طهران- في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط تستعرض إيران أبرز قدراتها العسكرية في العاصمة طهران ومختلف المحافظات الأخرى بمناسبة الذكرى الـ44 للحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، مؤكدة عزمها تغيير مسار أي سيناريو يخطط له “العدو” وإفشال حساباته.
وبهذه المناسبة أجرى الجيش الإيراني والحرس الثوري مناورات بحرية مشتركة في المياه الخليجية بمشاركة أسطول مكون من 548 قطعة حربية -بما فيها المدمرات والسفن العابرة للمحيطات- إحياء لأسبوع الدفاع المقدس الذي تستمر فعالياته من 21 حتى 28 سبتمبر/أيلول من كل عام.
ومن بين الأسلحة التي عرضتها إيران خلال اليوم الأول من الفعاليات على مقربة من ضريح مؤسس ثورتها آية الله الخميني جنوبي طهران الصواريخ الفرط صوتية مثل “فتاح” والباليستية مثل “خيبر شكن”، وكشفت عن أسلحة نوعية للتلويح باستخدامها في حال تعرضت مصالحها للخطر.
قدرات عسكرية
واستعرضت إيران عشرات الصواريخ الباليستية وكروز ومنصات إطلاقها وعددا من الطائرات المسيرة من أجيال “مهاجر” و”أبابيل” و”آرش” وأنظمة رادارات ومضادات جوية، منها منظومة “15 خرداد” و”صياد” و”دماوند” ونظام الرادار كاشف 99، إلى جانب أنظمة اتصالات ومركبات ودبابة “ذو الفقار” وزوارق رعد متعددة الأغراض.
ووسط اتهامات غربية لها بتصدير صواريخ باليستية وطائرات مسيرة إلى روسيا لمساعدتها في حربها مع أوكرانيا عرضت طهران لأول مرة صاروخين باليستيين من طراز “جهاد” الذي يصنف في خانة صواريخ “فتح”، ويبلغ مداه ألف كيلومتر ويعمل بالوقود السائل، إلى جانب نسخة مطورة لطائرة “شاهد 136” الانتحارية تحت عنوان “شاهد بي-136” قادرة على ضرب أهداف على بعد 4 آلاف كيلومتر.
ووُصفت استعراضات الوحدات البحرية بأنها “ضخمة”، وتضمنت 548 قطعة حربية، بينها 180 بارجة ومدمرة وقاذفات صواريخ بحرية وغواصات وزوارق سريعة وعوامات.
إعلان
ويعتقد الخبير العسكري والعقيد المتقاعد في الحرس الثوري محمد رضا محمدي أن تطورات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة والتصعيد المتزايد بين الاحتلال وحزب الله اللبناني خيمت على فعاليات هذا العام.
ويبدو لمحمدي أن تركيبة الأسلحة التي عرضتها طهران جاءت لتتناسب والتهديدات التصاعدة في الإقليم وخارجه، موضحا أن المناورات البحرية أجريت ردا على التحشيد الغربي في المياه الإقليمية ودعما لجبهة البحر الأحمر التي يتولاها الحوثيون في اليمن.
وفي حديثه للجزيرة نت، يكشف محمدي أن بلاده تعمدت استعراض أسلحة بحرية مناسبة لاستهداف القطع البحرية الغربية في حال تهديدها المصالح الوطنية في العمق الإيراني أو في أعالي البحار.
وأضاف أن هذه المناورات لم ولن تمثل تهديدا للدول الجوار، لكنها تحذر في المرحلة الراهنة من مغبة السماح باستخدام القواعد الغربية في المنطقة ضد الأراضي الإيرانية.
رسائل
ورأى الخبير العسكري محمدي أن الاستعراض العسكري الأخير جاء بعد أيام قليلة من وضع طهران قمرها الصناعي “جمران-1” في مدار 550 كيلومترا عن سطح الأرض بواسطة صاروخ “قائم 100″، مؤكدا أنه عابر للقارات ويدل على استعداد إيران لتسديد ضربات “للأعداء” في القارات الأخرى في حال تجاوزت على الأمن القومي للجمهورية الإسلامية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news