سجَّـلت العاصمة عدن منذ بداية العام 2024م أربع وفيات بمرض الـ "دفتيريا" وخمس حالات وفاة جاؤوا إلى عدن من المحافظات المجاورة، وذلك وفقًا لما ذكره لـ "الأيام" الترصد الوبائي في العاصمة عدن.
وأفاد مواطنون أن مرض الدفتيريا تسبب بحالة وفاة على الأقل وأخرى أُدخلت إلى العناية المركزة في إحدى مستشفيات العاصمة عدن، وقد ذكر مصدر آخر أن شقيقان يعيشان في منزلٍ واحد توفيا من هذا المرض قبل نحو عشرة أيام.
وفي هذا الشأن أجرت "الأيام" لقاءً مع مدير عام إدارة الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالعاصمة عدن د. مجدي الداعري بخصوص هذا المرض الذي أخذ بالانتشار، حيث قال "إن الدفتيريا أو ما يُـطلق عليه بـ (الخُـنَّـاق) هو عبارة عن مرض بكتيري خطير تسببه "بكتيريا" اسمها (بكتيريا الدفتري) والتي تفرز سمها لينتشر بكل أعضاء جسم الإنسان، ومن أعراضها التهابات الحلق ومجرى الجهاز التنفسي ووجود غشاء ملتصق بالحلق وعند إزالته يُـسبب نزيف دموي".
وأوضح الداعري أنه من الملاحظات الأخرى على هذا المرض وجود تضخم بالغدد اللمفاوية في العنق ينتج عنها تضخم بالعنق فيسمى عنق الثور، تسبب بحة في الصوت وصعوبة بالتنفس وغيرها من الأعراض.
وأضاف د. مجدي أن بداية ظهور الحالات الجديدة للمرض كانت في عام 2018م ومن معظم المحافظات جراء أوضاع البلاد من حرب وما أدى إلى دمار للقطاع الصحي وضُـعف إقبال الناس على التطعيم، مستدركًا أنه في هذا العام الحالي تم تسجيل إصابات أكثر من السنوات الماضية.
وأكد مدير الترصد الوبائي أن الحالات ما زالت مستمرة بالظهور في كل المحافظات حتى اليوم، مشيرًا إلى أنه وفي هذا العام 2024م تم تسجيل 104 حالات منها 46 حالة ساكنة في محافظة عدن بينما معظم سكن الحالات الأخرى في مديرية لودر بمحافظة أبين.
ولفت المسؤول الصحي أن قرابة 76 % من الحالات المُـصابة بالخناق كانت غير مطعمة بالتطعيم الروتيني لمرض الدفتيريا، مضيفًا أن مستشفى الصداقة التعليمي العام في مديرية الشيخ عثمان هو المركز العلاجي الوحيد لحالات الدفتيريا في العاصمة عدن ويفتقر إلى الكثير من المقومات منها العناية المركزة والطواقم الطبية.
وبيَّـن د. الداعري أن العلاج الأساسي للمرض هو الـ "DAT" وهو العلاج الأساسي للمرض حيث نفدت الكمية التي كانت متوفرة بسبب كثرة المرضى، وما زالت الجهات الصحية تنتظر توفيره من وزارة الصحة العامة والسكان، وكذا منظمة الصحة العالمية، مع العلم أن عددًا من الحالات تضطر إلى شرائه بمبالغ كبيرة من صيدليات خاصة أو تتحمل عناء السفر إلى محافظة تعز لجلبه من هناك، مع انعدامه للأسف الشديد في العاصمة عدن.
وشدد مدير عام إدارة الترصد الوبائي على أن التطعيم الروتيني هو خط الدفاع الأول من هذا المرض الخطير، مضيفًا أن حياة الأطفال أمانة في أعناق الوالدين والمجتمع، منبهًا أن مضاعفات المرض خطيرة، وتؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأعصاب والكلى.
وناشد عبر "الأيام" د. مجدي الداعري وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية قائلاً "إن مركز علاج الدفتيريا في مستشفى الصداقة هو مركز محوري للعاصمة عدن والمحافظات المجاورة ولا بد من دعمه وإعادة تأهيله ليتم معالجة المرضى على أكمل وجه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news