الكاتب اليمني “احمد عثمان”: 26 سبتمبر أفضل حالا اليوم والهزيمة القادمة للإمامة ستكون شاملة (حوار)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 40 مشاهده       تفاصيل الخبر
الكاتب اليمني “احمد عثمان”: 26 سبتمبر أفضل حالا اليوم والهزيمة القادمة للإمامة ستكون شاملة (حوار)

يمن ديلي نيوز – حوار خاص:

في هذا الحوار الذي طرحنا فيه تساؤلات لاتتجاوز الأربعة حول أسباب تسلل الامامة مجددا إلى قلب الجمهورية يضع الكاتب اليمني “أحمد عثمان” النقاط على الحروف ساردا جملة من العوامل المترابطة والمتشابكة التي لا تعفى منها جميع القوى الجمهورية.

ومع أنه تحدث بإسهاب في الأسباب والعوامل التي ساهمت في عودة الامامة إلا أنه دعا إلى اعتبار الماضي تجربة لكل اليمنيين للعبرة والاستفادة وليس للعتاب أو الادانات، فالماضي كما قال “فعل كل المعسكر الجمهوري”.

وفيما يتراءى للجميع ظلاما حالكا يحيط ثورة 26 سبتمبر بفعل سيطرة الامامة على قلبها صنعاء، يعيش الكاتب “أحمد عثمان” حالة اليقين بأن 26 سبتمبر اليوم أفضل حالا ليس مما كانت عليه في 2014، بل أفضل حالا من يوم انطلاقتها في 1962.

يقول الكاتب “أحمد عثمان” ضمن ملف خاص تزامنا مع العيد 62 لقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر: ثورة 26 سبتمبر اليوم أفضل من ليلة انطلاقها في ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م رغم كل السواد المخيم من حيث جانب الوعي ومساحته.

وتابع: من أنجز الثورة في الستينات قادة من الاحرار يعدون بالعشرات ثم التف حولهم الشعب، لكن الوعي بحقيقة الجمهورية وحقيقة الامامة كان محدودا جدا بمقارنة الوعي في هذا الوقت.

وشدد في حواره مع “يمن ديلي نيوز” على أن “الحوثي بتصرفاته وإعلانه للعنصرية يزيد من هذا الوعي ويشعل التحدي، ووسائل التواصل والتوعية جعلت من وجود الامامة في صنعاء بالعنف مناسبة لتعريته”.

الحقيقة لقد تفاجأ اليمنيون وفي المقدمة الحوثي نفسه بنجاح انقلاب الحوثي مع كثير من الاطراف التي تغاضت عن الحوثي وتوهمت أنها ممكن أن تستخدمه وسيلة لضرب الخصوم السياسيين داخل الصف الجمهوري وتكون قوة مؤقتة لتصفية الحسابات البينية في الصف الجمهوري.

شاملة وعميقة

ولم يتوقف الكاتب “أحمد عثمان” عند الحديث عن صلابة ثورة 26 سبتمبر، وعدم الخوف على مصيرها بل توقع هزيمة شاملة للإمامة.

وقال: الهزيمة القادمة للإمامة ستكون شاملة عميقة وقاتلة للفكرة الحوثية كفكرة وعقيدة حاولت تستغل الدين وتغالط الشعب وتجهله، فالتجهيل والجهل هو وسيلة الامامة مع الفقر ولهذا نراهم يحاربون التعليم ويعملون على إفقار الشعب.

واستدرك: لكن هذا لن يستمر ومايجري يعمل على تعميق الثأر والجراح وإعطاء صورة حقيقية لبشاعة المشروع الامامي وضرورة وأهمية المشروع الجمهوري الذي يجب أن يصان ويحمى ويقدم للأجيال كمشروع وطني يحمي الشعب ويحافظ على حقه ويفشل مصادرة الدنيا والدين من قبل الحوثي وتحويل الانسان إلى عبد وسخرة.

