تتوالى منذ أسبوع بيانات الإدانة والرفض، محلياً ودولياً، لقرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على البرلماني اليمني الشيخ حميد الأحمر ومؤسساته، بزعم دعمه لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
كان آخر هذه المواقف ما عبر عنه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، خلال لقائه بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، حيث تناولت وكالة "سبأ" الحكومية اللقاء وأشارت إلى مناقشة "حيثيات الإجراءات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية ضد بعض المؤسسات التجارية الوطنية، وسبل مراجعة تلك الإجراءات عبر الأطر القانونية المعتمدة بين البلدين الصديقين".
في الوقت نفسه، دعا مجلس الشورى وزارة الخزانة الأمريكية إلى إعادة النظر في الإجراءات التي طالت الشيخ حميد الأحمر ومؤسساته الاقتصادية.
وذكر مجلس الشورى في بيان أن العالم أجمع يدرك أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وظلم فادح منذ أكثر من سبعة عقود لا تقره المواثيق الدولية والقيم الإنسانية التي يستند إليها العالم الحر، وهي قضية تلقى تعاطفاً إنسانياً واسعاً، حسب الوكالة الحكومية.
وأكد المجلس على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، مشدداً على أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
كما أعرب مجلس الشورى عن ضرورة متابعة هذا الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية مع الأصدقاء الأمريكيين، لمراجعة القرار بالنظر إلى حيثياته التي لا يرضاها الشعب اليمني، الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة.
وسبق أن أعلنت هيئة رئاسة البرلمان اليمني رفضها لهذا القرار، ودعت الهيئة الوزارة إلى إعادة النظر في قرارها، مؤكدة أن هذه الإجراءات لا تعكس الموضوعية وتستند إلى مزاعم ينفيها الشيخ الأحمر.
وأكدت الهيئة تعاطف العرب والمسلمين مع القضية الفلسطينية، مشددة على حق الفلسطينيين في الأمن والسلام، مطالبة الحكومة بمتابعة القضية عبر القنوات الدبلوماسية لضمان عدم تأثر المؤسسات التابعة للشيخ الأحمر وعائلته بالقرار.
الأحزاب السياسية بمحافظة مأرب اعتبرت الخطوة بعد أيام من إعلانها تعسفية وتعكس التخبط الأمريكي في معالجة القضايا الإقليمية، مؤكدة رفضها القاطع لهذا القرار.
وأشارت الأحزاب إلى أن تصنيف حماس كمنظمة إرهابية يعد انحيازاً صارخاً للكيان الإسرائيلي، وأن القرار يأتي في إطار سياسة ازدواجية المعايير.
ولفتت إلى أن مليشيا الحوثي كانت قد نهبت ممتلكات الشيخ الأحمر في صنعاء عقب انقلاب 2014، ما يطرح تساؤلات حول التنسيق بين الحوثيين والخزانة الأمريكية.
ودعت الأحزاب الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وجميع الفعاليات الجماهيرية للتعبير عن رفضهم لهذا القرار، مطالبةً بإلغائه نظراً لسجل الشيخ الأحمر النضالي.
كما جددت الأحزاب تأكيدها على دعم القضية الفلسطينية، داعيةً الشعوب العربية والإسلامية للتضامن مع المقاومة الفلسطينية، وحذرت من الاستسلام لضغوط الابتزاز الدولي.
وأثار قرار واشنطن استياءً واسعاً في الأوساط اليمنية طيلة الأسبوع الماضي، حيث أعرب سياسيون وصحفيون ونشطاء عن دعمهم وتضامنهم الكامل مع الشيخ الأحمر، وأكدوا أن هذا الموقف يعكس رأي عامة اليمنيين في الداخل والخارج.
آ
ردود دولية
في إطار التضامن العربي والدولي، أصدرت عدة منظمات ومؤسسات وحركات سياسية وبرلمانية بيانات منفصلة تندد بالقرار الجائر الذي أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات تعسفية على الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين
واعتبرت البيانات هذا القرار انحيازاً أمريكياً واضحاً لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويستهدف بشكل مباشر الأصوات الداعمة للحقوق الفلسطينية.
ونددت رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين بإعلان وزارة الخزانة الأمريكية، مشيرة إلى أن صدور هذا القرار عشية السابع من أكتوبر، الذي يتزامن مع ذكرى حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يعكس رغبة انتقامية ضد داعمي الحق الفلسطيني. وأكدت أن الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال ينقل الدور الأمريكي من شراكة في العدوان إلى مبادرة في الخصومة ضد الشعب الفلسطيني، مما يثبت عدم أهلية الإدارة الأمريكية كوسيط لحل القضية الفلسطينية.
وجددت الرابطة التأكيد على أن دعم الشعب الفلسطيني هو واجب قانوني دولي، وأن محاولات ترهيب المتبنين للحق الفلسطيني، خاصة رئيس الرابطة، لن تزيدهم إلا إصرارًا على دعم ما يرونه حقًا. في ختام البيان، دعت الرابطة الذين أصدروا هذا القرار التعسفي إلى التراجع عنه.
