عدن تنهار والأهالي يختنقون.. فوضى اقتصادية وتدهور معيشي، هل من مخرج؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 399 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عدن تنهار والأهالي يختنقون..  فوضى اقتصادية وتدهور معيشي، هل من مخرج؟

عدن، عاصمة البلاد المؤقتة التي لطالما كانت تُعتبر منارة حضارية واقتصادية في اليمن، أصبحت اليوم تعيش واقعًا مريرًا يعكس حجم التدهور الاقتصادي والفساد الحكومي الذي يعصف بها.

تفاقمت الأزمة الاقتصادية بشكل غير مسبوق، مما جعل من حياة المواطن العادي كابوسًا يوميًا، يصارع فيه لتأمين قوت يومه، وسط غلاء فاحش لا يُطاق، وفشل ذريع للجهات المعنية في احتواء الأزمة، وباتت العاصمة عدن تُعتبر رمزًا حياً للفوضى، في ظل عجز الدولة عن تلبية أبسط احتياجات سكانها.

أسعار قاتلة.. والهموم لا تتوقف

الأسعار في أسواق عدن أصبحت أشبه بالكابوس. الخضروات، اللحوم، والفواكه، التي كانت تُعتبر سابقًا جزءًا من النظام الغذائي اليومي لأي أسرة، باتت اليوم بعيدة المنال عن الكثير من الأهالي. المواطنون يصفون هذه الأسعار بأنها "قاتلة"، تسرق من جيوبهم ما لا يستطيعون تعويضه، وتثقل كاهلهم بالديون والهموم اليومية.

أحد المواطنين، أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، يتحدث بحسرة قائلاً: "أصبحت الحياة في عدن معركة يومية. لا نفكر في شيء سوى كيفية توفير لقمة العيش. الأسعار ترتفع باستمرار، ولا نعلم كيف نستطيع أن نواجه هذا العبء. أين هي الحكومة؟ أين هو الدور الذي يجب أن تلعبه؟".

الفوضى السياسية.. الجذور العميقة للأزمة

عندما نعود إلى الوراء لنفهم أصول هذه الأزمة، نجد أن الجذور تعود إلى ما بعد عام 2011، عندما انهار النظام السابق واندلعت الفوضى في جميع أنحاء اليمن. تمزقت البلاد بين الصراعات المسلحة والسياسية، ودخلت البلاد في دوامة من العنف والفساد، مما أدى إلى انهيار اقتصادي شامل.

منذ تلك الفترة، شهد اليمن تدهورًا اقتصاديًا متواصلًا؛ تراجع الإنتاج المحلي، وانخفضت قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وهو ما تسبب في زيادة معاناة المواطنين الذين كانوا يعانون بالفعل من تبعات الحرب.

اليوم، بعد مرور أكثر من 13 عامًا على بداية الأزمة، لا تزال البلاد تعاني من انعدام الاستقرار السياسي والأمني، مما يؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي.

الأسواق.. مرآة الفوضى

عند التجول في أسواق عدن، يمكن أن نشهد مباشرة حجم الكارثة. أسعار الخضروات التي كانت في الماضي تعد في متناول الجميع، أصبحت اليوم تُباع بأسعار خيالية. الطماطم، البطاطس، البصل، كلها منتجات أساسية لأي منزل، ولكن سعرها تضاعف بشكل رهيب في الأشهر الأخيرة.

سجلنا صباح الأربعاء انخفاضًا طفيفًا في سعر كيلو الطماطم، إذ بلغ 3400 ريال، ولكنه لا يزال مرتفعًا بشكل لا يصدق مقارنة بالأشهر السابقة. في المقابل، شهدت أسعار البطاطس والبصل ارتفاعًا، حيث بلغ سعر كيلو البطاطس 2500 ريال، والبصل 2400 ريال للكيلو الواحد.

ما يزيد الطين بلة، أن بعض المنتجات الضرورية غابت تمامًا عن الأسواق. الخضروات مثل الفاصوليا الخضراء والبصل الأخضر أصبحت نادرة جدًا، ويعود ذلك إلى تعرض العديد من المزارعين لعمليات غش في البذور الزراعية، حيث قام بعض التجار ببيع بذور غير صالحة، مما أدى إلى فشل المحصول الزراعي.

العملة الوطنية.. سبب رئيسي للكارثة

التدهور المستمر في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية هو عامل أساسي وراء هذا الغلاء. إن فارق العملة بين المناطق الجنوبية التي تحكمها الحكومة اليمنية وتلك الشمالية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، يزيد من تكاليف النقل والتحويلات المالية بين هذه المناطق، مما يؤدي إلى زيادة أسعار السلع، خاصة تلك التي يتم استيرادها من الخارج أو إنتاجها في مناطق سيطرة الحوثيين.

عندما يتدهور سعر العملة المحلية، يرتفع بالتالي سعر المنتجات المستوردة. ومع انهيار الريال اليمني، تتضاعف هذه التكاليف بشكل مأساوي. يُضاف إلى ذلك تأثير الاتاوات التي تفرضها الجماعات المسلحة على شاحنات النقل بين المناطق، مما يزيد من العبء الاقتصادي على المواطنين.

انهيار حكومي.. وتجاهل للمأساة

الحكومة اليمنية، التي كان يُنتظر منها أن تتدخل لإنقاذ الوضع الاقتصادي، أثبتت فشلها الذريع في التعامل مع الأزمة. يتهم العديد من الخبراء الحكومة بعدم وجود رؤية واضحة لمواجهة التحديات الاقتصادية، وترك المجال مفتوحًا أمام الفساد والمضاربات التي تستهدف قوت المواطن البسيط.

الوضع الحالي يعكس حجم الفشل الكبير لهذه السلطات في إدارة البلاد، إذ بات المواطن العادي ضحية لتلك الصراعات السياسية التي لا تخدم سوى مصالح أفراد معدودين.

الحقيقة المرّة

بات واضحًا أن اليمن لن يخرج من هذا النفق المظلم في ظل غياب قيادة وطنية قادرة على انتشال البلاد من هذا الوضع المزري. الفساد الذي تفشى في جميع مفاصل الدولة، وفقدان الأمل في أي حل سياسي قريب، جعلا من اليمنيين رهائن لواقعهم المرير، الذي يزداد سوءًا يوماً بعد يوم.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيظل المواطن اليمني يتحمل هذه الأعباء؟ وهل ستتمكن اليمن يومًا ما من استعادة استقرارها الاقتصادي والاجتماعي؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 595 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 564 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 561 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 472 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 445 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 426 قراءة 

عاجل:قصف سعودي يستهدف هذه المنطقة

كريتر سكاي | 418 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 417 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 401 قراءة 

كانت حول (الانفصال)!.. الوزير الأسبق الرويشان يكشف تفاصيل مكالمة لرئيس الوزراء الأسبق لأخيرة!

موقع الأول | 368 قراءة