بقلم | صدام اللحجي :
لطالما كانت المساجد منبرًا مهمًا لإيصال صوت الناس والتفاعل مع قضايا المجتمع، وخاصة في محافظة لحج التي تعيش تحديات اجتماعية واقتصادية متعددة وتدهور في ملفات الخدمات. يلعب خطباء المساجد دورًا محوريًا في توجيه الناس وإرشادهم ليس فقط في الأمور الدينية، بل أيضًا في التفاعل مع قضاياهم اليومية وهمومهم الاجتماعية. ومع ذلك، يشهد المجتمع في لحج غيابًا ملحوظًا لدور خطباء المساجد في معالجة قضايا الناس ومشاكلهم الملحة.
يُلاحظ أن خطب الجمعة وغيرها في لحج أصبحت تقتصر في الغالب على المواضيع الدينية التقليدية البحتة، دون أن تتناول القضايا الحياتية التي تشغل بال الناس، مثل الفقر، البطالة، الخدمات العامة المتردية، ارتفاع الأسعار، انهيار العملة، والفساد الإداري. هذا الغياب عن القضايا المحلية أدى إلى فجوة بين الخطاب الديني وواقع الناس، مما يجعل الخطبة أقل تأثيرًا وفاعلية في المجتمع.
يعود هذا الغياب إلى عدة أسباب، منها عدم وعي بعض الخطباء بأهمية دورهم الاجتماعي وتأثيرهم في تشكيل الرأي العام، بالإضافة إلى تأثير بعض القيود أو الضغوط التي قد يواجهها الخطباء من جهات مختلفة، ما يجعلهم يتجنبون تناول مواضيع حساسة. أيضًا، يمكن أن يكون لبعض الخطباء ارتباطات بمصالح معينة تجعلهم يتجنبون إثارة قضايا قد تؤثر على تلك المصالح.
علاوة على ذلك، تفتقر العديد من الخطب إلى الجانب العملي الذي يساعد الناس على التعامل مع مشاكلهم اليومية. بدلًا من ذلك، يتم التركيز على الوعظ والإرشاد التقليدي دون ربطه بواقع المجتمع المحلي. هذا النمط التقليدي يساهم في إضعاف العلاقة بين المسجد والمجتمع.
على خطباء المساجد في لحج عليهم أن يعيدوا النظر في دورهم كممثلين لأصوات الناس، وأن يكونوا أكثر تفاعلًا مع قضايا المجتمع. فهم يمتلكون منبرًا قويًا يمكن استخدامه لرفع مستوى الوعي، وتحفيز الناس على العمل المشترك لحل المشكلات الاجتماعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news