وأضاف: كان أهم جوانب القصور الجمهوري في جانب الوعي، حيث غيبت الحقيقة على الاجيال فلم يعد يعرف شيء، وبالكاد أصبح الشباب الذين ولدوا في الثمانينات ومابعدها يعرفون عن ثورة 26 سبتمبر بأنها فقط ثورة أطاحت بالإمام أحمد حميد الدين، وبعد الثورة حصرت في بيت حميد الدين.

وقال إن غياب ذلك الوعي سهل على البعض أن يطلقوا على ثورة 26 سبتمبر جهلا أنها انقلابا، وغابت الفكرة العنصرية السوداء التي ثارت عليها أعظم وأنبل ثورة في بلاد العرب.

كيف تسللت

ويتحدث الباحث “أحمد عثمان” عن عوامل تسلل الامامة مجددا.. مشيرا إلى أكثر من مدخل وأكثر من رافعة حيث بقي الاماميون طيلة عقود الجمهورية ينظمون أنفسهم وينفخون في العنصرية والعصبية السلالية. مضيفا بأن العصبية السلالية شديدة الاثارة شأنها شأن العصبيات العرقية خاصة تلك التي تتخذ لها مقولات دينية لما لها من أثر عند مساحة قبلية مازالت واقعة تحت تأثير ثقافة السيد والعربي.

وأشار إلى أن هذه الأيدلوجية الامامية استمرت تعمل في كثير من المساجد والمدارس وحلقات علمائهم، ساعدها أيضا رافعة العصبية القبلية خاصة في الهضبة الشمالية المشبعة بهذه المقولات وهذا التاريخ.

ثورات الشعوب لاتموت، وقد تتعثر لكنها تعود أقوى وفي هذه الظروف الصعبة، فيها أوجه إيجابية لتقوية روح الثورة وتعطي مساحة أوسع لتشييد وعي وطني واسع وتحويل الشعب كله إلى عقل ووعي جمهوري وروح ثائر، فالمعركة معركة وعي لم يستوعبها معسكر الجمهورية بألوانه وأطيافه.

وتحدث عن مساعد ثانوي قال إنه خطير وهو الخلافات بين القبائل وعدم قبولهم لبعضهم والتعامل مع الغريب بترحاب كحل وسط لصراعاتهم، وهو ما مكن يحيى الرسي لكي يعبث داخل القبائل ويحولهم إلى أدوات وحماية حيث سيطر عليهم بهم وبأقل التكلفة ومازالت هذه الوسيلة تستخدم اليوم للأسف.

وبعيدا عن العصبيات السلالية والقبلية أشار الكاتب “عثمان” إلى عامل يخص المعسكر الجمهوري حيث لم تتخذ الدولة الجمهورية خطر الإمامة كخطر ثقافي وأيدلوجي وتاريخي.

وقال: الدولة الجمهورية لم تعمل على تجذير الثقافة الجمهورية وتعرية الايدلوجية الأمامية العنصرية وبقى التعليم والثقافة بدون استراتيجية جمهورية فاعلة إضافة إلى الاخطاء والصراعات السياسية التي أضعفت النظام الجمهوري.

وذكر أن النظام الجمهوري لم يعمل كدولة تراكم التجارب والحماية والوعي والتنمية خاصة في مجال الحكم الديمقراطي، حيث عمل التوجه الفردي والعائلي بنسخته الجمهورية على التهيئة بشكل غير مباشر لعودة المشروع الامامي الذي كان يتجهز ويتحفز منذ فترة بعيدة مستفيدا من تغلغله في عمق الدولة المدنية والعسكرية مستفيدا من غفلة وتناقضات المعسكر الجمهوري.

مساندة إيرانية

وتابع متحدثا عن العوامل التي ساهمت في عودة الامامة قائلا: ثم جاء تدخل المشروع الايراني كمشروع خارجي مساند بقوة للإمامة ممثلة بجماعة الحوثي الذي حولها إلى أداة خارجية وذراع إيراني.

مستدركا: علما أن الجماعة تواصلت مع إيران من وقت مبكر تحت سمع وبصر الدولة التي لم يعد المشروع الجمهوري عندها واضحا، وتلاشت عندها الفوارق بين الجمهورية والامامة وصلت حد الميوعة والتماهي في كثير من الجوانب للأسف الشديد.

