عدن توداي
م. عباد محمد العنسي
بقاء الوضع في اليمن كما هو عليه الآن مابين الحرب والاحرب لايزال هو ما يعمل لاجله الغرب بقيادة كل من امريكا وبريطانيا وما تلك الضربات التي توجه للحركة الحوثية من قبل امريكا وبريطانيا سوى اعمال موجة للشعب الامريكي والبريطاني لتوصل رسالة للشعبين أن حكومتيهما تقوم بمحاربة الحركة الحوثية لحماية خطوط الملاحة الدولية التي تؤثر على العالم بشكل عام ، هذا من جانب ومن جانب اخر إعطاء هذه الحركة الزخم الشعبي على أنها تواجه أكبر قوة في العالم بما يمكنها من استثمار ذلك لحشد المقاتلين للاستمرار في الحرب .
هذا ما يمكن قرائته من خلال قراءة تهديد امريكا وبريطانيا للحركة الحوثية بشن هجوم بري لتحرير مدينة الحديده لان هذا التهديد ارتبط تنفيذه بعدم توقف الحركة الحوثية في التعدي على الملاحة الدوليه .. تحت جملة هذا التهديد علينا أن نضع الف خط .
لإظهار ماوراء الاحرف والسطور لهذا التهديد بتحرير الحديدة للقارىء والذي يؤكد رغبة امريكا وبريطانيا ببقاء الوضع كما هو عليه في اليمن ، وان لازال هناك أدوار يجب أن تقوم بها هذه الحركة سنتطرق لاهم نقطتين في مجربات الأحداث وهي :
اولا : لقد كان تدخل بريطانيا بإيقاف تحرير الحديدة في عام 2018م وتبني الامم المتحده والتحالف لذلك هو بمثابة عمل ممنهج لحماية تدفق المال والسلاح للحركة الحوثية للحفاظ عليها لاستمرار في الحرب ، فالحديدة تمثل الشريان الرئيسي لذلك ، ولم ينفذ من اتفاق استكهلم سوى الجانب المتعلق باستمرار الصراع في اليمن ، اما مايتعلق بالجانب الانساني المتعلق بحياة الشعب اليمني فقد ظل حبر على ورق .
مقالات ذات صلة
لمخاطرها القاتلة٠٠ دعوة لمحاربة ظاهرة حمل السلاح!
الحاجة إلى تخصيص معظم ميزانية الدولة لدعم زراعة القمح والحبوب الأخرى
ثانيا : التهديد الجديد المتعلق بتشكيل تحالف وقوة برية لتحرير الحديده هو تهديد مشروط بعدم توقف التعدي على خطوط الملاحة الدولية وينتهي هذا التهديد بالتزامها بعدم تهديد الملاحة الدوليه .
هذا يعني أن دور هذه الحركة في أجاد المبررات اللازمة لهيمنة الغرب على الممرات المائية الاهم في العالم انتهي وعليها أن تتوقف ، ويجب أن نشير هنا أن اهم عوامل النصر في عام 1973م على الكيان الصهيوني كان فرض العرب سلطتهم على البحر الاحمر والعربي ، هذه السلطة التي انتهت بفضل الدور الذي قامت به الحركة الحوثية والتي سلمت البحر الاحمر والعربي على طبق من ذهب للغرب بقيادة امريكا وبريطانيا وهذه النقطة لها أهميتها في استكمال المشروع الغربي في المنطقة.
وبالتالي فان هذا التهديد هو رسالة واضحة جدا أن مهمة الحركة انتهي في هذا الجانب فقط وأنهم سيحافظون على بقاء هذه الحركة من خلال الحفظ على بقاء الحديدة كشريان رئيسي لحياة هذه الحركة وأن عليها القيام بالدوار الذي لايزال عليها القيام به لخدمة المشروع الغربي للهيمنة على المنطقة العربية ، وأن السلام في اليمن لازال بعيد المنال .
19 أكتوبر 2024
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news