سمانيوز - لندن / عادل اليافعي
تختلف القوى السياسية فيما بينها على إنها جميعا تلتقي في تحليل القضية الجنوبية في نظرة واحدة و متساوية تضعها ضمن قضية نكاح القاصرات أو قضية صعدة وفق مخرجات حوار صنعاء المزعوم !
مهما يختلف مستوى الثقافة و الانتماء السياسي فذاك اليساري يشبه اليميني و الحوثي يتفق مع الاشتراكي و الموتمري مع الاخواني جميعهم لا يعترفوا مطلقا بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره وفق لقوانين الامم المتحدة بل لا يعترفوا أساسا أن الوحدة تمت بين دولتين أو شعبين مختلفين إجتماعيا و إيدلوجيا و سياسيا ، بل ينكرونها جملة و تفصيل مؤكدين أن اليمن واحد منذ الازل ، ولكن الحقيقة إنها ثقافة النهب و جشع التملك على حقوق الاخرين تلك الثقافة التي تنشأ عليها قوى الشمال بمختلف مشاربها الاجتماعية و السياسية .
لذا سوف نتطرق اليوم الى شخصية وصفت بالمتطرفة من ناحية الدفاع عن الوحدة اليمنية وهو السياسي المثير للجدل في الاونة الاخيرة أمين عام مجلس الوزراء للحكومة الشرعية ” مطيع دماج ” حيث وضع دماج تحليل مستفز للقضية الجنوبية في مقال (الفاشيات المتصارعة ):
جاء في أحد فقراته الاتي
(( ثمة صراع محتدم في اليمن. وثمة يمن يتشظى في ذلك الصراع.
ما الذي يحدث في اليمن؟
حراكا جنوبيا يخلط القضية بالهوية ، والسياسية بالإيمان. يسيس الهويات ويمنح كل القضايا السياسية ملامح العقائد.
ما نتج عن فعل البشر يغدو سابقا لوجودهم، وما أنتج بالممارسة وبفعل الناس ومصالحهم خلال عمر دولة الوحدة لا يغدو سببا كافيا للمطالبة بدولة من شكل آخر بما فيه الشكل السابق لوجودها.
إن قوة المشاريع القائمة على التحشيد على أساس الهوية يعود لغياب المشاريع القائمة على الفرز الاجتماعي وتمثيل مصالح القوى الشعبية بتعبير معن دماج.
القضية الجنوبية ليست ضد كل من مارس سلوك همجي غير قانوني ولا أخلاقي ضد البشر و مصالحهم في المحافظات الجنوبية بل تغدو هذه القضية ضد كل ما ليس جنوبي. ” ))
شكك دماج خلال مقاله الفاشيات المتصارعه فيما يخص القضية الجنوبية ليصفها (بالفاشية ) التي تصارع قوى أخرى من أجل الهيمنة وكانها قضية ليست عادفة و لاتمثل أرض و شعب و هوية ، فيما وصف الشعب الجنوبي فيما معناه بعدم الوعي والخلط بين القضية و الهوية ، أي أن “هوية الجنوب العربي ” هوية مزيفة !!
أذا هي ذات النظرة الفوقية و أسلوب التعالي من الشماليين تجاه الجنوب لا تختلف بين مطيع دماج الاشتراكي و حميد الاحمر الاخواني و عفاش الموتمري و المشاط الحوثي كلهم ينظرون من منظور واحد للقضية الجنوبية كقضية حقوقية فقط يمكن حلها في إطار حكم واسع الصلاحيات و معالجة الاخطاء السابقة !
في فقرة أخرى سخر دماج من الحشد الجماهيري للملايين من الجنوبيين في فترة الحراك الجنوبي حيث أكد أن تلك الحشود لاتمثل القوى الشعبية و الاجتماعية في إشارة الى أن الحراك ينتمي الى مناطق معينة ، لا يجد القارى فرق في فهم منطق دماج عن تصريح المخلوع عفاش الذي أكد مرارا أن الثورة في الجنوب لاشخاص فاقدين للمصالح ، وحدة الوصف و المعنى بين الاشتراكي المعارض و الدكتاتور الحاكم للسلطة !
وقد بالغ دماج أكثر في الاساءة حيث قال “أن القضية الجنوبية عنصرية تجاه كل ماليس جنوبي ! ” فيما يحتضن الجنوب أكثر من ٣ مليون مواطن شمالي بعد حرب ٢٠١٥ و يقيم و يعمل هو شخصيا و عدد من أفراد أسرته معززين مكرمين لكن هو طبع الجحود و النكران الذي غلب التطبع دائما .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news