وتحدث عثمان عن ظروف إقليمية ودولية ومحلية أفرزتها عقود الحكم الجمهوري وفشل في حل الازمات المتراكمة وفشل إيجاد دولة مؤسسات وقصور من السلطة والمعارضة سواء في فقه السلطة أو فقه العمل الحزبي، كلها أسهمت في عودت الامامة.

وتابع: في الحقيقة لقد تفاجأ اليمنيون وفي المقدمة الحوثي نفسه بنجاح انقلاب الحوثي مع كثير من الاطراف التي تغاضت عن الحوثي وتوهمت أنها ممكن أن تستخدمه وسيلة لضرب الخصوم السياسيين داخل الصف الجمهوري وتكون قوة مؤقتة لتصفية الحسابات البينية في الصف الجمهوري.

وقال إن “الحوثي استغل كل هذا الفراغ والصراع مع دعم إيراني إضافة إلى دعم من عناصره المؤثرة في عمق الدولة خاصة العسكري والأمني”. مستطردا: لهذا رأينا قوام الجيش اليمني ماعدا نسبة بسيطة يبقى متفرجا لاقتحام الحوثي إلى صنعاء ولم يحرك ساكنا أمام سقوط الدولة ورفع شعار الحياد في أغرب موقف حياد لجيش أمام سقوط دولته.

الكاتب “أحمد عثمان” قال إن الجيش الذي ظل متفرجا انقلب بسلاسة ليتحول إلى ذراع للإمامة وهو مالم يكن ليحدث لو أن عقيدة هذا الجيش كانت عقيدة جمهورية، لكنها كانت عقيدة جهوية أقرب إلى الامامة بل لاترى فرقا وفاصلا بين النظامين إلا بقدر مايخدم المشاريع الخاصة وهو مايعني أن هناك فشل متراكم وكبير جرى في المعسكر والدولة الجمهورية.

علينا عدم الالتفات إلى الماضي إلا بقدر الاستفادة من الاخطاء وتجاوز القصور حتى لاتتكرر باعتبار الماضي تجربة لكل اليمنيين ولأخذ العبرة وليس للعتاب أو الادانات، فالماضي فعل كل المعسكر الجمهوري.

 

عدم تحصين الثورة

وردا على سؤال حول عدم اتجاه القوى الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر لتحصينها وحمايتها بالمناهج والاعلام والتوعية قال الكاتب “أحمد عثمان” لـ”يمن ديلي نيوز”: هذا السؤال الجوهري والتاريخي الذي يجب أن يجاب عليه من قبل الجميع وأن يكون محل دراسة مستفيضة لتتحول نتائجه إلى مايشبه الدستور والايدلوجية الشعبية والثوابت الوطنية.

وتابع: أعتقد أن هذا الامر المذكور في سؤالك عدم التحصين الثقافي والإعلامي، كان نتيجة فشل سياسي وغياب الجمهورية عند الجمهوريين، والذهاب إلى مشاريع صغيرة بعيدة عن المشروع الوطني، ولها أوجه كثيرة.

ومن تلك الأوجه – وفقا للكاتب “عثمان” – الحكم العسكري عن طريق الانقلابات ذات الطابع الجهوي وهو المسؤول الأول عن هذا الغياب الاستراتيجي، فغابت الثقافة والتعليم والمراكز الاستراتيجية والمؤسسات الامنية ذات البعد الوطني لصالح ثقافة الانقلابات التي تحولت إلى مايشبه الوجبات السريعة (المسرطنة) حتى تحولت إلى لقمة سائغة للانقلاب الامامي.

وتابع: لا أريد هنا أن أدين أحد فجميع القوى في الحكم والمعارضة مسؤولة كل بحجمه عن هذا المآل، فهي لم تكن مسؤولية فردية بل عن فشل عام وغياب استراتيجية حكم جمهوري يحمل مشروعا متكاملا.

