أمن عدن: إرادة الجنوب الصلبة في مواجهة مخاطر الإرهاب والتسلل

كتب موقع "المشهد العربي" تقريرًا تابعه "العين الثالثة" تحت عنوان "أمن العاصمة عدن.. استقرار يحمي الجنوب وتطلعات شعبه" يعكس حجم الاهتمام الذي توليه القيادة الجنوبية لملف الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، التي تعد مركز القرار الجنوبي ورمزًا للسيادة الجنوبية، هذه الجهود المستمرة تُعنى بتحصين العاصمة من أي تهديدات، سواء كانت داخلية أو خارجية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز تطلعات شعب الجنوب.

الأولوية للأمن: الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار

فرض الأمن في العاصمة عدن يمثل أولوية قصوى للقيادة الجنوبية، في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب استجابة سريعة، تتخذ القيادة الجنوبية العديد من التدابير الاستباقية لضمان استقرار العاصمة وحمايتها من أي تهديدات محتملة.

يأتي ذلك في إطار اجتماعات دورية تعقدها اللجنة الأمنية، وآخرها الاجتماع الذي رأسه وزير الدولة ومحافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، الخميس، حيث تناول القضايا الأمنية المستجدة في العاصمة والمحافظات المجاورة.

مكافحة المخدرات.. تحدٍ أمني كبير

من أبرز القضايا التي ناقشها الاجتماع كانت انتشار المخدرات في المجتمع، التي تهدد الشباب وتؤثر سلبًا على استقرار الأمن، وناقشت اللجنة السبل الفعالة لمكافحة هذه الآفة، وتم التأكيد على دعم إدارة مكافحة المخدرات وتعزيز قدرتها على مواجهة هذا التحدي، ويشكل نجاح هذه الجهود عنصرًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار العاصمة وحماية الشباب من التورط في مثل هذه الظواهر السلبية.

تدفق المهاجرين غير الشرعيين.. تحديات جديدة

إلى جانب المخدرات، يشكل تدفق المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي إلى عدن تحديًا أمنيًا إضافيًا.

ومع تكدس هؤلاء المهاجرين في عدة مديريات، باتت هناك حاجة ملحة للتعاون مع المنظمات الدولية المعنية باللاجئين، لضمان تعامل منظم مع هذه الظاهرة وضمان عدم تحولها إلى أزمة تهدد الأمن الداخلي.

التهديد الحوثي.. محاولات مستمرة للتسلل

تناول الاجتماع أيضًا التهديد المستمر من مليشيات الحوثي، التي تسعى إلى التسلل إلى العاصمة وتكوين خلايا نائمة تهدد الأمن، وتتركز هذه المحاولات في المناطق المجاورة لعدن، حيث تسعى المليشيات إلى استغلال الفوضى الأمنية في بعض المحافظات المحيطة للتسلل إلى العاصمة، وأكد المجتمعون على ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة للتصدي لأي محاولات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في العاصمة.

حملات أمنية متواصلة لضبط الأمن العام

استعرض الاجتماع أيضًا تقريرًا شاملاً حول نتائج الحملات الأمنية التي تم تنفيذها في العاصمة، حيث تم التركيز على ضبط السيارات المجهولة ومنع دخول المسلحين إلى المناطق الحساسة، مثل مطار عدن، وجرى التأكيد على منع الجبايات غير القانونية وإقامة الحواجز الأمنية في الأماكن المتفق عليها، وتعد هذه الجهود جزءًا من استراتيجية شاملة لضبط الأمن والسيطرة على الفوضى التي قد تهدد استقرار المدينة.

استقرار عدن.. مفتاح استقرار الجنوب

لا شك أن استقرار عدن يمثل حجر الزاوية لاستقرار الجنوب بشكل كامل، العاصمة ليست مجرد مركز إداري، بل هي أيضًا رمز للسيادة الجنوبية. وقد أثبتت الفترات السابقة أن العاصمة كانت هدفًا لمؤامرات عديدة تهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب، إلا أن القيادة الجنوبية نجحت في صد هذه المحاولات من خلال استراتيجياتها الأمنية المدروسة.

الحفاظ على استقرار عدن يساهم في حماية المنجزات التي تحققت حتى الآن، خصوصًا في مجالات مكافحة الإرهاب والتصدي للمخططات التي تهدف إلى نشر الفوضى، وتعتبر القيادة الجنوبية أن أمن العاصمة يمثل أولوية لا يمكن التهاون فيها، كون استقرارها ينعكس بشكل مباشر على استقرار الجنوب بشكل عام.

التصدي للإرهاب ومخططات الفوضى

في ظل التهديدات الإرهابية المستمرة التي تستهدف الجنوب، كان لا بد من اتخاذ تدابير صارمة للتصدي لهذه المخططات، واثبتت القيادة الجنوبية على مدار الأعوام الماضية أنها قادرة على مواجهة التحديات الأمنية، من خلال تطبيق إجراءات صارمة تضمن استقرار الأمن وحماية المواطنين، وبات الجنوب مثالًا يحتذى به في الصمود ضد الإرهاب، ما يعزز من قدراته في مواجهة أي تهديدات مستقبلية.

رسالة إلى الداخل والخارج

تؤكد القيادة الجنوبية أنها لن تتهاون في حماية أمن عدن وبقية المحافظات الجنوبية، ويمثل استقرار العاصمة رسالة قوية لكل من يحاول المساس بأمن الجنوب، واستعداد القيادة للتصدي لأي مؤامرات تهدد استقراره.

المخططات الحوثية واستراتيجيات المواجهة

تكشف "العين الثالثة" أن التهديد الحوثي ليس بالجديد على العاصمة عدن، إذ حاولت المليشيات مرارًا زرع خلايا نائمة داخل المدينة بهدف الإضرار بمصالح الجنوب، ولكن اليقظة الأمنية والجهود المتضافرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية تحول دون تحقيق هذه المخططات.

وتؤكد مصادر خاصة لـ"العين الثالثة" أن التنسيق بين مختلف الأجهزة العسكرية في عدن والمحافظات المجاورة يساهم في صد هذه المحاولات الحوثية والتصدي لها في مهدها، بما يعزز من حالة الاستقرار الأمني في الجنوب.

استقرار العاصمة عدن هو مفتاح تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة، وتواصل القيادة الجنوبية جهودها لتأمين المدينة وتعزيز الأمن فيها، ما يعكس التزامها بحماية المكتسبات الوطنية وضمان مستقبل مستقر وآمن لشعب الجنوب، وبات واضحًا أن القيادة تدرك أهمية الحفاظ على استقرار العاصمة كخطوة أساسية نحو تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة في الجنوب.