الثائر والمؤرخ “فضل محسن” يروي لـ “يمن ديلي نيوز” دور ردفان في مقاومة الاحتلال منذ 1838

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 239 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الثائر والمؤرخ “فضل محسن” يروي لـ “يمن ديلي نيوز” دور ردفان في مقاومة الاحتلال منذ 1838

يمن ديلي نيوز

: شهدت العديد من المناطق في جنوب اليمن أحداثًا مختلفة وانتفاضات شعبية متعددة لمقاومة الوجود البريطاني في اليمن منذ الأيام الأولى لاحتلال مدينة عدن والتي مهدت جميعها لاندلاع الثورة التي أنهت الوجود البريطاني من أراضي اليمن بعد انطلاق شرارتها من جبال ردفان في 14 أكتوبر 1963.

واتخذت هذه المقاومة الشعبية الرافضة للوجود البريطاني أشكالًا متعددة، من الانتفاضات والتمردات المسلحة وصولًا إلى الإضرابات العمالية، حتى غدت كافة المناطق ساحات مفتوحة لمقاومة الاحتلال البريطاني، وإن كانت في البداية بشكل محدود بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والوعي السياسي الذي كان ضعيفًا آنذاك.

عن تلك الأحداث التاريخية التي سبقت اندلاع ثورة 14 أكتوبر والأحداث التي تزامنت معها وتلك التي جاءت بعد اندلاع شرارتها، يتحدث لـ”يمن ديلي نيوز” الثائر والمؤرخ “فضل محسن فضل” أحد المشاركين في ثورة 14 أكتوبر، ومؤرخ مهتم بتوثيق أحداثها.

يسرد الثائر “فضل” خلفية تاريخية عن المقاومة التي أبداها أبناء ردفان في وجه المستعمر البريطاني منذ اليوم الأول لاحتلال عدن في 19 يناير 1839م حتى إجلاء آخر جنوده من المدينة في 30 من نوفمبر 1967.

“يمن ديلي نيوز” ينشر رواية العقيد “فضل محسن فضل” كما هي فإلى المحصلة:

اتخذت المقاومة أشكالًا متعددة، من الانتفاضات والتمردات المسلحة إلى الإضرابات، وكانت ردفان ساحة قتال ضد جنود الاحتلال البريطاني، رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والوعي السياسي الذي كان ضعيفًا آنذاك.

تتضح المراحل الأولى للمقاومة الشعبية بنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث انفجر تمردٌ شعبي عفوي في ردفان، إذ توحد الناس تحت لواء القبائل لمواجهة الاستعمار. وبدأت العديد من المعارك البطولية في عام 1881م، عندما وقعت أولى الصدامات المسلحة مع القوات البريطانية.

في عام 1903م، اشتد التوتر وازداد نشاط المقاومة، حيث عرقل أبناء ردفان قافلة عسكرية بين ردفان والحواشب، وشنوا هجومًا على قافلة البريد المتجهة من عدن إلى الضالع، بما يشير إلى تأثيرهم المباشر على الحركة البريطانية.

وردًا على تصاعد المقاومة، شكل الإنجليز “قوة تأديبية” تهدف إلى تخويف الوطنيين في ردفان، تحت قيادة الميجر جنرال “مينلا”. وفي 29 أكتوبر من نفس العام، شهدت منطقة سليك والصفراء معارك عنيفة، تكبد فيها جنود الاحتلال خسائر، بينما استشهد عدد من أبناء ردفان المقاومين.

على الرغم من شدة المقاومة، واصل الإنجليز تقدمهم إلى وادي ذالهجيرة، مستخدمين الديناميت لتدمير منازل وحصون المواطنين. إلا أن مقاومة أبناء ردفان أدت إلى تراجع القوات البريطانية وفتح باب المفاوضات مع القبائل، مما أثمر عن اتفاقيات أعطت أبناء ردفان الحق بعدم السماح لبريطانيا بفتح مراكز نفوذ داخل مناطقهم.

في عام 1939م قام أبناء ردفان بقطع الطريق على السيارات التي تعود للجيش البريطاني، مما أدى إلى قصفها بكل ضراوة ووحشية بالطيران والمدافع الثقيلة، وكان الهدف من ذلك إذلال قبائل ردفان ووضع حد للأعمال التي كان يسميها الاستعمار بأعمال التخريب والتمرد وعدم الاستقرار، وضمان عدم التعرض للقوافل المارة عبر خط عدن الضالع.

لكن رغم القصف الوحشي والأعمال الإرهابية المستمرة، لم يتمكن البريطانيون من إخماد أعمال المقاومة الباسلة”.

عندما شعر الاستعمار بعدم قدرته على تأمين مرور قوافله من عدن إلى الضالع، استحدث مركزًا عسكريًا في قرية الحمراء ودار سليك، ووضع فيهما مجموعة من الحرس لتأمين مرور القوافل والإمدادات العسكرية ومقاومة أي أعمال وطنية وإخماد الهجمات العسكرية التي يقوم بها أبناء ردفان. وكان مركزا الحمراء وسليك أول مركزين أقامهما الاستعمار في منطقة ردفان في أكتوبر عام 1940م”.

عندما عرف أبناء ردفان بوجود المركزين، أوجدوا قوة عسكرية من حرس شبر ووجهوا دعوة إلى أبناء ردفان لعقد اجتماع موسع في سوق الثلاثاء في وادي مسك. وقد حضر هذا الاجتماع مجموعة كبيرة من أبناء ردفان ممثلين بمختلف القبائل، وتم اتخاذ قرار في هذا اللقاء بالهجوم على مركز شبر الاستعماري”.

