سفير سابق لبريطانيا في اليمن: المشاط نشأ في صعدة كرجل بلطجي عديم الجدارة

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 306 مشاهده       تفاصيل الخبر
سفير سابق لبريطانيا في اليمن: المشاط نشأ في صعدة كرجل بلطجي عديم الجدارة

أدلى سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن السيد إدموند فيتون براون، بشهادة جديدة حول عدد من المواضيع الهامة التي تخص الشأن اليمني بينها التحالف الصوري بين ميليشيا الحوثي والرئيس علي عبدالله صالح وكذا تفاصيل سقوط صنعاء بيد الميليشيات في العام 2014.

وأضاف: أثناء فترة عمله كسفير لبريطانيا في اليمن، أمضيت قدراً كبيراً من الوقت في التفاوض مع الحوثيين في وقت كنت أركز فيه فقط على تحقيق السلام في اليمن. محذراً من أن هذه ليست حركة تحرير، بل هي بدلاً من ذلك جماعة شديدة الضراوة والشوفينية والعنف".

 

وقال: "أتذكر لحظتين من الوضوح الوحشي من كبار قادة الحوثيين، كانت إحداهما عندما أخبروني، قبل وقت طويل من قيامهم بذلك بالفعل، أنهم كانوا في تحالف مصلحة فقط مع علي عبد الله صالح، وبمجرد أن يتوقف عن كونه مفيدًا له، فسوف يقتلونه, كانت اللحظة الثانية من الوضوح عندما أخبروني أنهم سينتصرون حتماً في اليمن في النهاية "لأنكم تهتمون، ونحن لا نهتم، أنتم تهتمون بموت اليمنيين، نحن لا نهتم بعدد القتلى، عندما يموت عدد كافٍ، ستتوسلون إلينا لإحلال السلام".

وأشار السفير الأسبق لبريطانيا السيد براون: "في وقت لاحق، عندما رأيت قناصتهم في عدن وتعز يقتلون المدنيين من أجل المتعة، الأطباء والممرضات في مستشفى يختبئون تحت إطارات النوافذ لممارسة أعمالهم لأن قناصًا حوثيًا مدمنًا على القات على سطح أحد المباني كان يطلق النار على أي شخص يظهر نفسه من النافذة، عادت كلمات محاوري إلى ذهني".

وأضاف: إن اهتمام الحوثيين بإحياء الزيدية يُصوَّر أحياناً على أنه اهتمام سلمي في مراحله المبكرة، ولكن هذا الاهتمام كان دائماً قائماً على النخبوية والحصرية التي تتمتع بها قبيلة الحوثي التي تنحدر منها قيادتها، وقد استلهم الحوثيون أفكارهم من حزب الله اللبناني (وبالتالي من إيران بطبيعة الحال) منذ البداية: فقد شارك كل من حسن نصر الله، ومحمد حسين فضل الله في تطوير أيديولوجيتهم.

وقال السيد براون: "يكاد اسم أنصار الله يكاد يكون مرادفاً لحزب الله في اللغة العربية، كما أن الجماعة تتسم بالعنف في طبيعتها، وكان الرئيس اليمني صالح أيضاً من أتباع الزيديين، ولكن الحوثيين عرّفوا أنفسهم على أنهم يعارضونه ويعارضون انحيازه المفترض إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ومنذ عام 2003، تبنى الحوثيون "صرختهم" سيئة السمعة: "الله أكبر؛ الموت لأمريكا؛ الموت لإسرائيل؛ اللعنة على اليهود؛ النصر للإسلام".

وحول سقوط صنعاء بيد الحوثيين قال الدبلوماسي البريطاني: على مدى العقدين الماضيين، أصبح الحوثيون أكثر عنفاً وتعصباً، فقد قاوموا محاولات الرئيس صالح لإخضاعهم قبل أن يُطاح به خلال النسخة اليمنية من الربيع العربي، وعندما قتل زعيمهم حسين الحوثي في ​​عام 2004، تولى شقيقه قيادة الحركة، حاملاً ما تبين أنه ضغينة قاتلة ضد صالح، وكانت مشاركتهم في الحوار الوطني سيئة النية، حيث كانوا يستولون تدريجياً على المحافظات الشمالية في اليمن ويستعدون للهجوم على صنعاء الذي شنوه في سبتمبر/أيلول 2014، وكان العامل الرئيسي الذي مكن هذا التوسع الدرامي لقوة الحوثيين، والذي امتد لفترة وجيزة في وقت لاحق إلى عدن في أقصى الجنوب، هو التحول من الحرب مع صالح إلى تحالف انتهازي معه تسبب في استسلام جزء كبير من الجيش اليمني الذي ظل موالياً لصالح أو مساعدته في التقدم الحوثي.

