يمن ديلي نيوز – سلمان المقرمي:
ظهر زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في عدة خطابات متلفزة بعد اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، في غارة استهدفته في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر / أيلول الماضي.
ففي نفس يوم اغتياله، نعى الحوثي حسن نصر الله في خطاب قصير لم تتجاوز مدته خمسة عشر دقيقة مقارنة بباقي خطاباته العادية التي عادة ما تمتد لساعتين تقريبًا.
حمل مضمون هذا الخطاب، الذي كان استثنائيًا ومختلفًا عن باقي خطاباته من عدة نواحٍ، الكثير من الدلالات.
فقد نعى الحوثي نصر الله وقدم التعازي بمقتله لمرشد الثورة الإيرانية وقائد محورها في الشرق الأوسط علي خامنئي وهذا، برأي مراقبين، محاولة للتقرب من المرشد لملء الفراغ الكبير الذي تركه حسن نصر الله خلفه.
وخاطب الحوثي قواعد وأنصار حزب الله بطريقة تشبه كما لو أنه هو قائدهم البديل وأكد لهم أهمية السعي لتخييب أمل الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعوِّلون على جريمتهم الفظيعة، في كسر الروح المعنوية، وإضعاف جبهة حزب الله
وشدد على ضرورة الوفاء له هو بمواصلة المشوار الجهادي، بعزمٍ، وصبرٍ، وثباتٍ.
وعوّل أيضًا على ما يسميه الجبهة الإعلامية لمليشياته والمليشيات الشيعية، وطلب منهم أن يعملوا على مواجهة انكسار الروح المعنوية.
متابعا خطابه لقواعد حزب الله، بالقول : “نؤكِّد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله… ولسنا في هذا المقام بصدد الحديث عن التفاصيل تجاه الترتيبات العملية، ولا تجاه دلالات الموقف، فهذا يأتي في مقام العمل”. محاولًا الظهور بدور الراعي الأكبر للحزب أو في المنظومة كلها.
وبعد أسبوع من مقتل نصر الله، ظهر الحوثي في خطاب آخر ممتنًا لدور حسن نصر الله وحزبه في دعم مليشيا الحوثي، ودوره الكبير في الحرب التي يشنها الحوثي، زاعمًا أن بنية الحزب التنظيمية والشعبية صامدة، ومتماسكة… لا تنهار أمام الصعوبات والعواصف والتحديات.
وفي حالة من التلبس والشعور بأنه الوريث، قال الحوثي في خطابه الثاني بعد مقتل نصر الله: “أؤكد للجميع بأن عليهم أن يطمئنوا على المستوى الرسمي في لبنان وبقية المكونات اللبنانية ويثقوا بحزب الله في كوادره ورجاله ومجاهديه”.
وأضاف الحوثي: “نؤكد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله وجماهيره وحاضنته الشعبية، ومساندين على الدوام للشعب اللبناني وهو حال المحور بكله”.
وتحدث أيضًا لأول مرة عما ستفعله إيران، متقمصًا الدور الذي كان يقوم به حسن نصر الله في حديثه عن إيران: “الجمهورية الإسلامية في إيران تدرك اليوم حساسية هذا الظرف، وهي متجهة للاهتمام بما ينبغي في مساندة حزب الله”.
كما تحدث عن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من أكتوبر ولم يسفر عن أي قتيل من الاحتلال، بأنه نجح وإصابته وصلت إلى 99%.
وظهر الحوثي مرة ثالثة بعد اغتيال نصر الله بمناسبة ذكرى طوفان الأقصى، كما لو كان هو قائد عملية طوفان الأقصى، شارحًا الأبعاد الاستراتيجية لدور إيران ومليشياتها المسلحة في المنطقة العربية، كما لو كان هو صاحب القرار في هذا الأمر.
شارحًا باستفاضة طويلة كل ما يدور في المنطقة من وجهة نظره، ومتحدثًا عن إيران ودورها ووقوفها مع المليشيات الشيعية العربية التابعة لها ويسميها جبهات الإسناد.