بدورها، أصدرت مؤسسة القدس الدولية بياناً أكدت فيه تضامنها الكامل مع الشيخ حميد، مشددةً على أن دعم المقاومة هو واجب ديني وأخلاقي، وذكّرت بمساهمة الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر في تأسيس المؤسسة كائتلاف عربي وإسلامي.
واعتبرت المؤسسة أن هذا القرار جزء من محاولات الإخضاع التي لا يمكن أن تمحو الحق، وأن معركة طوفان الأقصى تعكس تطلعات الشعوب نحو العدالة والحرية.
المجلس التشريعي الفلسطيني أدان القرار الجائر الذي أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية، مؤكدًا أنه يعكس انحياز الإدارة الأمريكية إلى جانب الاحتلال ودعمها المستمر لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وشدد المجلس على أن هذا القرار الظالم يستهدف الشيخ حميد الأحمر، الذي يعد صوتاً حراً يدافع عن الحق الفلسطيني.
وأكد المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين أن الشيخ حميد الأحمر شخصية مرموقة عالمياً وداعمة للقضية الفلسطينية، مطالبًا الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرارها.
من جهته، أدان منتدى العدالة والديمقراطية في ماليزيا القرار، مؤكداً أنه يتعارض مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب الأردني عبرت عن رفضها الشديد للقرار، معتبرةً أنه يأتي في إطار الانحياز الأمريكي للإرهاب الصهيوني، وأشادت بالدور الذي قام به الشيخ الأحمر في مواجهة النفوذ الاستعماري.
وأعرب حزب الكرامة الجزائري عن استيائه الشديد من هذا القرار، معتبراً أنه جزء من السياسة الأمريكية المنحازة للاحتلال. كما عبرت مؤسسات دولية أخرى عن تضامنها مع الشيخ حميد الأحمر، داعيةً الولايات المتحدة إلى التراجع الفوري عن قرارها.
وأغضبت القرارات الأمريكية الأخيرة بحق الشيخ الأحمر شخصيات بارزة عربياً ودولياً، حيث أعرب الدكتور علي القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن اعتراضه الشديد على إدراج الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر وشركاته ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية، واعتبر ذلك ظلماً كبيراً وإجحافاً بحق كل من يدعم الحق، خاصة في القضايا المتعلقة بفلسطين.
ودعا النائب الماليزي سيد إبراهيم سيد نوح، رئيس مجموعة البرلمان الماليزي من أجل فلسطين، البرلمانات العالمية لرفض القرار الأمريكي بحق الشيخ حميد الأحمر، وندد بالإعلان التعسفي الذي أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على هذه الشخصية البارزة.
من جانبه، اعتبر البشير جار الله، النائب السابق في المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أن قرار وزارة الخزانة الأمريكية بمعاقبة الشيخ حميد الأحمر، بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، هو مظهر مقزز من التصرفات التي يرفضها الضمير الإنساني.
كما أدان عباس زكي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، القرار الجائر الذي اتخذته وزارة الخزانة الأمريكية، مؤكداً أنه يعكس التبعية المطلقة للإدارة الأمريكية للإجرام الإسرائيلي.
أسامة شاهين، أمين سر مجلس الأمة الكويتي، أعرب عن حزنه، مشيداً بإرث الشيخ عبد الله الأحمر ونجله الشيخ حميد، حيث وصف كليهما بأنهما نجم في سماء القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أكد محمد خليل عقل، نائب في البرلمان الأردني، أن العقوبات الظالمة التي فرضتها الخزانة الأمريكية على الشيخ حميد الأحمر تحت مزاعم دعمه للمقاومة الفلسطينية تعكس انحيازاً أعمى للآلة العسكرية الإسرائيلية، محذراً من أن هذه الإجراءات تلاحق أحرار العالم الذين يعبرون عن ضمير البشرية.
آ
وأمس الثلاثاء، حضر الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر مؤتمر "مستقبل فلسطين" في أنقرة، الذي يهدف إلى بحث مستقبل فلسطين في ظل التحديات الراهنة، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي بيان سابق أصدره رداً على البيان قال الشيخ الأحمر إن القرار الأمريكي هو "غير مبرر" ويهدف إلى تجريم الجهود الإنسانية لدعم القضية الفلسطينية، مشدداً على أهمية التضامن مع الحقوق الفلسطينية.
وأضاف الأحمر أنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للطعن في هذا القرار، مؤكدًا أن دعم حقوق الفلسطينيين هو واجب إنساني وشرعي.
وأعرب الشيخ حميد في البيان عن شكره لكل من وقف إلى جانبه ورفض هذا القرار الجائر، مؤكداً أن تصنيفه ضمن العقوبات لن يثنيه عن مواصلة دعمه للقضية الفلسطينية العادلة.
و في السابع من الشهر الجاري، وجهت الولايات المتحدة للشيخ الأحمر وهو برلماني وسياسي يمني بارز اتهامات بأنه يشكل جزءاً من شبكة مالية تدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، مدعيةً أن هذه الأنشطة تُغطى تحت شعار العمل الخيري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news