تفاعل اليمنيون مساء الأربعاء، بالذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر، على نحو غير مسبوق، ما يشير إلى عظمة هذه الثورة الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين شمالاً وجنوباً.
وشهدت مدن يمنية من بينها تعز ومأرب وشبوة، احتشاداً غير مسبوق، وفعاليات متنوعة، رفعت خلالها الأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة على أنغام الأناشيد الوطنية، في وقتٍ تم فيه إيقاد شعلة الثورة، بالتزامن مع إطلاق الألعاب النارية احتفالاً بالمناسبة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الكثير من النشطاء والسياسيين والكتاب والصحفيين، مع ذرة ثورة سبتمبر، منددين في ذات الوقت بقمع الحوثيين للمحتفلين بذكرى الثورة في مناطق سيطرتهم.
وقال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، إن الاحتفاء الشعبي الواسع بذكرى ثورة 26 سبتمبر داخل اليمن وخارجها تعميد جديد لسبتمبر.
وأفاد في منشور بصفحته الرسمية على منصة إكس أن هذا ليس احتفال عابر بالثورة، هذه الليلة تعميد جديد لسبتمبر، انبعاث يمني يرتقي لمستوى ثورة موازية، مع فارق أنها ثورة تصدح ملء الأفاق وينقصها مدفعية لهدم كل الطغاة كي تستعيد السيطرة ع مصيرها وتحرر نفسها من الارتهان.
وأكد أن شعب اليمن اليوم يحتفل في القرى والمدن والسهول والجبال وخارج اليمن، الكل يحتفل بحب وشغف، ولم يحدث أن شعبًا يحتفل بعيده الوطني بمثل هذا الحماس الهائل والإيمان الملتهب مثل الشعب اليمني، وكأن الثورة تحدث الآن في الميادين.
من جانبه، هنأ الكاتب الصحفي المصري مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، الشعب اليمني الشقيق بالذكرى الـ 62 لانطلاقة ثورة 26 سبتمبر، مؤكدًا أن هذه الثورة العظيمة كانت نقطة تحول في تاريخ اليمن
.
وقال مصطفى بكري: "لقد انحاز الشعب اليمني لثورته الظافرة، التي كانت سندًا لثورة 14 أكتوبر، وسعت إلي تحديث اليمن الذي عاش قرونًا طويلة تحت حكم التخلف والجهل والمرض.. ثورة حققت الوحدة اليمنية بين أبناء الشعب الواحد، وكانت سندًا لأمّتها العربية
".
وأوضح بكري، أن الزعيم جمال عبد الناصر ساند ثورة 26 سبتمبر، وأن مصر قدمت آلاف الشهداء من أجل نصرتها
.
وتابع عضو مجلس النواب: "بعد 62 عامًا بات الأشقاء اليمنيون يعانون الأمرين، بعد أن تمزق وطنهم الغالي بفعل المؤامرة التي تعرض لها اليمن.. شعب الحضارة نزح منه الملايين إلي خارج البلاد وأمنيتهم الوحيدة العودة إلي الوطن والشعور بالاستقرار
".
من جانبه، أكد البرلماني والقيادي في حزب الإصلاح حميد الأحمر، أن جماعة الحوثي تحاول طمس هوية الشعب اليمني السبتمبرية الاصيلة، بالتزامن مع حلول الذكرى الـ 62 لثورة سبتمبر المجيدة.
وقال حميد الأحمر في مقال له على منصة فيسبوك، إن الحكم الكهنوت الإمامي قبيل ثورة سبتمبر، لم يغير في اليمن شيء سوى تشييد القصور لهم والسجون لليمنيين، في الوقت الذي افتقر المواطن لأبسط حقوقه الحياتية كالغذاء والدواء والتعليم وبقية الخدمات الأساسية، يحاصره ثالوث الموت " الجهل والفقر والمرض" من كل جانب.
وأوضح أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن ترفا زائدا عن الحاجة، وإنما كانت ضرورة وجودية لأجل استعادة حق اليمنيين في الحياة، وفي التحرر من أكثر العصور تخلفا وظلامية.
