شهدت
مدينة تعز
، صباح اليوم الأربعاء، إغلاقاً واسعاً للمحلات التجارية ومنشآت الصرافة، في خطوة احتجاجية على الانهيار الحاد في قيمة العملة المحلية.
ويأتي هذا الإضراب الشامل تعبيراً عن الاستياء الشعبي المتزايد من تدهور الأوضاع المعيشية و
ارتفاع الأسعار
، مما أثقل كاهل المواطنين في المدينة والمناطق المحررة.
وتزامنت هذه الخطوة مع مسيرات احتجاجية جابت شوارع تعز، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالتحرك الفوري لإنقاذ العملة المحلية، وأطلقوا هتافات تدعو إلى ثورة ضد الجوع وتندد بالوضع الاقتصادي المتردي.
ويعكس هذا الحراك الشعبي غضباً متزايداً جراء تراجع سعر الريال اليمني أمام الدولار والعملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية والخدمات.
واستجابةً لهذه الأوضاع، عقدت الحكومة اليمنية اجتماعاً طارئاً أمس الثلاثاء، برئاسة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بحضور قيادات من البنك المركزي ووزارة المالية، حيث تم مناقشة إجراءات لمواجهة تدهور العملة.
وأكد بن مبارك أن الحكومة تتابع عن كثب تبعات تراجع قيمة الريال، وتعمل على اتخاذ خطوات عاجلة لدعم العملة وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
من جانبه، أشار محافظ البنك المركزي، أحمد غالب، إلى أن انخفاض العملة يأتي نتيجة للضغوط المتزايدة وتراجع الموارد الوطنية، مضيفاً أن البنك المركزي أعلن عن مزاد لبيع 50 مليون دولار في محاولة لتحسين السيولة في الأسواق. وأكد أن البنك سيواصل التنسيق مع الحكومة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين.
وصرّح نائب محافظ البنك المركزي، محمد عمر باناجه، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد يتطلب جهوداً مكثفة من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن التقلبات الحادة في سعر الصرف تؤثر بشكل مباشر على القطاعين المالي والمصرفي. وشدد باناجه على أن البنك المركزي يعمل بالتنسيق مع الحكومة لمواجهة هذه الأزمة.
ويواصل الريال اليمني تراجعه، حيث تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 2000 ريال، بينما قفز سعر الريال السعودي إلى أكثر من 520 ريالاً، مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية. وفي ظل هذه التطورات، يستمر القلق في تعز وغيرها من المدن اليمنية، حيث يطالب المواطنون بتحركات فورية من الحكومة لاحتواء الأزمة وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار الكامل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news