مالذي يجب؟

الكاتب “أحمد عثمان” وردا على سؤال حول مايمكن للقوى الجمهورية عمله اليوم لحماية تضحيات الجمهوريين حاليا وحماية الجمهورية وثورة 26 سبتمبر، دعا إلى عدم الالتفات إلى الماضي إلا بقدر الاستفادة من الاخطاء وتجاوز القصور حتى لاتتكرر.

ودعا على اعتبار الماضي تجربة لكل اليمنيين للعبرة والاستفادة وليس للعتاب أو الادانات، فالماضي فعل كل المعسكر الجمهوري، ويجب أن يؤخذ كفترة وطنية بسلبياتها وايجابياتها من أجل شحذ الحاضر وتأمين المستقبل، والانطلاق بقوة وزخم لإحياء قيم الثورة والجمهورية، كقيم وجود وطني وإنساني ومعركة حياة وكرامة.

كما تحمى الثورة – وفقا لـ”عثمان” بمزيد من التضحيات، فالتضحيات تحمى بالتضحيات والمنجزات تنتعش من عثرتها بالتضحيات وروح الثورة والمقاومة.

وتابع: ثورات الشعوب لاتموت، وقد تتعثر لكنها تعود أقوى وفي هذه الظروف الصعبة، فيها أوجه إيجابية لتقوية روح الثورة وتعطي مساحة أوسع لتشييد وعي وطني واسع وتحويل الشعب كله إلى عقل ووعي جمهوري وروح ثائر، فالمعركة معركة وعي لم يستوعبها معسكر الجمهورية بألوانه وأطيافه.

 

ويحتفل الشعب اليمني الخميس المقبل بالعيد 62 لقيام ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 ضد النظام الامامي وقيام النظام الجمهوري، وسط استعدادات حكومية وشعبية واسعة لإحياء هذه المناسبة التي يجمع عليها كل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم.

وفي هذا السياق أجرى “يمن ديلي نيوز” سلسلة نقاشات مع عدد من المفكرين والكتاب والمتخصصين اليمنيين حول العوامل التي أدت إلى عودة الامامة مجددا ممثلة في جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، ولماذا لم يتم تحصين الجمهورية وكيف يمكننا عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى.

ومع أن جلد الذات لم يعد مجديا، إلا أن من المهم التوقف عند الأخطاء التي وقعت فيها الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر، حتى نذكر الجيل الحالي والقادم بعظم الخطأ الجسيم الذي أدى إلى أن تدفع ثورة 26 سبتمبر هذا الثمن الباهض من دماء أبنائها ومن حاضر ومستقبل هذا البلد.

مرتبط

الوسوم

النظام الامامي

ثورة 26 سبتمبر

جماعة الحوثي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : دون علم الملك ... محمد بن سلمان يفاجئ الجميع ويصدر قرارات مفاجئة "نص"

اليمن السعيد | 3517 قراءة 

الكشف عن تفاصيل خطيرة حول قضية الناشطة "سمية العاضي" المتهمة بقتل زوجة عاقل الحارة"لن تصدق ماذا عمل الحوثيين"

اليمن السعيد | 3050 قراءة 

الزوج أصبح عما لزوجته.. قصة أغرب من الخيال تبطل زواجاً دام 3 سنوات

اليمن السعيد | 2993 قراءة 

"خبر سار للجميع"... قرار هام وعاجل طال انتظاره خاص بمواليد 1980 لـ 1996.."تفاصيل"

اليمن السعيد | 2672 قراءة 

الرئيس العليمي يتخذ اهم قرار عسكري 

العربي نيوز | 2467 قراءة 

قرار "اسرائيلي" خطير بشأن اليمن (تفاصيل)

العربي نيوز | 2210 قراءة 

تحذير حكومي من استخدام الهواتف النقالة

العربي نيوز | 1954 قراءة 

تحرك أممي لدعم الجيش اليمني عسكريا ورفع الرواتب (تفاصيل)

المشهد اليمني | 1740 قراءة 

اعلان مصري مفاجئ عن اليمن !

العربي نيوز | 1671 قراءة 

تحرك يمني سعودي رفيع المستوى.. والحديث حول دعم عسكري وخطط استراتيجية.. هل حانت ساعة الحوثي؟

المشهد اليمني | 1300 قراءة