وأشار إلى أن ثورة سبتمبر قامت في "ظل تصور سائد بأن التخلف يعيق قيام الثورات، لكنها أثبتت أن ما من قوة تستطيع إيقاف إرادة الحياة لدى الشعوب، وأن التغيير قادم لامحالة مهما بلغت حالة الشعب ونكوصه الحضاري".
وأضاف أن ثورة سبتمبر، مثلت شهادة ميلاد جديد لليمن، أنهت قرون من التخلف والعيش في عصور ما قبل التاريخ، إيذانا بعهد جديد يحقق تطلعات اليمنيين في الحرية والعدالة والمساواة والمستقبل الأفضل.
بدورها، علقت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان في ذكرى الثورة قائلة: "فلتكن ذكرى هذا العام لثورة 26 سبتمبر المجيدة بداية النهاية لحكم المليشيا الفاشية السلالية لعاصمة اليمنيين ، إن إسقاط هذا الخزي ومحو هذا العار واجب مقدس على كل يمني،
ذكرى ثورة مجيد وكل عام وشعبنا العظيم بخير".
من جانبه، قال أبو بكر القربي وزير الخارجية الأسبق، "إن الخميس 26 سبتمبر يوم انتصار إرادة الشعب التي لن تقهر ويوم الفرحة بتحرر الإرادة وبناء يمن جديد يستعيد فيه الشعب كرامته وحقه في المواطنة المتساوية فليكن اليوم يوم وفاء للثورة والثبات على أهدافها فتهنئة لشعبنا بعيد الثورة و العزة لليمن والمجد للشهداء وكل عام واليمن وشعبة في سلام".
وقال عبدالله بن حسين الأحمر، "في كل عام نحتفي بثورة 26 سبتمبر الخالدة، لنجدد العهد بأن نكون أوفياء لهذه الثورة العظيمة .. لا يوجد ذكرى تجمع اليمنيين كما تجمعهم ذكرى 26 سبتمبر، فهي ليست مجرد يوم، بل تاريخ ميلاد جديد للوطن".
بدوره، قال وزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية نايف البكري، إن "ثورة
26 سبتمبر المجيدة، غيرت مجرى التاريخ اليمني وأرست دعائم الدولة الحديثة، وسطرت أسمى معاني التحرر والكرامة، وأعادت رسم خريطة اليمن على الخارطة العالمية؛ لتجعل منه دولة تتمتع بسيادة القانون، ومكانة محترمة بين الأمم، لا سيد فيها إلا الشعب".
وأضاف في مقال بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة سبتمبر، إن "في مثل هذا اليوم من عام 1962، قام اليمنيون بثورة لا تنحصر في تغيير نظام الحكم فقط، بل كانت ثورة شاملة على الظلم، التخلف، والعزلة التي فرضتها الإمامة على هذا الشعب لعقود طويلة. تلك الإمامة التي جعلت من اليمن بلداً منعزلاً عن العالم، مكبلاً بقيود التخلف والفقر، محروماً من أبسط حقوقه في التعليم والصحة والكرامة الإنسانية".
وتابع: "المارد السبتمبري كان ردة فعل طبيعية لتراكمات الظلم والاستبداد الذي مارسته الإمامة لعقود طويلة. فقد كان الشعب اليمني مكبلاً بقيود الجهل، يعاني من الفقر والقهر، ومحروماً من كل مقومات الحياة الكريمة. ومع ذلك، لم يفقد هذا الشعب الأمل ولم ينكسر، بل ظل يبحث عن فرصة لتحرير نفسه وبناء دولة تليق بتاريخه العريق.
وأردف قائلاً: "كانت ثورة 26 سبتمبر بمثابة نافذة أعادت فتح اليمن على العالم وأعادت لهذه الأرض هويتها، وشكلت بداية لمرحلة جديدة من التغيير والتقدم. مرحلة شهدت إعادة بناء المؤسسات الحكومية، وترسيخ المبادئ الديمقراطية التي تقوم على الحرية والمساواة والعدالة".
يُذكر أن ثورة 26 سبتمبر 1962 قادها تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الشهيد علي عبدالمغني، وأطاحت بالحكم الإمامي لأسرة حميد الدين وأعلنت قيام النظام الجمهوري شمالي الوطن
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news