ذكر موقع “عربي 21” أنّ صحيفة “واشنطن بوست” نشرت تقريرا تناول تفجير أجهزة الاتصال في لبنان الأسبوع الماضي.
وذكر التقرير، أن “تفجيرات أجهزة النداء، بيجر واللاسلكي، ووكي توكي”، في لبنان الأسبوع الماضي، تعدّ تتويجا لجهود الموساد في محاولات اختراق حزب الله، وإنشاء شركات وهمية في أوروبا.
وقال التقرير؛ إن القطع المحترقة من أجهزة بيجر أصبحت جزءا من أدلة عن جهد معقد استمر عقدا من الزمان، قامت به إسرائيل لاختراق حزب الله، بحسب قول مسؤوليين أمنيين غربيين وإسرائيليين، حاليين وسابقين.
واضاف، أن العلامات تركت على القطع المتناثرة من الأجهزة أثرا يقودنا عبر مصنع في تايوان إلى شركة وهمية مجرية، يشتبه في أن المخابرات الإسرائيلية أنشأتها أو استغلتها لإخفاء دورها المزعوم في تسليم الأجهزة المجهزة بشكل قاتل إلى حزب الله.
كما قام مسؤولون أمنيون في عاصمة أوروبية أخرى، بالتحقيق في ما إذا كانت شركة وهمية ثانية هناك هي البائع الحقيقي وراء صفقة أجهزة بيجر.
ووصف مسؤولون حاليون وسابقون أن العملية الأخيرة كانت جزءا من جهود طويلة ومتعددة، قامت بها إسرائيل على مدى عقود لتطوير ما وصفه مسؤولون إسرائيليون قدرات “الزر الأحمر”، أو ما يعني الاختراق المدمر لعدو، ويبقى ساكنا لأشهر إن لم تكن سنوات قبل تفعيله.
ويظل السبب وراء تفعيل الزر هذا في الأسبوع الماضي غامضا، مع أن خبراء تحدثوا عن مخاوف إسرائيلية من اكتشاف حزب الله مشاكل في أجهزة بيجر. وهجمات كهذه، عادة ما تكون بداية لهجوم عسكري شامل، بحسب قول مسؤولين، فمن خلال خلق الفوضى تقوم إسرائيل بتوجيه ضربتها القاتلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله؛ إن “الزر الأحمر” هو “مفهوم لشيء يمكنك استخدامه عندما تريد أو تحتاج إليه”.
وأضاف المسؤول، أن تفجير الأجهزة هذا الأسبوع “لم يكن جزءا من الخطة الشاملة” التي تم تصورها عندما بدأت العملية، رغم أنه أكد أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن ذلك كان له تأثير كبير.
وقال مسؤول ثان سابق في الاستخبارات الإسرائيلية؛ إن الانفجارات كانت تتويجا لاستثمارات استمرت لسنوات طويلة في اختراق هياكل الاتصالات والخدمات اللوجستية والمشتريات لحزب الله.
وأضاف المسؤول، أنه قبل وقت طويل من تعبئة أجهزة بيجر بالمتفجرات، كانت وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، وغيرها من الأجهزة، قد طورت رؤية شاملة “لما يحتاجه حزب الله، وما هي ثغراته والشركات الوهمية التي يعمل معها، وأين توجد، ومن هي جهات الاتصال”.
وأضاف المسؤول السابق؛ أنه بعد تشكيل صورة عن تلك الشبكات، “فأنت بحاجة لأن تقيم بنى تحتية من الشركات التي تقوم ببيع بضائعها الأخرى والأخرى”، وكلها تخفي صلتها بإسرائيل وتتحرك نحو وكلاء المشتريات التابعين لحزب الله، الذين يعتمدون على شركات وهمية خاصة بهم.
وتشير السجلات الرسمية الضئيلة للشركات الأوروبية المرتبطة بأجهزة بيجر، إلى مؤسسين ليس لديهم خلفية واضحة كموردين لمعدات الاتصالات أو ارتباط واضح بالحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي يترك مجالا للشك فيما إذا كانوا على علم بالأدوار التي ربما أدّتها شركاتهم في الهجوم على حزب الله. (عربي 21)
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news