أفاد عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية في اليمن، التي تهدف إلى منع الحوثيين من تعطيل حركة الشحن التجاري، لم تؤثر بشكل كبير على قدرات الجماعة المدعومة من إيران.
وفي مقابلة مع صحيفة "الغارديان"، أعرب الزبيدي عن قلقه من أن هذه الضربات قد تساهم في تعزيز دعم الحوثيين داخليًا، إذ يُصورون الغرب كعدو في الصراع اليمني.
وقال: "بدلًا من ردع الحوثيين، جعلت هذه الضربات منهم طرفًا أقوى، حيث يستخدمونها لتحشيد الدعم عبر تصوير أنفسهم كمدافعين ضد العدوان الأمريكي والبريطاني."
ودعا الزبيدي إلى تغيير الاستراتيجية الحالية، مشددًا على ضرورة وجود تنسيق أفضل بين الغرب والدول الإقليمية والحكومة اليمنية، مؤكدًا أن "الحوثيين ليسوا مهتمين بتقاسم السلطة في البلاد، على الرغم من العروض المقدمة لهم من السعودية والأمم المتحدة منذ أكثر من عام."
وأشار إلى أن الضربات الجوية، التي تتم بشكل منفرد من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، لم تجر بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي.
ولفت إلى أن سفنًا تحمل أسلحة متطورة وصلت إلى موانئ الحديدة والصليف التي يسيطر عليها الحوثيون، مما يعزز قدراتهم العسكرية بشكل كبير، ويتيح لهم استهداف دول مثل إسرائيل.
وأوضح الزبيدي، الذي يشارك حاليًا ضمن الوفد الرئاسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "التطورات الأخيرة تتطلب إعادة النظر في العملية السياسية"، مشيرًا إلى أن الحوثيين، بعد عقد من السيطرة، قاموا بتنشئة أجيال جديدة على أيديولوجيتهم الطائفية، ما يجعل من الصعب توقع حدوث انتفاضة داخلية ضدهم.
كما شدد على الحاجة إلى استراتيجية شاملة تضم أبعادًا سياسية، عسكرية، واقتصادية، للحد من نفوذ الجماعة الدينية، شمالي البلاد. واقترح البدء بإعادة تصدير النفط وزيادة الإيرادات الوطنية بشكل مستقل عن المساعدات السعودية.
وأقر الزبيدي، في ختام حديثه، بوجود انقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي، مشيرًا إلى أن المجلس يفتقر إلى قواعد تنظيمية واضحة ويحتاج إلى إصلاحات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news