كرّم الأستاذ حسن علوي الكاف، مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة، المصورة العالمية والإعلامية سوزان باعقيل بدرع التميز في مدينة جدة.
جاء هذا التكريم تقديرًا لدورها الريادي كأول محترفة عربية سعودية في مجال التصوير، واعترافًا بجهودها البارزة في توثيق التراث الثقافي والمعماري لحضرموت من خلال موسوعتها "حضرموت بلاد الحضارم" التي تضم ألف صورة التقطتها بأسلوب احترافي مميز.
الموسوعة التي تحمل عنوان **"حضرموت بلاد الحضارمة"** هي ثمرة جهد دام عشر سنوات، وثّقت خلالها سوزان باعقيل 63 مدينة وقرية، إلى جانب الوديان والجبال في حضرموت. تتألف الموسوعة من ثلاثة مجلدات وتضم أكثر من ألف صورة تبرز تفاصيل الحياة اليومية، الحرف التقليدية، والمعالم الطبيعية والثقافية للمنطقة. وتتميز بأنها متاحة باللغتين العربية والإنجليزية، مما يجعلها مرجعًا قيمًا لأبناء حضرموت المغتربين ولكل المهتمين بتاريخها وتراثها. وفي عام 1996م، التقطت صورًا إحترافية لمدن صنعاء، ودار الحجر، وشبام كوكبان، وتعز، وسد مأرب.
أعربت سوزان باعقيل عن شكرها العميق لهذا التكريم، معتبرةً أن درع التميز يمثل دافعًا إضافيًا لمواصلة جهودها في توثيق التراث الثقافي والتاريخي والمعماري. وقالت في كلمتها:
> "أشكركم جزيل الشكر على هذا التكريم الرائع. إنه لشرف كبير أن أحظى بتقديركم، وشكراً لكل من يقدر جهودنا. تلقي درع التميز هو حافز لي للاستمرار في العمل بكل جدية وإخلاص."
سوزان باعقيل هي أول مصورة عربية سعودية، إذ كسرت القيود التي كانت تحصر التصوير على الرجال. لم تكن التصوير مجرد هواية لها، فقد أدركت أن عالم التصوير هو علم مهم وساحر. لذلك، قررت احترافه في أمريكا، حيث درست التصوير في جامعة ميامي بولاية فلوريدا. وعند عودتها، أسست أول استوديو ومعمل تصوير احترافي نسائي في المملكة منذ عقود. تتحدث سوزان خمس لغات بطلاقة؛ العربية، الإنجليزية، الإيطالية، والأريتيرية. وتُعرف بتصويرها للملوك، القادة، والشخصيات السياسية، بالإضافة إلى عملها كمصورة معتمدة لدى وكالة "رويترز" العالمية.
شاركت سوزان في تغطية العديد من المؤتمرات الدولية، والتقطت صورًا نادرة لملوك ورؤساء وزعماء من مختلف أنحاء العالم. وقد حظيت بدعم كبير من القيادة السعودية، بما في ذلك توفير طائرة هليكوبتر لها لالتقاط صور استثنائية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
تُعد سوزان رمزًا للفن الفوتوغرافي الاحترافي في المملكة، وفنانة عالمية، حيث فازت بأكثر من 200 جائزة ونالت تكريمات عالمية ومحلية، بما في ذلك تكريم من رئيس جمهورية إيطاليا الذي منحها لقب "الفارسة" وقلّدها بالنجمة التضامنية الذهبية، وهو أول تكريم من حكومة أجنبية لفنانة عربية. كما كرمها وزير الثقافة والإعلام السعودي ووزير السياحة السعودية. وفازت بالجائزة الأولى لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتصوير الضوئي في المملكة والخليج، وذلك تقديرًا لجهودها في إبراز الموهبة والإبداع في مجال التصوير. محور الجائزة هو **رواد التصوير في المملكة**، وهو مخصص للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة للوطن في هذا المجال.
من خلال معارضها الفنية التي تحتفي بالتراث السعودي، والمشاريع الثقافية التي شاركت فيها، ساهمت سوزان في بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
كما شاركت في معارض دولية في أمريكا، إيطاليا، بريطانيا، النرويج، البرازيل، كوريا، ماليزيا، إندونيسيا، والهند، مقدمة صورة إيجابية للعالم عن الثقافة السعودية والعربية والإسلامية.
وأشارت سوزان في تصريحها إلى أنها ستواصل تطوير فن التصوير الفوتوغرافي، وقد أسست مركز "الإبداع المطلق" لتدريب التصوير الاحترافي. كما تقدم ندوات لنقل خبراتها المتراكمة في المجال. وأكدت أنها ملتزمة بدعم رؤية المملكة 2030 تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم.
وتقول سوزان دائمًا: "مهنتي وفني هما لخدمة الإنسانية."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news