في خضم الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها اليمن، يبرز انهيار الريال اليمني كأحد أبرز مظاهر الفشل الاقتصادي والفساد المستشري في البلاد. يتعرض المواطنون، بما في ذلك المدرسون الذين يعتبرون من أبرز الفئات المتضررة، لواقع مرير يوماً بعد يوم. في ظل سكوت مخزي من الحكومة والمجلس الرئاسي، يتساءل الجميع: إلى أين يريد الفاسدون أن تأخذ البلاد؟
تتوالى الأزمات وتتزايد المعاناة. أصبح انهيار الريال اليمني لا يُعتبر مجرد أرقام تتأرجح في سوق الصرف، بل طعنة حقيقية في قلب المواطن البسيط. وصل سعر الصرف إلى 512 ريال يمني مقابل الريال السعودي، مما يدل على مدى الانهيار الذي يعاني منه الاقتصاد الوطني. في حين يسهم المضاربون وهوامير الصرف ومافيات تهريب العملة في تفاقم هذا الوضع، مستغلين كل فرصة قد تُتيح لهم نهب مدخرات الشعب البسيط.
مما يُلاحظ بصورة واضحة هو تكرار نفس السيناريوهات، حيث تقوم تلك المافيات بتنفيذ عمليات مضاربات على العملة متى ما اقترب صدور أي قرارات حكومية أو تغييرات في قيادة البنك المركزي. تُعتبر هذه التصرفات دليلاً واضحاً على غياب الروح الوطنية وحب الوطن، وتُظهر فعلياً الانهيار الأخلاقي الذي يسيطر على الساحة الاقتصادية.
في ظل هذا الانهيار الاقتصادي المريع، يعاني المواطن اليمني من ضغوط يومية قاسية. فأسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية تتصاعد بشكل جنوني، مما يثقل كاهل الأسرة اليمنية. ومع تفشي ظاهرة عدم دفع الرواتب للمدرسين، يصبح مستقبل التعليم مهدداً بشكل خطير. يمر المعلمون بأوقات عصيبة، حيث يُحرمون من حقوقهم الأساسية، في وقت يحتاج فيه التعليم لأبسط مقوماته للاستمرار.
يتساءل الجميع: لماذا لا تتدخل الحكومة أو المجلس الرئاسي لإيقاف هذا النزيف المستمر للريال اليمني؟ إن السكوت غير المبرر من قِبل السلطة يُظهر أن هناك تواطؤًا أو فشلًا ذريعًا في إدارة الوضع الاقتصادي. إذا لم يكن لدى الحكومة القدرة على حماية عملتها الوطنية أو توفير الرواتب للموظفين، فما الذي يمكن أن نتوقعه من الوضع العام؟
الواقع أن انهيار الريال اليمني يتعدى كونه مشكلة اقتصادية، بل يعد بمثابة تهديد حقيقي لمستقبل أجيال بأكملها، حيث أن الفساد يقود البلاد نحو هاوية سحيقة.
إن الوقت قد حان لعمل شيء فوري! نحن نطالب الحكومة بالتدخل السريع والعاجل لإيقاف نزيف الريال. كل يوم يمر دون اتخاذ خطوات جادة يزيد معاناة الشعب ويهدد الاستقرار في اليمن. يجب أن تُظهر الحكومة المزيد من الجدية والشفافية في التعامل مع الأزمات، وتوفير الحماية لعملتنا ومواردنا.
ختامًا، نرفع الدعاء إلى الله أن يُلهم المسؤولين البصيرة والصواب، وأن يُحاسب الفاسدين على ما ارتكبوها من أفعال تضر بمستقبل وطننا. اللهم اجعلهم عبرة لمن يعتبر، وأحفظ شعبنا من الفساد ومن عواقبه. أمين.
إلى كل مواطن يمني، دعونا نرفع صوتنا معًا ضد الظلم والفساد. لنقف بجانب بعضنا البعض في مواجهة هذا الانهيار. لنكن شجعانًا ونطلب حقنا، لأنه من حق كل يمني أن يعيش بكرامة في وطنه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news