الــزبيـري فــي جـــهـنـم.. أبو الأحرار.. يطلع على تعذيب رموز الإمامة (2)

     
سبتمبر نت             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر
الــزبيـري فــي جـــهـنـم.. أبو الأحرار.. يطلع على تعذيب رموز الإمامة (2)

 

سبتمبرنت/ قراءة – منصور أحمد

في الوقت الذي كان فيه ابو الأحرار الزبيري، شاردا، تائها في ازقة السيدة زينب وفي زوايا الازهر الشريف في القاهرة، يبحث عن وطنه الذي لا يعلم عنه شيئا، ولا يعرف إن كان قد أضاعه أم ضيعه..؟!، ظل يهيم في ارض الله لعله يجد من يرشده إليه، أو على الأقل يحصل على الموقع الجغرافي لوطنه الذي كانت جدته تقول له أن اسمه مملكة (واق الواق)، فكان كلما التقاه شخص أو وقع نظره عليه، بادره بالسؤال: من أنت ومن أي بلد؟! فيجيب: أنا العزي محمود، من بلاد واق الواق. الامر الذي سبب له مشاكل كثيرة مع علماء ومشايخ الازهر الشريف، بسبب أنهم لا يعرفون لهذا الاسم مكانا على ظهر المعمورة، واتهموه بالجنون، أو بالهزل معهم، وأن هذا الاسم اسطوري، ليس له وجود على الارض، رغم أن العزي محمود كان يقسم بالله أنه لا يعرف من وطنه إلا هذا الاسم الذي كانت تحفظه له جدته، وإن كان لا يوجد في الارض،فإين سيكون إذا؟! لا بد أن يكون في السماء.. وهل هذا الاسم حقيقي لوطن حقيقي أم أنه مجرد أسطورة؟!

 

وشعبنا اليمني الأبي يحتفي بذكرى الثورة اليمنية(الـ62لثور26سبتمبر،ال61لثورة 14أكتوبر) المجيدة، والتي خاض لأجلها الشعب اليمني والاحرار الثوار الابطال،  نضالات وطنية وكفاح مسلح كبيرين، خلصت إلى ثورة اقتلعت كهنوت الامامة من شمال الوطن، وحليفه استعماري بغيض من جنوبه، كان لأبي الاحرار محمد محمود الزبيري،أو العزي محمود، اسهاما كبيرا في المعركة الفكرية والوعي الوطني بجرائم ادعياء الائمة، منها تلك المغامرة الخطيرة، والسفر عبر الزمن رفقة ملاك السماء، ومتعلقا بريش أحد اجنحته، فأقلعت رحلتهما من مسجد الحسين في قاهرة المعز، إلى جهنم، وإلى عالم الاحياء-الشهداء- في الجنة.

كنا في الحلقة الماضية قد استعرضنا تفاصيل الإعداد لهذه الرحلة، والتي بدأت بالتنويم المغناطيسي بواسطة العالم الشيخ سعدان. بينما نستعرض في الحلقة الثانية من هذه الرحلة، ما دار من حوار ونقاش خلال لقائهما- ملاك السماء والعزي محمود- بجدة الاخير واليمنيين، رئيس حور العين، لميس ابنة الملك الحميري، أسعد  الكامل، وعن ذاك الاجتماع الرهيب، الذي عقد معها، وكيف استطاعت الجدة لميس،  بعد أن ألح عليها العزي محمود إيصاله إلى زملائه الاحرار الشهداء الذين التقى بهم في الجنة كما التقى بالإمام علي وولديه الحسين وزيد، وقدم لهم شكواه، وتم تكليفه بمهمة زيارته التفقدية لإجراءات التعذيب للطغاة المستبدين، ومدى تناسب اجراء التعذيب لعامة الاماميين ونظرائهم المستبدين منذ خلق هذه الفتنة إلى قيام الساعة، شاهد تعذيب الطغاة الفانيين كيحيى الرسي وابن حمزة والجزار والمطهر واعوانهم، وفي نفس الوقت إعداد العدة وآلات التعذيب في جهنم لمن لا يزالون يرتكبون جرائم القتل والتجويع والاذلال والاستبداد ضد الشعب اليمني والعربي وعامة المسلمين.. كعبده الحوثي والسيستاني وخامنئي وحسن زميطة وغيرهم..

بدأ العزي محمود يتكلم عن رحلته ومغامراته الخطيرة عبر الزمن، حيث يقول، إن رحلته  تمت هكذا على هذا النحو:  بدأت، منذ اللحظة الاولى، أرى شموعا سماوية ملونة جميلة، تتلألأ في الافق، وتَتجه بأشعتها إلى قبر الامام الشهيد (سيدنا الحسين). لقد صنعت طريقاً من النور متصلا بين السماء والارض شطره هنا على القبر، والشطر الآخر.. آه، يا إلهي! إلى أين أراه ممتدا؟ إنه ينصب ،ممتد هناك، إلى كربلاء، يا إلهي، وهأنذا أرى مخلوقات هائلة تملأ بتحركاتها، أجواء الفضاء: كبكبة هنا، وكبكبة هناك، إنهم الملائكة من رفاق الإمام الحسين وجنود ليلة القدر في حفلات ربانية ملائكية، لا أستطيع حصرها.