كما تجاهل الحوثي في خطاباته الحديث كليًا عن الضربة الإسرائيلية على الحديدة وموانئه وإخراج الموانئ النفطية هناك عن الخدمة ومحطات الكهرباء. كما لم يعد هذه المرة بالرد على الهجمات الإسرائيلية.
قراءات في خطابات الحوثي
عن هذا السلوك الحوثي غير المعهود وعن القراءة لخطاباته المتتالية بعد اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، تحدثت عدة مصادر مقربة من جماعة الحوثي أو مطلعة على شؤونها.
فقد أوضح مصدر مقرب من الحوثيين، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن شعورًا يتنامى لدى بعض المتحمسين من الحوثيين بأن يكون زعيمهم القيادي البديل لحسن نصر الله، وأن يحظى بتلك المكانة في محور المليشيات الشيعية الإيرانية. لكن المصدر أكد أن اغتيال نصر الله ولد لدى الحوثي أيضًا شعورًا بالخوف من اغتياله.
وفي هذا السياق، نشر مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله، خليل العمري، في صنعاء على منصة إكس رسالة وجهها لقيادات حوثية بضرورة عزل عبدالملك الحوثي عن الاتصالات، وأن ذلك سيؤدي إلى اغتياله.
أما الصحفي عدنان الجبرني، المتخصص بشؤون جماعة الحوثي وعلاقتها بإيران، فأشار إلى أن ناطق الحوثيين العسكري يحيى سريع ظهر في الأول من أكتوبر بثلاثة بيانات خلال أقل من 24 ساعة، ويعد برفع جماعته مستوى التصعيد. بالإضافة إلى أن الحوثي أعلن الحداد بعد مقتل نصر الله، ووعد بالتصعيد مرة أخرى.
وقبلها بيوم، كتب الجبرني عن أهمية مراقبة ماذا يمكن أن يفعله الحوثيون لإسناد حزب الله، وتوقع بعد اغتيال نصر الله أن تنتقل مسؤولية قيادة مشروع التوسع الإيراني في المنطقة العربية إلى عُهدة عبدالملك الحوثي.
وهو ما وافقته الكاتبة ندوى الدوسري في الرأي، وتوقعت هي أيضًا أن ينقل الإيرانيون ثقلهم لعبدالملك الحوثي بعد مقتل حسن نصر الله.
وبالنظر إلى الرد الحوثي على اغتيال نصر الله قبل حوالي أسبوعين، فإنه لم يؤد إلى تصعيد كبير من قبل مليشيا الحوثي، وباستثناء عدة بيانات ألقاها الحوثيون عقب مقتل نصر الله، لم تكن هناك عمليات مختلفة عما كان سائدًا.
على العكس من ذلك، شنت الولايات المتحدة غارات قبل أيام على مليشيا الحوثي في عدة محافظات استهدفت سلسلة واسعة من الاستعدادات الحوثية لهجمات كان يعد لها بمناسبة الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، لكن تلك الهجمات أحبطت على ما يبدو.
وهذا ما فسره مصدر مطلع في تعز تحدث ليمن ديلي نيوز، إن الحوثي فقد فعلاً قدرته على تنفيذ هجمات، وهذا يعيق أن يشكل له قوة ونفوذًا بديلاً عن حسن نصر الله.
الخامنئي يهتم بالخزعلي وليس بالحوثي:
ينقل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن علي خامنئي ينظر إلى قيس الخزعلي بمكانة خاصة، وظهر الأخير في خطاب له قبل أيام قليلة مبايعًا علي خامنئي على أنه ولي أمره، وهو نفس الخطاب الذي كان يقوله حسن نصر الله عن علاقته بإيران.
ويشير المعهد إلى أن الخزعلي حظي بمعاملة خاصة جوار خامنئي في خطبته الأخيرة الأسبوع الماضي، وصلى خلفه بجانب كبار قادة الدولة الإيرانية العسكريين والسياسيين، وأن موقعه ذلك ليس صدفة، بل إشارة إلى أهميته المتزايدة بنظر خامنئي.
مرتبط
الوسوم
محور المقاومة
الحرب في غزة
اذرعة إيران
جماعة الحوثي
حزب الله اللبناني
حسن نصر الله
عبدالملك الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news