عام على طوفان الأقصى

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عام على طوفان الأقصى

كتب : حسام ردمان

لقد كشف طوفان الاقصى بوضوح عن مكامن الخلل البنيوي الذي تعانيه المنطقة ؛ فمن جهة هناك الدول المارقة التي تقودها اوهام الهيمنة والتوسع (اسرائيل و ايران) . و من جهة أخرى هناك الدول الهشة التي سرقت المليشيات المسلحة قرار مؤسساتها و بادرت الى اشعال الحروب في حين ان الشعوب هي من سوف تتولى لاحقا تسديد فواتير الصراع من مواردها الاقتصادية ومن لحمها الحي (لبنان ، اليمن ، العراق ، سوريا ، السودان ، ليبيا).

و خلال عام كامل من الصراع الذي بدأ في غزة ، ثم تمدد على طريقة الدمنيو في عموم المنطقة ، فانه يمكن الخلوص بشكل أولي الى خمسة دروس مستفادة:

١- في جميع الاحوال فان اختلال ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة، باي اتجاه كان ، سوف يعني تهديد المصالح العربية ؛ فتفوق اسرائيل العسكري جعلها تتحول من مقتضيات الدفاع عن الدولة اليهودية ، الى مطامع تحقيق يهودية الدولة وما يترتب على ذلك من توسيع للحدود كي تشمل غزة و الضفة الغربية وجنوب لبنان.

وفي المقابل فان تنامي نفوذ ايران الاقليمي خلال المرحلة السابقة عمق اكثر من هشاشة الدول العربية المأزومة ، واليوم مع تراجع نفوذها وخسارتها امام اسرائيل فإنها تلوح باستهداف الدول العربية المستقرة.

٢- لعبت طهران دور كبيرا في تسليح المقاومة الفلسطينية ، وقد اظهرت نوعا من التضامن العسكري مع حرب غزة ، وان كان هذا التضامن قد اندرج ضمن حدود استعراض القوة ولم يكن له اي دور حقيقي في تغيير مجريات الاحداث.

لكن وقائع الاحداث على مدار عام كامل اثبتت ان النظام العربي الرسمي - الذي تهاجمه ابواق محور الممانعة- هو الضامن الحقيقي لبقاء القضية الفلسطينية و الحائل امام مشاريع تصفيتها (مصر والاردن من خلال منع سيناريو التهجير ، السعودية من خلال النفوذ الدولي للإبقاء على حل الدولتين والتمسك بالمبادرة العربية كشرط للتطبيع ، قطر من خلال استضافة قادة المقاومة وتأمين حياتهم التي أصبحت عرضه للخطر حينما غادروا الدوحة صوب طهران كما جرى للشهيد إسماعيل هنية).

هذه الضمانة العربية لبقاء القضية لا تحظى بانتباه الراي العام العربي الذي يتشكل ادراكه بناء على زعيق الدعاية او اصوات الانفجارات. اما ايران فإنها لا تمانع المغامرة تحت يافطة القضية الفلسطينية حتى وان ادى ذلك في المحصلة الى تصفية القضية وشعبها و عسكرة عموم المنطقة فيما يصب اكثر في صالح اسرائيل.

٣- لا يمكن لخيار المليشيات المسلحة والطائفية ان تفضي ابدا الى قيادة حركة تحرر وطني تقوض اسرائيل ، حتى وان حققت بعض الانتصارات التكتيكية الرمزية (الحوثي ٢٠٢٣)، او حتى في حال حققت نجاح استراتيجي مؤقت (حرب لبنان ٢٠٠٦) . فانها تظل دائما عاجزة عن بناء النماذج الوطني السياسي الجامع والجاذب ، وتظل عاجرة عن تحويل قوتها المسلحة الى مردود سياسي.

٤- ان الوجود الامريكي في المنطقة وبقدر ما يمثله من دعم مفتوح للجانب الاسرائيلي ، فانه ايضا يمثل ضمانه لحماية مصالح ايران القومية ، من خلال الابقاء على "قواعد الاشتباك"، وليس ادل من ذلك تدخل الادارة الامريكية اليوم كي تقنع نتنياهو برد محدود على ضربة ايران الصاروخيه.

ومع ذلك يظل الموقف الامريكي مهم في كبح تل ابيب و طهران ، وهو العامل الاهم اليوم لإمكانية وقف الحرب على غزة ولبنان. لكنه لن يكفي مستقبلا للدفع نحو حل الدولتين ، ولعل هذا هو ما جعل الرياض تعلن عن تحالف دولي لاقامة الدولة الفلسطينية.

٥- اخيرا فان هذا المخاض الاقليمي الذي اطلقته عملية طوفان الاقصى ؛ قد اكد واقعيا ان مطلب التكامل العربي لم يعد مجرد شعار سياسي او هدف اخلاقي ، بل بات ضرورة جيوسياسية قصوى لكي يكون لنا دور مستقبلي في اعادة تشكيل موازين المنطقة.

واليوم باتت الظروف ناضجة اكثر من اي وقت مضى لتوليد محور عربي ، و يمكن ان يضاف اليه تركيا ، يكون هدفه (تحقيق حل الدولتين ، منع مشاريع الهيمنة العدائية في الاقليم ، مساعدة الدول الهشة على تجاوز محنتها ، تحقيق التنمية والاستقرار).


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل.. شاهد الصور مقتل قاتل الشهيدة افتهان المشهري ''محمد صادق المخلافي''

مأرب برس | 1398 قراءة 

عاجل: أول صورة لوصول جثة قا/تل أفتهان المشهري إلى مبنى محافظة تعز

صوت العاصمة | 697 قراءة 

الموظفة التي كسرت الصمت تكشف هوية من استدرج "افتهان" قبل اغتيالها

نيوز لاين | 640 قراءة 

أول فيديو يوثق تصفية ‘‘محمد صادق’’ المتهم بقتل افتهان المشهري بتعز (شاهد)

المشهد اليمني | 593 قراءة 

تسجيل فيديو يكشف كيف قاوم قاتل أفتهان المشهري الحملة الأمنية ومكان مصرعه (فيديو)

نافذة اليمن | 556 قراءة 

الرواية الكاملة لعملية اغتيال "افتهان" كما رواها سائق "المتر"

نيوز لاين | 555 قراءة 

أول تعليق للشيخ حمود المخلافي عقب تصفية المتهم باغتيال افتهان المشهري

المشهد اليمني | 545 قراءة 

تغير جديد ومفاجئ في اسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي صباح اليوم الاربعاء

نيوز لاين | 530 قراءة 

تعز.. مصرع منفذ جريمة اغتيال افتهان المشهري بعد اشتباك مسلح مع الأمن

حشد نت | 509 قراءة 

الكشف عن المسؤول الذي تسبب بملاحقة قاتل افتهان المشهري بتعز بقيامه بهذا الامر

كريتر سكاي | 437 قراءة