عدن توداي
حسان عبد الباقي البصيلي
لقد كانت اليمن عموماً والجنوب خصوصاً بموقها الجغرافي تشكل مغري من مغريات الإستعمار،ومنهاالإستعمار البريطاني، الذي جثم ما يقارب 128عاام،ومع ذالك كان أهل اليمن يمتازون بمقاومتهم لمختلف أشكال الغزوالخارجي والمحلي، فكما عاشت اليمن حكم إستعماري خارجي، عاشت أيضاً حكم إستبدادي ظالم محلي، وفي 14اكتوبر 1963أنطلقت ثورة أكتوبر،مع أول رصاصة للثائر راجح بن غالب لبوزة،من جبال ردفان حيث أشعلت الحماسة في قلوب الثوار وهتفت بالحرية، بعد 128عام من الإستعمار لجنوب اليمن الذي كان سايداً قبل 61عام
وكما يفخر الجزائيريون بثورة المليون شهيد التي قدموها ضد الإستعمار الفرنسي نفخر نحن في جنوب اليمن بثورة 14اكتوبر 1963م التي بها أخرجنا أكبر قوة إستعمار على مستوى العالم،حيث عرفت هذه الدولة المستعمرة للجنوب بإنها الدولة التي لن تغيب عنها الشمس بسبب كثرة مستعمراتها على مستوى العالم،فثواراكتوبر في جنوب اليمن سطروا تاريخ يتناقلهُ الأجيال ويفخرون به رغم كل التحديات والعقبات التي حالت دون الاستقرار وتحقيق العدالة، والعيش الكريم بسبب السياسيون وفشلهم على مدى ستون عاماً.
ومع أن ثورتي أكتوبر وسبتمبر إنجازين فريدين، إلا أن النخب
السياسية اليمنية التي أعتلت المشهد في جنوب اليمن وشماله، على مدى سته عقود مضت، لم تأتي بتطلعات الثوار الذين قدموا أنفسهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والحياة الكريمة، فكان الاستعمار المحلي حاضراً خصوصاً في جنوب اليمن، ولازالت العدالة غائبة، والعيش بكرامة كلمة مفرغة من معناها الحقيقي، فنحن من إستعمار إلى إستعمار أخر،ومن إنقلاب إلى إنقلاب أخر، ولكن أختلفت المسميات،ولكن المدهش في الأمر أن الإستعمار المحلي كان أغلظ وأبطش من الإستعمار الخارجي كما هو حاصل اليوم في شمال أليمن، وكما حصل في عام 1994م لجنوب اليمن.
فكل النخب السياسية مارست الاستعمار المحلي على الشعب اليمني، من خلال إستفرادها بالثروه والسلطة وحولتها إلى حقوق شخصية، وهذا أدى إلى فشل جميع الحكومات المتعاقبة على إيجاد أبسط هدف من أهداف الثورتين سبتمبر واكتوبر، وهو العيش بحياة كريمة، فالشعب اليمني من ظلم إلى ظلم ومن حرب إلى حرب ومن خوف إلى خوف على بلده المنهك بتصرفات الساسة الطامعين للسلطة مع معرفتهم الكاملة أنهم غير قادرين على تسوية أزمات هذا البلد المتفاقمة،فالأجيال الماضية قدمت صفحات ناصعة من خلال ثورتي سبتمبر واكتوبر،والمشكلة الكبرى، كانت في الاحزاب والنخب السياسية، التي سيطرت على المشهد، ففشلت في كل الملفات العسكرية والسياسية والمدنية والحقوقية، وهي غير قادره على تلبية الأمآل والاحلاام التي طالما حلم بها الشعب اليمني.
مقالات ذات صلة
القائد الشيخ محمد علي الحوشبي.. رجل العطاء والتضحية وعنوان للكرامة والعزة والقوة
أزمة كهرباء العاصمة.. أين الحلول يا بن مبارك؟
ولعدم وجودرؤية سياسية، وقيادة حكيمة خلال سته عقود، لازال الإنقسام موجوداً والإختلاف سايداً، بين جميع شرايح المجتمع، وبهذا نكون قد خذلنامن خطط ونفذ هذه الثورات الخالده،ثورة 26سبتمبرضد المستعمر المحلي وثورة 14من أكتوبر ضد المستعمر الخارجي،الذين أشعلوا هذه الثورات بإمكانيات بسيطة مقارنة بإمكانيات العدو، إلا أن الإرادة والعزيمة أقوى من السلاح، فكما كانت الإرادة الصادقة سبباً في طرد أقوى مستعمر في الجنوب،ستكون الإرادة حاضره إذا ماأراد السياسيون الخروج من تلك الأزمات المستمره،ولأن الإرادة غائبة ومفقودة، ضل الشعب اليمني يعاني من الظلم والقهر وعدم الإستقرار والصراعات التي تضهر بين وقت وأخر وبهذا حرم الشعب في شمال أليمن وجنوبه من أبسط حقوقة التي لأجلها قدم الثوار أروحهم في ثورتي أكتوبر وسبتمبر،الرحمة والخلود لشهداء أكتوبر وسبتمبر.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news