أثار إعلان عمدة مدينة هامترامك، أمير غالب حيدرة، دعمه للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات القادمة، موجة من الجدل في أوساط الجالية اليمنية والعربية الأمريكية، طيلة الأيام الماضية.
بدأ هذا الجدل منذ يوم الأربعاء قبل الماضي (18 سبتمبر)، عندما نشر غالب صورة له رفقة "ترامب"، وأشار الى أنه تلقى دعوة منه، والتقى به لمدة 20 دقيقة في جلسة مغلقة قبل المهرجان الذي أقيم في مدينة فلنت، ناقشا خلالها العديد من القضايا.
ويوم الأحد الفائت (22 سبتمبر)، قال غالب في منشور آخر إنه قد لا يتفق مع ترامب على كل شيء، لكنه يعتقد أنه "رجل ذو مبادئ"، الأمر الذي كان صادماً بالنسبة لعدد كبير من أبناء الجالية اليمنية والعربية والإسلامية في الولايات المتحدة، خصوصا في ظل الوضع الراهن التي تعيشه منطقة الشرق الأوسط.
غالب، المعروف بمواقفه المستقلة، صرّح بأن دعمه لترامب يأتي انطلاقاً من إيمانه بالمبادئ الديمقراطية، ولكنه واجه انتقادات واسعة خاصة فيما يتعلق بتاريخ ترامب المتعلق بسياساته تجاه اليمنيين، القضية الفلسطينية والهجرة والجالية الإسلامية بشكل عام.
وقال ترامب إنه متحمس لحصوله على دعم أمير غالب، عمدة مدينة هامترامك الديمقراطي المسلم في ميشيغان، في حملته الانتخابية للرئاسة ضد نائبة الرئيس كامالا هاريس، وأنه منفتح جداً على زيارة هامترامك لعقد فعالية انتخابية ولقاء قادة المجتمع العربي الأمريكي الذين يشعرون بالإحباط من فشل إدارة بايدن وهاريس.
وغالب، مهاجر يمني من محافظة إب، فاز بعمدة هامترامك في نوفمبر 2021، وهو ينتمي الى الحزب الديمقراطي، يمثل واحدة من أكبر المجتمعات المسلمة في مقاطعة واين بولاية ميشيغان، حيث تشير التقارير إلى أن 60% من السكان مسلمين، اعتادت هذه الولاية على دعم مرشحي الحزب الديمقراطي.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن غالب كان أحد القادة الذين قادوا حملة دفع الديمقراطيين المسلمين للتصويت بـ"غير ملتزم" ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ميشيغان، والتي تحولت لاحقاً إلى حملة "تخلوا عن بايدن" في الانتخابات العامة، والآن أصبحت حملة "تخلوا عن هاريس".
ورغم تأكيد غالب على أن دعمه لترامب ينبع من رؤيته الخاصة بعيداً عن التوجه العام، إلا أن الكثيرين، بما في ذلك شخصيات بارزة في الجالية اليمنية والعربية رأوا أن ترامب لم يُظهر تغييراً في مواقفه التي تضر بمصالح الجاليات اليمنية والعربية والإسلامية، رغم حاجته الى أصواتهم، حيث عادت لهجته الشديدة العنصرية ضد المهاجرين، ودعمه المطلق لحرب "إسرائيل" على الفلسطينيين، مشيرين الى أن مواقف غالب قد تساهم في تعزيز السياسات العنصرية.
وفق ما رواه مغتربون يمنيون لـ"المصدر أونلاين" فإنه لولا دعم ترامب الكبير للاحتلال الإسرائيلي، لذهبت أصوات أغلب أبناء الجالية العربية والإسلامية في هذه الانتخابات لصالحه، لا سيما في ظل معارضته تأييد توسع وانتشار الجنس الثالث (المثلية).
هذا الانقسام في المواقف يعكس تبايناً كبيراً في آراء الجالية اليمنية تجاه الانتخابات الرئاسية القادمة (التي ستكون في نوفمبر)، حيث يلعب كل من التاريخ الشخصي للمرشحين وسجلهم السياسي دوراً في تحديد الخيارات الانتخابية للمجتمعات المهاجرة.
ووفقاً لاستطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في أغسطس الماضي، أظهر أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان يدعمون مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، التي تؤيد القضية الفلسطينية، بينما أيد 18% منهم دونالد ترامب، و12% فقط أعربوا عن تأييدهم لنائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر القادم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news