاع اسعار المحروقات ومنها “الديزل “، بل نتيجة حتمية لاستمرار تجاهل حضرموت في القرار السياسي و في رسم مستقبل دولة-اختطفت ، و استعادتها لم تعد ممكنة دون توفر مجموعة ارادات وطنية و اقليمية و دولية.. ومنها أو ضمنها الإرادة اليمانية التي ستظل عرجاء وكسيحة-دون إرادة حضرموت كإقليم قائد-لا مجرد محافظات وازنة.. وهذا ما ادركه و وصل إليه حلف قبائل حضرموت في مطلبه الثاني بحسب البيان الصادر الأحد 27 أكتوبر 2024 – الذي صدر في أعقاب الإجتماع الاستثنائي لرئاسة الحلف في الهضبه و تأكيده في اللقاء الذي جمع محافظ حضرموت أ.مبخوت بن ماضي و برفقته وكيل المحافظة للوادي و الصحراء أ.عامر سعيد العامري بقيادة الحلف وعلى راسها المقدم عمرو بن علي بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع.. هذه الخطوة لا تؤكد وحدة المجتمع السياسي الحضرمي فحسب بل ادراكه إلى أن حضرموت و قضيتها أكبر من اختلاف الرؤى و تعدد الوسائل.. وعلى مجلس الرئاسة القيادي أن يدرك أن حضرموت أكبر واثمن قيمة – من تخفيض قيمة لتر الديزل.
▪︎▪︎▪︎ نعم الحكم الذاتي.. مطلب استراتيجي لا لمصلحة حضرموت فحسب، بل ولمصلحة اليمن – حتى تنصراف القوى اليمانية عن حضرموت إلى مهامها في استعادة الدولة المختطفة ، و هذا جانب تستطيع حضرموت بمؤسساتها و حرسها الوطني كمطلب اصيل -المساهمة فيه .. فهل سيدرك مجلس الرئاسة القيادي أهمية حضرموت الدور بحكومة و إدارة ذاتية .. ويغادر فكرة امتصاص بقضية حضرموت..في لتر الديزل!!
مقالات ذات صلة
لاتبكون ولا تعزون بوفاة جهاد لطفي أمان لانكم خذلتموه حياً
البحث الجنائي أبين جهود جبارة
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news