وحول العلاقة مع إيران حالياً قال: "أصبحوا أكثر صرامة في المعركة، وقد اعتاد قادتهم الميدانيون على الثروة المتراكمة والخوف الناتج عن اقتصاد الحرب، كما أصبحت علاقاتهم مع إيران وحزب الله اللبناني أوثق حيث اعتمدوا على كليهما في الإمدادات العسكرية والتدريب والدعم الفني".

ولعل من المفيد أن أقدم بعض التأملات والحكايات من الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى يناير/كانون الثاني 2017، عندما كنت أستعد لتولي منصب السفير، ثم قمت بالفعل بهذه المهمة ــ وإن كان ذلك محبطاً من منفاي في جدة لأننا اضطررنا إلى الانسحاب من صنعاء في أوائل عام 2015، ولابد أن أقول إن تلك المحادثات المروعة التي ذكرتها في بداية هذه المقالة جاءت في وقت مبكر للغاية من وجودي في مسقط، حيث سافرت لتسهيل الاتصال بين الولايات المتحدة والحوثيين، الذين كانوا في ذلك الوقت على استعداد للتحدث إلى البريطانيين ولكن ليس الأميركيين، وقد استضاف العمانيون بكل لطف جلستين من المحادثات بين كبار الحوثيين وأنا، والتي بلغت نحو عشر ساعات من المناقشات المكثفة والمفاوضات باللغة العربية، وقد نجحت في نطاق مهمتي المحدود، وقد تأسس الاتصال بين الولايات المتحدة والحوثيين بالفعل قبل وقت طويل من محادثات السلام في جنيف في يونيو/حزيران 2015.

 

وفي وقت لاحق، لعبت دوراً بارزاً في دعم جلسات محادثات السلام الثلاث بين الحوثيين وممثلي الرئيس هادي، كما تواصلت على نطاق واسع مع الموالين لصالح وشركائه لمحاولة العمل على هذا الجانب من اللغز اليمني، وتعرفت على الزعيم الحالي للحكومة الشرعية، رشاد العليمي، وأعجبت به كثيراً، ومن خلال العمل عن كثب مع مبعوثي الأمم المتحدة الممتازين، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكيني جلوك، حاولنا كل شيء لتحقيق السلام ولكننا فشلنا.

لقد كانت محادثات السلام رائعة بكل تأكيد، فقد تطورت من الإحباط الشديد الذي أصاب المحادثات في جنيف في يونيو/حزيران، عندما رفض الحوثيون حتى المشاركة، وظهر الجانب الحكومي مع مندوب مرتبط بتنظيم القاعدة، وقرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحماقة الظهور لإجبار الحوثيين على التقاط صورة، وكان التأثير الوحيد لذلك هو إعطاء الحوثيين الفرصة لتأمين التنازلات من خلال التهديد بمقاطعة جلسة التصوير، وبعد أشهر من العودة إلى جبال سويسرا، اجتمع الجانبان أخيراً، وإن كان ذلك على مضض وبصورة غير منتجة.

ثم جاءت الكويت في ربيع وصيف عام 2016 ــ محادثات السلام الحقيقية التي أعتقد أنها ربما كانت أقرب ما توصلنا إليه من اتفاق سلام (وإن كان بشروط مواتية للغاية للحوثيين) حتى عام 2023، مكثنا في فندق مريح لمدة ثلاثة أشهر تقريبا: الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والعديد من مجموعة السفراء الداعمين للسلام في اليمن، والمعروفة آنذاك باسم مجموعة الثماني عشرة.

كما قدم الكويتيون قصرا للضيوف لبعض المحادثات، وكانوا مضيفين لطفاء ومتعاونين، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن ضيوفهم الحوثيين، الذين قدموا مطالب غير معقولة إلى ما لا نهاية، بما في ذلك الإمداد المستمر بالقات (مخدر غير قانوني في الكويت يعتبر توريده أو حيازته عادة جريمة جنائية خطيرة).

 

وكانوا يصلون متأخرين إلى الاجتماعات، وينغمسون في نوبات الغضب، والانسحاب، والتهديدات، والاتهامات المتبادلة، ويغيرون موقفهم التفاوضي من يوم لآخر، وكان هناك مواجهة عندما تم إغلاق حساب المفاوض الحوثي الرئيسي، محمد عبد السلام، على فيسبوك بسبب المواد البغيضة الموجودة عليه، كان إصلاح هذه المشكلة ــ إعادته إلى موقع فيسبوك على الرغم من المواد البغيضة ــ يتطلب إظهار هويته، التي تشير إلى أنه يبلغ من العمر 13 عاما، وتبين أنه سافر إلى الكويت بجواز سفر ابنه.

كان وفد الحوثيين يضم كبار الشخصيات الحقيقيين الذين ما زالوا يشغلون مناصب مهمة في الحركة حتى يومنا هذا، ولكن لا بد لي من تسجيل تأملات أحد الساسة اليمنيين المحترمين، عبد الكريم الإرياني، الذي كان موته أثناء فترة عملي في اليمن بمثابة مأساة نهاية عصر، وفي حديثه عن مهدي مشاط، العضو الأكثر إزعاجاً وتدميراً في الوفد، قيل إن الإرياني علق بأن تفضيل المشاط من قبل الحوثيين لدور كبير في تلك الأيام كان بمثابة إشارة منه – للإرياني - للرحيل والموت.

