رسالة من تلميذ في بلاط صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة “الصحافة”

إلى عيدنا الأبدي المعلم ومعشوقتي مدرسة اليرموك بني سري شرعب الرونة_ الارشاد سابقا

يقال إن الـ 05 من أكتوبر كل عام هو عيد المعلم، وأنا أقول وبكل تواضع ليس هذا اليوم من العام هو العيد الذي يبهجنا، بل أنتم معشر المعلمين عيدنا وبهجتنا التي نحتفي بها طوال العام.

لكل معلم أقول أنتم العيد الجميل والألق البهي والأمل الكثير، والروح الشامخة.. أنتم عطر هذه الحياة ودفء الخير، وترانيم الفجر، وسنابل الذرة التي تضيء الأرض ومُقل الفلاحين بالإحسان. أنتم شرايين الود التي تقاوم الظلام لتمدنا بالنور.

أحبكم يا أعيادنا المشرقة بالعطاء والخير والضوء، وفي هذا اليوم وكل يوم ادعوا لكم بالخير والسعادة والعافية وأن تظل قلوبكم مزهرة بايقونات البن والعطاء والتآلف. في هذا اليوم أقول لو كان لي من الأمر لأمرت بجمع كل التراب الذي تعطرونه بايقاعات أقدامكم ذهابا وأيابا نحو صروح العلم، وتحويله إلى طوب لبناء أعظم مدينة في التاريخ اسمها “فردوس المعلم” بما يليق بكم رسل للعلم وسلاطين للخير وأباطرة للعطاء وحكام للمجد وسفراء للنور مدى الحياة.

في هذا اليوم يا أعيادنا الأبدية والكريمة والعظيمة، وبكل تواضع وتقدير اتمنى من قلوبكم الكبيرة أن تسمحوا لي بتقبيل جباهكم الشامخة وأياديكم القابضة على جمر الكفاح شُعث غُبر تربطون على بطونكم الحجر وترفضون الانهزام في مسيرتكم الباذخة بالحب والعطاء والصبر الجميل في سبيل العلم.

سلام عليكم، سلام على أرواحكم يتنزل منها مُزن يسقي قلوب الضامئين للعلم، سلام على قلوبكم وهي تبكي وتصلي وتبتهل وتناظل وتكافح وتُعطي كنحل عطاء فيه شفاء للقلوب، سلام على أباء وأمهات أنجبوكم، سلام على زوجات وأبناء صبروا على الفاقة والحرمان ليساعدوكم في الاستمرار بحرث قلوب تلاميذكم وبذر صلوات النور والعلم، سلام عليكم يا أعيادنا ويا زارعي النور في أرواحنا. سلام عليكم في الأولين والأخرين والحاضرين.

أعيادنا الأجمل والأبهى. أُقبل جباهكم المعجونة بالنور والخير، أُقبل أياديكم وقلوبكم وأرواحكم عرفان وجميلا وتكريما وإجلالا وتعظيما، فمن هو أهل لأن نتودد له أن يهبنا من شجر روحه السامقة عز وخير في أعالي السماء من هو أهل لذلك غيرك أيها المعلم، فهنيئنا لك معلمي أن تكون من أعظم زارعي شجر النور وأن تكون ممن زرعهم كما قال الله تعالى في محكم كتابه العظيم “كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها” صدق الله العظيم.  فبكل تواضع يا معملي امنحني شرف تقبيل جبينك ويداك وقلبك وروحك، امنحني شرف تقبيل قلب هو من زارعي الشجرة هذه الآية التي عظمها الله وأحبها، وأنا العبد الفقير إلى الله كيف لي ألا أعظم وأحب هذا القلب الذي عظمه الله وأحبه لعظيم غرسه وطلعه وشجره الذي يباهي به الخلق.

إلى مدرستي “اليرموك بني سري شرعب الرونة_ الإرشاد سابقا” ها أنا أعلن للملأ أنكٍ معشوقتي الأبدية، بكٍ أهيم وإليك يحج قلبي وتسيل مدامعي.

إليكٍ يا معبودتي ومعشوقتي أنثر روحي حروف شفافة متوسلا سماحك لأن يطرز قلبي الصغير تاج بهاؤك بقبلات محب مخلص، وشكر

عرفان من تلميذ رضع من شذا روحك نور علم خالص للخير والنقاء.

أحبكٍ يا مدرستي وملهمتي، أحبكم يا كل معلميها وكل ألقها. أحبكم أحبكم أحبكم.

05 أكتوبر 2024