وفي ليلة 22 أكتوبر 1940م، قام أبناء ردفان بشن هجوم كبير على الجنود المتمركزين في هذين المركزين. وكانت المعركة حامية الوطيس استخدم فيها مختلف الأسلحة بما فيها السلاح الأبيض، وتم تصفية كافة الجنود المتمركزين حيث قتل وجرح العديد من الجنود، وهرب البقية.

وفي هذه المعركة تم قتل قائد معسكر الحمراء (عبدربه بن رويس العولقي) واستشهد العديد من أبناء ردفان وجرح عدد آخر، وكان أبرز الشهداء: 1) عبيد شعفل 2) غالب الحماطي 3) قاسم صالح حيدرة 4) صائل سلام 5) نصر علي قاسم 6) حسين محسن العيسائي 7) زيد المريخيم 8) مثنى طالب البكري 9) منصر نعيم المسعودي.

معركة الحمراء المجيدة تعتبر من أشرس وأروع المعارك البطولية التي اجترحها أبناء ردفان في ذلك الوقت، رغم ضراوة الهجمات الاستعمارية وعدم التكافؤ بالأسلحة والعتاد بين قوات العدو وقبائل ردفان. ومثلت واقعة الحمراء علامة بارزة في التاريخ الناصع للمقاومة الشعبية في ردفان، وهي اليوم تعد مصدر إلهام للأجيال القادمة.

بعد هزيمة الاستعمار في هذه المعركة، قام البريطانيون بعدة غارات جوية على القرى المجاورة للحبيلين في منطقة ردفان، لكن البلاد بقيت مليئة بنيران المقاومة الشعبية المسلحة ضد جنود الاحتلال في الفترة من 1956م إلى 1957م، وقد وفرت هذه الانتفاضات الظروف الأساسية لقيام الثورة المسلحة.

سطر أبناء ردفان عددا من البطولات في تلك الفترة منذ عام 1957م، حيث تم التصدي للغزو الجوي البريطاني على قرية الثمير، وأسقطوا طائرة حربية وقتل طاقمها. كما شوهدت طائرة أخرى هاربة وهي تشتعل بالنيران على الرغم من الإمكانيات المحدودة للمقاومة”.

وفي الأشهر الأخيرة من عام 1962م والأشهر الأولى من عام 1963م، ذهب المئات والآلاف من أبناء ردفان للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1963م وتثبيت النظام الجمهوري، واستشهد العديد منهم.

في الأول من أكتوبر 1963م، قام الاستعمار البريطاني وعملائه في المنطقة بوضع بعض الشروط للمجاميع العائدة من الشمال، وقد تأثرت القوات البريطانية من عودة أول مجموعة بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة من جبال المحابشة، لكنها رُفضت بحزم من قبل الوطنيين”.

عندما عرف الاستعمار بعدم استعداد أبناء ردفان لتلبية مطالبه، قام بالهجوم على مناطق كثيرة يقع فيها العائدون من شمال الوطن.

وفي 14 أكتوبر 1963م اندلعت الثورة بقيام أول معركة في جبل البدوي بوادي المصراح، وكانت قوات العدو تقدر بكتيبة تدعمها المدفعية الثقيلة والطيران والمدرعات. واستمرت المعركة يوماً كاملاً، وبعدها تراجعت قوات الاستعمار.

ومن خلال المعركة الشديدة، سقط الشهيد الأول للثورة المسلحة بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة، وهزمت قوات الاحتلال وانسحبت إلى الحبيلين، وظلت هجمات الثوار مستمرة على مراكز الإنجليز في الحبيلين والثمير وطرق الإمداد في بلة وحردبة المارة من عدن إلى الضالع، حيث صمد أبناء ردفان أمام جبروت الغزاة وقوات إنجلترا العظمى، التي آلت على نفسها بأنها لم تغب عن مستعمراتها الشمس.”

مرتبط

الوسوم

فضل محسن

الاحتلال البريطاني

ثورة 14 أكتوبر

جنوب اليمن

جبال ردفان

دور ردفان في مواجهة الاحتلال البريطاني

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محمد علي الحوثي يعزي في استشهاد عدد من القادة بينهم الناطق العسكري

اليمن السعيد | 675 قراءة 

القيادة المركزية الأمريكية تكشف عن حدوث هذا الأمر في معقل زعيم الحـ.وثيين بصعدة

جهينة يمن | 565 قراءة 

الحو ثيين يعلنون توجيه ضربة عسكرية لهذه الدولة الليلة

جهينة يمن | 546 قراءة 

لحظات مرعبة .. شاهد الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في صنعاء (فيديو)

المشهد اليمني | 493 قراءة 

هل اقتربت ساعة الصفر ؟ .. الأمم المتحدة تطلب من الأجانب مغادرة صنعاء

المشهد اليمني | 401 قراءة 

مذيع بقناة اماراتية:اذا نجح هذا الرجل بخنق عدن واهلها سيكون اشجع رجل بتاريخ اليمن

جهينة يمن | 375 قراءة 

مصادر: عيدروس الزبيدي يسحب 21 مليون دولار من احتياطي ميناء عدن

يني يمن | 370 قراءة 

امريكا تتراجع وتعلن عرضا للحوثيين !

جهينة يمن | 354 قراءة 

تفاصيل الغارات الأمريكية التي استهدفت اليمن خلال الساعات الماصية

المشهد اليمني | 294 قراءة 

القيادة المركزية الأمريكية تكشف عن حدوث هذا الأمر في معقل زعيم الحـ.وثيين بصعدة

اليمن السعيد | 280 قراءة