أثار قرار إيقاف سلسلة “صاحبة المعالي” التي بدأ بثّها منذ بداية شهر رمضان وانتقدت الإنفاق المبالغ فيه والفساد داخل المؤسسات الحكومية، جدلاً واسعاً في موريتانيا، وسط دعوات لحماية حرية الفن والإبداع والحد من التحكم في مضمون الأعمال التلفزيونية.
وركزّت هذه السلسة الرمضانية التي تبث على قناة “الموريتانية” الرسمية في محتواها على انتقاد ظاهرة الصرف المالي الكبير في المهرجانات الحكومية وفساد بعض المسؤولين داخل الوزارات، بطريقة ساخرة وكوميدية، غير أن الموريتانيين تفاجؤوا بوقف عرضها عند الحلقة الرابعة، وذلك بعد مشهد انتقد الإنفاق المالي غير المبرّر على مهرجانات وزارة الثقافة، دون تقديم وتوضيح أسباب الإيقاف.
وأعلن المنتج فؤاد ولد الصفرة، في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك، وقف مسلسله، مشدداً على أنه لن يسمح بالتلاعب بالمضمون وسيضطر إلى عرض السلسلة كاملة في قناة أخرى أو على المنصات الرقمية، مطالباً بحماية الأعمال الفنية التي “تنتقد الواقع بشكل هادف”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أثار قرار توقيف هذا الإنتاج الرمضاني سجالاً وانتقادات لمحاولة السلطات خنق الإبداع وفرض الرقابة على مضمون الأعمال التلفزية.
وتعليقاً على ذلك، كتب الناشط سيد محمد الون اداع، في تدوينته “شاهدنا بعض مقاطع من سلسلة صاحبة المعالي تفاجأنا ببعض الرسائل الإيجابية والتي تحارب الفساد، قلنا في قرارة أنفسنا إن الإعلام الرسمي له رؤية جديدة وتجسيد للخدمة العمومية تبشر بالانفتاح الإيجابي، لكن جاء قرار وقف السلسلة محبط للآمال ورجعنا للمربع الأول”.
أمّا الناشط محمد جمال، فيرى أن سيناريو السلسلة “يغوص بتغلغل فيما يحدث يومياً في المؤسسات الحكومية”، مضيفاً أن عنوانها يعدّ “نموذجاً على ضلوع العنصر النسوي وترسخهن في مفاصل الدولة، ويدّل على أن طريقة انتقاء الموظفين لا تخضع لمعيار الكفاءة كما هو مألوف، وإنما تعتمد على التوسط والمحاباة”.
وأضاف أن كاتب السيناريو لم يجد طريقة ليتحدّث عما يحدث داخل المؤسسات الحكومية إلاّ على شكل سلسلة سينمائية، مشيراً إلى أن سبب قرار إيقافها هو أن المسؤولين لا يريدون أن يبلغ ما يحدث خلف الستار إلى العامة، داعياً الجمهور الموريتاني للمطالبة باستئناف عرض هذه السلسلة لكشف بعض الأسرار التي كانت سببا في نهب ثروة البلاد.
وذهب آخرون لاعتبار إيقاف المسلسل من مظاهر “تراجع الحريات في البلد”، حيث أكدّ الناشط عبد الناصر بايبي، أن منع عرض السلسة جاء بضغط من المسؤولين في النظام، لأنّها تفضح الفساد المالي والإداري في المؤسسات العمومية.
يُذكر أن سلسلة “صاحبة المعالي” التي عرض جزآها الأول والثاني طيلة العامية الماضيين، كانت تحظى بشعبية كبيرة بين المشاهدين، وتعتبر واحدة من أبرز الأعمال الدرامية في المشهد الإعلامي الموريتاني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news