وقال الدبلوماسي البريطاني حول القيادي الحوثي مهدي المشاط: "لقد نشأ المشاط في صعدة كرجل بلطجي عديم الجدارة، ومن الممصادفة أنه كان في دائرة عبد الملك الحوثي، ومن الواضح أن هذا مؤهل كافٍ للارتقاء إلى مناصب عالية في الإدارة الفعلية، التي يتمتع الآن بلقب "رئيس".

إن الإشارة إلى الحوثيين بأن التحدي الذي يواجههم صعب للغاية، وقبولهم التحدث عن السلام بعد تسع سنوات من وحشية الشعب اليمني، يكفي في حد ذاته لتأمين حرية لهم للانخراط في الابتزاز الدولي، وهذا يعني في الواقع الاستسلام لهم، وليس هناك ما يضمن أن تؤدي محادثات الأمم المتحدة الجديدة إلى أي شيء ــ لذا يمكن إخبار الحوثيين بأن هذه المحادثات موضع ترحيب من أجل مصلحتهم الخاصة، ولكنها لا تتعلق بإنفاذ القانون البحري، وأنهم سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمرت هجماتهم.

وقال سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن السيد إدموند فيتون براون: " نبغي لي أن أضيف أنه خلال فترة عملي كسفير، كانت هناك سلسلة لا نهاية لها من الحوادث التي اتُهمت فيها إيران بتسليح الحوثيين، وكان هذا الوضع يُنكر دائمًا، وكان من الصعب الحصول على إجماع دولي بشأنه، على الرغم من وجود أدلة قوية، وكان هناك أيضًا المعاملة بالمثل: أثناء تقدم الحوثيين عبر اليمن في عام 2015، رأيناهم يعطون الأولوية لإطلاق سراح السجناء الذين تهمهم إيران، ولا شك في الدعم الفني والمالي واللوجستي الذي يتمتع به الحوثيون من إيران وحزب الله اللبناني، والآن، نرى هذا بوضوح في دعم إيران للعدوان الحوثي في ​​البحر الأحمر، بما في ذلك مع بهشاد، وهذا يقودني إلى النقطة الأخيرة، الفيل في الغرفة: عند أي نقطة نحمل إيران المسؤولية المباشرة عن الحرب غير المتكافئة التي شنتها علينا؟

وأضاف: "من المأمول بشدة أن يكون الرد الأميركي الحالي، بإرسال الأصول العسكرية إلى المنطقة، كافيا لردع إيران وحزب الله والميليشيات العراقية والحوثيين عن المزيد من التصعيد، ولابد أن يكون الاستنتاج المبدئي هو أن إيران تظل لاعبا عقلانيا، ولكنها لم تواجه بعد عواقب وخيمة بما يكفي للتراجع عن حملتها المستمرة ضد إسرائيل والمصالح الغربية، ومن الضروري إعادة إرساء الردع إذا كنا لا نريد أن نتعثر في حرب إقليمية.

 

 

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

دولة تنفذ لاول مرة ضربة كبيرة وتغتال ابرز قيادات الحوثيين

كريتر سكاي | 2176 قراءة 

احمد علي يعلن بدء ثورة على الجميع (بيان)

العربي نيوز | 1803 قراءة 

صواريخ يمنية تمطر "اسرائيل" (فيديوهات)

العربي نيوز | 1604 قراءة 

ضابط يكشف ارهاصات "26 سبتمبر" الجديدة 

العربي نيوز | 1485 قراءة 

خلاف سعودي أمريكي بشأن خطة لحسم الأمر مع الحوثيين عسكريا

نيوز لاين | 1315 قراءة 

البيان الاول لثورة "26 سبتمبر" الجديدة (فيديو)

العربي نيوز | 1032 قراءة 

اختطاف 3 فلسطينيين في صنعاء بعد تفتيش سيارتهم واتهامهم بخدمة ‘‘إسرائيل’’.. لن تتوقع ما وجد بحوزتهم!!

المشهد اليمني | 999 قراءة 

من الاحتفال إلى الفوضى.. جنابي اليمنيين تعكر صفو ممشى أهل مصر

العين الثالثة | 961 قراءة 

شاهد مواطن سعودي فار من دولته يظهر في جامع "الصالح " مهدداً وهو يحمل " الصميل" المطلي بالعلم اليمني ( صوره)

نيوز لاين | 939 قراءة 

عيدروس الزبيدي يصدم الجميع ويدعو لـ”احتواء الحوثيين” ويقول: ”لا ثورة ضد الحوثيين”

نيوز لاين | 843 قراءة