في بلادنا تجاهل ام نسيان اليوم العالمي للمعلم
خصصت جهات مجتمعية وحكومية عالمية اياما معينة للاحتفاء والاحتفال بوظائف أو بفئات كالام والطفل والشباب والمرأة والجيش والشرطة والأرض والبيئة وذوي الاحتياجات الخاصة وغيره كثير وكثير وجرت العادة سنويا على تكريم تلك الفئة بذلك اليوم ، ومن الأيام المشهورة في العالم اليوم العالمي للمعلم وهو الخامس من أكتوبر ، لن نخوض في ذكريات هذه المناسبة وسببها ، يكفي أن نتذكر اتفاق عالمي ساري المفعول على اتخاذ هذا اليوم من كل عام كيوم عالمي للمعلم ، وتختلف مستويات الاحتفاء والتكريم للمعلم بحسب وضع المعلم ومكانته في اهتمامات الدولة وتقديرها لأهمية دوره في المجتمع فعلى قدر ذلك الوضع الكريم يكون الاهتمام والاحتفاء بالمعلم والتكريم للمعلم.
في بلادنا بلاد الازمات والتعقيدات والحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنسي الجميع نحن في أي يوم من ايام الاسبوع ، فقدنا فيها الاهتمامات وفق الأولويات وتقدير الاحتياجات بحسب الأولويات أيضا ، غابت عنا المبادرات والترتيبات والاستعدادات والتجهيزات والتحضيرات وتعاملنا مع كل ذلك بالتوقعات وردات الفعل والبناء على النتائج وفرض الأمر الواقع تسير الأمور بغير دراية كالريشة في مهب الريح نصحو ولا نعلم ما علينا فعله اليوم ، منتظرين حدث مفاجئ ، لاتنضبط لنا خطة ولاتستكمل لنا مشاريع ولا نجمع ماقدرنا تحصيله في التوقعات بسبب الأوضاع الغير طبيعية التي طالت ولازالت ، ولا نعلم متى تتوقف لنبدأ الخطوة الأولى بالسير في الوضع الطبيعي والمستقر.
اين المعلم ، وماذا نريد منه ، وما الذي بيدنا أن نقدمه له .. ؟. كل هذا الاسئلة لم تجد أحد يجيب عنها لا الرئيس ولا أعضاء الرئاسة ولا الوزير الاعلى ولا مجلس الوزراء ولا حتى وزير التربية والتعليم كمختص بالأمر ومعني بالحدث .. ماذا بيده أن يفعله كي يفعله ولم يفعله ؟
تمر الأعوام ويمر يوم المعلم بصمت واختلاس بين بقية الايام ولانتذكر حاله من غيره , كل ذلك نفدره وندرك حجم المعاناة فيما وصلنا إليه ، لكن مانستغرب منه ويثير جمهور المعلمين هو ذكر باقي الايام العالمية فهناك ايام تشهد ضجة كبيرة واهتمام ليس له مثيل فالصغير والكبير يتذكر ذلك اليوم ويحضر له ويستعد وتقام الاحتفالات في كل مكان وتشهد القاعات والساحات تحشيدا كبيرا للاحتفال بيوم كذا ويوم كذا ، وكثيرة هي الايام التي تتذكرونها وتحتفلون بها في تواريخها المحددة لها منذ بداية العام إلى نهايته لاتمر ذكرياتها بصمت ، ولا داعي لذكرها وحالة الاستنفار والانفاق والتحضير الضخم للاحتفال بها ، ويتم التجهيز لها مبكرا باهتمام بالغ وتعاد في كل محافظة للاحتفاظ بالنصيب من المشاركة والعرض.
يوم المعلم العالمي هو يوم من الايام التي لها شأن عظيم عند الذين يعون ويدركون أهمية المعلم ومكانته العظيمة في المجتمع لذلك يتخذونه يوم عيد وبهجة وتقدير وتكريم للمعلم يشعر فيه كل معلم ومعلمة بالزهو والافتخار بعناية المجتمع بكل فئاته ومكوناته السلطة والشعب معا يحتفلون بالمعلم.
لسان حال المعلم في بلدي يقول : اين انت يا يوم عيدي العالمي .. لقد نسيت موعدك ونسيت وظيفتي . لقد شغلتني معاناتي عن اعيادي .
انني اعيش في وضع مزري ، ما مر بتاريخي يوم مثله ابدا
لقد غرقت في همومي وانكساري فعملي ووظيفتي وراتبي ومصاريفي كل همي ، نسيت التعبير والانشاء والتحرير والاملاء ، كتاباتي وشرحي واختباراتي صارت حزينة بائسة ، اخجل عند تقديمها للطلاب لأنها مكشوفة تظهر حجم الحزن الذي أنا فيه كمعلم ، لقد صرت ابحث عن ساعات اختلسها لاهرب من المدرسة بحثا عن عمل اضافي اقوم به ، لم اعد اهتم لمقامي ومكانتي لقد تجاهلت كل ذلك ، صرت ابحث عن مصدر دخل اعود فيه إلى بيتي بطعام اسد به فاقتي واطعم اولادي ،. لقد تغير سلوكي وحزمي وعزمي ، لقد ضعفت همتي وصغرت مهمتي لم اعد اشعر بكبريائي وهيبتي ولم تعد تهمني ، صرت اجري خلف رزقي كالملهوف لا أدركه كلما قبضت راتبا ذاب في يد طلابه من ايجار ورسوم ومواصلات وبعض الطعام.
اليوم العالمي للمعلم ليس عندنا فنحن لسنا ممن يحتفلون بهم لأننا لسنا معلمون ، نحن موظفون في القطاع التعليمي والتربوي وليس غير ذلك . فلم نغضب من اهمالهم وتجاهلهم أو نسيانهم لليوم العالمي للمعلم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news