وهؤلاء العمالقة الذين يمرقون بين النجوم والكواكب كالبروق الخاطفة، لقد كنت أراهم، وأقلق- لأول مرّة في حياتي- على مصير هذه النجوم ومجرّاتها؛ خشية أن تتحطم تحت أقدامهم الضخمة أو تنالها ضربات أجنحتهم، ولم أستطع أن أفهم- لشدة ذهولي.

العزي محمود، اصابه الذهول وهو يصعد إلى الأفق ليرى زحمة ملائكة وهي تمرق نازلة طالعة السماء دون أن تصدم أو تحتك بأجسام النجوم، حيث اقبل نحوه مخلوق عملاق ينقض من الأفق..«ياللخطب ! ماذا يريد..؟ وأنا أحاول الفرار، ولكن، كيف أستطيع وكله أضواء وأشعّة تخرج كلها من عيونه الشاخصة، في كل جارحة من جوارحه؟»،فصرخ مذعورا:(سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، إلى أن خفض لي جناحه واقترب منه قائلا: ما أنت؟ وماخطبك؟.

 

البحث عن روح الحسين

وجرى بينهما لقاء تعارفي قصير، حيث قال العزي محمود: إنني أريد روح الإمام الحسين الشهيد، ولكن، كيف أعثر عليه في هذه الضجة ووسط هذا الرعب؟ فكأنما أخذ الملاك الضخم من هيبة الحسين، وخرج ساجداً مستغفراً، ثم نهض وقال: ملاك ولهذا الأمر الجلل؟.. إنا نحن- الملائكة- لا نستطيع أن نقترب بألسنتنا من السؤال عن هذه الروح الكبيرة.. قلت للملاك: ذلك لأنكم غير مكلفين بأعباء الحياة مثلنا، قال الملاك: إذا، فأنت روح لا تزال في عداد الاحياء، لم تمت بعد، فكيف خلصت إلى عالمنا، واستطعت أن ترانا، وتتحدث إلينا؟

قلت: لأنني منوم، أطلقني إلى عالمكم الشيخ سعدان زكي. قال الملاك: إن الشيخ سعدان اسم عطر في السموات، وخليق بروح أن ترشدك إلى حيث تريد، غير أن الإمام الحسين الشهيد لا يمكن أن تجده هنا، إنه في جنة الخلد، بين النبيين والصديقين.

قلت: إنني كنت اود لقاء الإمام الحسين لأن لنا عنده شؤونا وشجونا كثيرة، وقد كنت أسمع باسمه الكبير عند نشأتي الاولى، في بلدي، الذي ضيعته، فلا أدري أين أجده: في سماء، أم في أرض.!

قال الملاك: ينبغي لك- مادمت خارج بلدك- أن تبحث عنه، فإنه لا يقبل في السماء صرف والعدل لمن يضيِعون أوطانهم، وأنا أقصد بالضياع الضياع المعنوي الذي يرادف الخيانة، أما إذا كنت تقصد ضياعا حسيا، فإنني لا أستطيع أن أفهم عنك شيئاً، وكيف أفهم أن وطنا ينطوي في الخفاء؟

قلت: هذا هو الذي حدث، وأنا مثلك، لا أستطيع أن أفهم، ولكنني ،وجدت نفسي خارج وطني، ورأيت العالم كله يجهله، وينكر وجوده ويتهمني بأني مجرد شاعر غبي، وأنا، رغم أني لا أجد الدليل الذي أبرهن به للناس على وجود وطني، إلا أن إيماني بهذا الكائن وإحساسي بالارتباط به أكبر دليل على وجوده أو قال: كيف وجدت خارج وطنك؟ ومتى شعرت بأنك خرجت، أو أخرجت منه؟

قلت: هذا هو الذي يحيرني، أنا لا أتذكر شيئاً، وإنما عرفت نفسي! هائماً وملتهباً كالقذيفة، ولا أعرف من أين انطلقت، ولا أعرف مَن اطلقني، إنما الذي أتذكره، في غموض، أنني كنت أحبو على تراب عاطر حبيب، وكانت أمي وجدتي تقولان لي: إنه تراب (واق الواق)، الذي نبت منه، وها أنا ذا أحن إليه فلا أجده، ولا أجد الناس يذكرونه إلا كأسطورة،  وإذا تحدثت كحقيقة،أخذهم العجب مني، وهذا موقف يعذبني، وأنت ملاك تجوب السماء والارض، فهل تستطيع أن تأخذ بيدي؟

 

لا دخلنا لنا بأمر الاحياء منكم

– قال الملاك: مادمت لاتزال في عداد الاحياء فإننا- معشر الملائكة  لا نملك أن نتدخل في شؤونكم، وقد حيل بيننا وبين التعرض لأمركم منذ ناقشنا الرب في شأن خلق أبيكم آدم، وقلنا: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني  أعلم ما لا تعلمون)، فلا تعول علي وعلى أمثالي، وان الشيخ سعدان هو الاقدر، على أن يدفعك بقوة روحه إلى حيث لا أستطيع.

