بعد اغتيال الأمين العام لـ"
حزب الله
" حسن نصرالله، أثبتت إسرائيل قدرتها على اختراق الإجراءات الأمنية والوصول إلى خصومها، لكن لماذا لا تغتال زعيم "حماس"
يحيى السنوا
ر، العقل المدبّر لعملية 7 أكتوبر؟
صحيفة "هآرتس" العبرية ترى أن قدرات إسرائيل الاستخباراتية في غزّة تراجعت بعد الانسحاب عام 2005، ووجود جهاز "الشاباك" في القطاع كان محدوداً، وهذا يتوافق مع رأي الكاتب السياسي محمد هوّاش، الذي يقول إن "إسرائيل استثمرت استخباراتياً لخرق "حزب الله" أكثر من "حماس"، لكونها اعتقدت بأنّها تمكّنت من احتواء الحركة".
في هذا السياق، وجب التذكير بأن خرق إسرائيل لـ"حزب الله" هو حصيلة عمل استخباراتي مستمرّ منذ حرب 2006، وليس وليد الحرب الحالية.
وفق إسرائيل، فإن اغتيال السنوار كان ممكناً، إلّا أن القرار لم يُتخذ خوفاً من مقتل رهائن إسرائيليين معه. ثمّة تشكيك بهذه الرواية، إذ يقول عاموس هرئيل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية إن "قضية الأسرى الإسرائيليين باتت في آخر الأولويات".
هوّاش يعتبر هذه التصريحات "ادعاءات هدفها رفع معنويات الإسرائيليين". وبرأيه، لو كانت إسرائيل قادرة على الوصول إلى السنوار "لكانت قد أسرته أو قتلته". لكن زعيم "حماس" "يسبق الإسرائيليين بخطوة"، ويُغادر مكانه فور اكتشافه، وهذا ما أكّدته "هآرتس" التي قالت إن "الاستخبارات الإسرائيلية حصلت خمس مرّات على معلومات دقيقة عن مكان وجوده، لكنه تمكّن من الإفلات".
مهمة الشاباك وإجراءاته الأمنية
جهاز الشاباك هو المسؤول عن اغتيال السنوار، ولذلك خصص فريقاً للعملية، حسب "هآرتس".
يتلقى الشاباك المساعدة من جميع وحدات جمع المعلومات وتحليلها في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، والذي يشمل الاستخبارات العسكرية والموساد. كذلك تم تفعيل جميع أدوات الاستخبارات، كتجنيد العملاء والتنصّت على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي. وتتعاون وكالات الاستخبارات الأميركية مع نظيراتها الإسرائيلية، وقد زوّدتها برادار ومعدات خاصّة لكشف مكان وجوده في الأنفاق، وفق "هآرتس".
من جهته، تشدّدَ السنوار أمنياً، "وبات موجوداً تحت الأرض، ونادراً ما يصعد إلى السطح ويرى الشمس"، إذ نقلت "هآرتس" عن أحد كبار عملاء الاستخبارات أنه إذا خرج من تحت الأرض، "فمن المحتمل أنه كان متنكّراً في هيئة امرأة"، ومن المحتمل أن السنوار يغيّر مكانه كل يوم أو يومين، ويرافقه عدد قليل من الحراس الشخصيين، الذين يستبدلهم كل فترة.
اقرأ أيضاً:
تحالف امريكي إسرائيلي " لتعقُب "يحيى السنوار" في عملية استخباراتية معقدة
ويستبعد العميل المذكور مغادرة السنوار عبر الأنفاق إلى مصر ثم إلى إيران، وبرأيه، "يحتاج السنوار إلى أن يكون بين شعبه في غزة"، مضيفاً: "على أيّ حال، فهو لا يثق في القادة المصريين، ولن يخاطر بالذهاب إلى هناك".
إسرائيل لا تريد اغتياله؟
إلى ذلك، ثمّة اعتقاد يقول إن إسرائيل قادرة على اغتيال السنوار لكنها لا تُريد فعل ذلك، لسبب وحيد هو "عدم إنهاء الحرب"؛ فإسرائيل تُريد حرباً طويلة تقتل من خلالها أكبر عدد من فلسطينيي غزّة لتغيّر الديموغرافيا، ولتدمّر كل المباني والمنشآت، وذلك بهدف التحضير لواقع سياسي وأمني جديد في غزّة.
والسنوار، الذي يبدو أقرب إلى الخيارات العسكرية لا الحلول السياسية، يُريد استمرار المعارك وفق هذا الاعتقاد؛ ولهذا السبب اغتالت إسرائيل زعيم "حماس" السابق إسماعيل هنية، المفاوض، ولم تغتل السنوار.
إن السنوار "رجل ميت يمشي" وفق إسرائيل. وتختم "هآرتس" مقالها بالقول إن إسرائيل قد تعتقله أو تقتله في نهاية المطاف، "وقد يموت في المعركة أو ينتحر، مثل أدولف هتلر"، لكن اغتياله إن حصل سيكون ضربة قوية لـ"حماس" ودفعة معنوية لإسرائيل!
المصدر صحيفة
النهار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news