 

مهام الملاك لهذه الليلة..!

قلت: إن روح الشيخ سعدان هي التي انطلقت بي للحديث معك، وتركت لي اختيار الوسائل إلى هدفي، ولا عليك إذا لم تصنع لي شيئا، وإنما أنا الذي-ربما- انتفع بك من حيث لا تدري ولا تقصد، فقل: لي بربك ما مهمتك؟ وإلى أين أنت ذاهب؟

قال الملاك: إن مهمتي، في هذه الليلة المباركة، هي أن أتلقى أوامر السماء في استجابة دعاء الداعين، والتجول في أنحاء الارض.

قلت: إذا، فسوف أنطلق وراءك بروحي حيث تذهب، ولابد أنك سوف تستقصي، وتجوب كل مكان.

قال الملاك: ذلك هو المفروض، غير أني لا أكتمك بأني لم أسمع قط في أوامر السماء، شيئاً يتعلق بهذا الاسم العجيب الذي ذكرته، فقد يكون له اسم آخر، وقد يكون في الأمر سر لا أعرفه.

ورغم أن لقاء التعارف والحوار بين العزي محمود وملاك السماء، انتهى دون التوصل إلى نتيجة عن اسم وطن العزي، واق الواق، ولكن الملاك قال – على كل حال- سأنطلق، ثم افعل أنت ما بدا لك. قال ذلك، ثم تحركت أجنحته الهائلة صوب المجهول.

وصف العزي محمود، سرعة طيران الملاك بأنها أسرع من لمح البصر، وأن العزي لم يستطع الامساك إلا بآخر ريشة في أحدى أجنحة الملاك، وأنه صار يمرق به كالسهم في فضاء اللّه، وأنه رأى وهو يحلق معه في آفاق الكعبة المقدَسة، ويشاهد الملائكة يصعدون من آفاق الكعبة بمطالب الصائمين والعاكفين والمتبتلين إلى اللّه، ورأيت الملاك صاحبي يتناول الاوامر والتوجيهات، دون أن يتوقف، وأنه وجد معه في سماء الصحراء على يمين الكعبة، وهو ينصت إلى دعوات الأكواخ في القرى- في إشارة إلى اليمن أو مملكة واق الواق- ويبدي اهتماماً ظاهراً بها، مكان آخر، رغم أني لم أر فيها منارةً ولا مسجداً ظاهرا أكثر من أي مكان آخر، وبينما كان في صدد هذا إذا بعملاق من عمالقة السماء يعترضه فجأة، ويقول له: انحرف صوب البحر الأحمر. هنا كلمة السر، لا تقترب، لا تقترب، فانحرف الملاك كالخاطر الذي ينتقّل من شرق إلى غرب دون أن يبدو عليه أنه قطع مسافة ما، وأخذ يحلق بعد البحر في آفاق السودان وأرتيريا والحبشة والصومال.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مقرب من نصر الله يفجرها : الاغتيال قادم لزعيم الحوثيين بهذه المحافظة ويحذر من خطورة هذا الأمر

وطن الغد | 4568 قراءة 

الحوثيين يختطفون نجم منتخب اليمن والعشرات ينظمون مظاهرة ضد زعيم الحوثيين لاول مرة(صورة)

كريتر سكاي | 3858 قراءة 

اجتماع طارئ في إسرائيل.. رد قاتل ومفاجئ على الهجوم الإيراني!

حشد نت | 3805 قراءة 

لغز اختفاء طفل في المخا ينتهي بجريمة مروعة بين الأشجار

حشد نت | 3570 قراءة 

إعدام يمني في السعودية بعد صدور أمر ملكي بشأنه .. والكشف عن جريمته

المشهد اليمني | 3411 قراءة 

إسرائيل تنشر قائمة بأهداف جديدة للاغتيال ضمنها قيادات يمنية.. تفاصيل

مساحة نت | 3314 قراءة 

‏الانتقالي المدعوم إماراتيا يرد على السعودية بالاحتشاد إلى حضرموت لهذا السبب!

يني يمن | 3226 قراءة 

شاهد بالفيديو .. جمل ”القعود ” يتجول في شوارع الحديدة على متن دراجة نارية

المشهد اليمني | 3027 قراءة 

انهيار متواصل للريال.. أسعار الصرف في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024م

بران برس | 2843 قراءة 

فضيحة مدوية … حارس مدرسة يغتصب عشرة أطفال ويوثق عملية الاغتصاب بالفيديو لابتزاز الطلاب

العاصفة نيوز | 2713 قراءة